زيلينسكي يحذر من تعرّض أوروبا للخطر في ظل انقسامات حول سرعة انضمام أوكرانيا إلى الناتو

01 يونيو 2023
زيلينسكي: هناك جهد يتعين بذله لعقد قمة سلام لأوكرانيا (Getty)
+ الخط -

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، بضم بلاده ومولدوفا، التي تستضيف قمة المجموعة السياسية الأوروبية، إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قائلا: "كل شك نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله".

وقال زيلينسكي، خلال لقاء للمجموعة السياسية الأوروبية في بولبواكا في شرق مولدوفا: "يجب أن تكون كل الدول الأوروبية التي تتشارك حدودا مع روسيا، والتي لا تريد أن تأخذ روسيا جزءا من أراضيها، أعضاء كاملي العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي". وأضاف أنه "ليس هناك سوى بديلين لهذا: أما حرب مفتوحة أو احتلال روسي زاحف"، في حين أن قسما من أراضي مولدوفا وأوكرانيا يخضع لنفوذ روسي.

وقال الرئيس الأوكراني: "في كل مرة نحضر فيها ونتخذ قرارات لصالح أوروبا الخاصة بنا، لصالح قيمنا، علينا أن نتذكر أن كل شك نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله (...) وكل شك يجلب المزيد من انعدام الأمان". وتابع أنه خلال القمة المقبلة للحلف الأطلسي في منتصف يوليو/ تموز في فيلنيوس "يجب أن تكون هناك دعوات واضحة لعضوية الناتو وضمانات أمنية طوال عملية الانضمام". وأضاف: "في ما يتعلق بعضوية الاتحاد الأوروبي، يجب أن يكون هناك قرار واضح وإيجابي".

وفي موازاة قمة المجموعة السياسية الأوروبية، اجتمع وزراء خارجية دول الأطلسي في أوسلو، الخميس، لبحث آفاق انضمام أوكرانيا خصوصا.

وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ: "يجب أن نضع أطرا لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد نهاية الحرب".

كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إلى "ضمانات أمنية ملموسة وذات مصداقية" لهذا البلد.

وسيكون موقف الولايات المتحدة أساسيا. وترفض واشنطن في الوقت الراهن أن يمنح حلف الأطلسي مثل هذه الضمانات الأمنية لأوكرانيا، كما قال وزير في أوسلو رفض الكشف عن اسمه.

ومثل هذه الضمانات، التي تقوم على التعبير رسميا عن دعم لدولة ما في حالة حدوث عدوان، قدمتها في الآونة الأخيرة عدة دول في الحلف للسويد التي تعرقل تركيا والمجر عملية انضمامها.

زيلينسكي: هناك جهد يتعين بذله لعقد قمة سلام لأوكرانيا

وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس الأوكراني إن كييف لم تحدد موعدا بعد لعقد قمة من شأنها أن تضع معايير لإنهاء الحرب، حيث تعمل كييف على دعوة أكبر عدد ممكن من الدول إلى الطاولة.

وتقترح أوكرانيا عقد قمة سلام منذ أشهر، ولكنها لم تُعقد بعد، حيث إنها لن تتضمن روسيا وتهدف إلى جذب دول أخرى، وليس حلفاء كييف فحسب.

وأبلغ زيلينسكي الصحافيين لدى وصوله إلى تجمع يضم أكثر من 40 زعيما أوروبيا في مولدوفا: "نعمل على تنظيم قمة، نريد أن يشارك فيها أكبر عدد ممكن من الدول، لذلك لم نحدد التاريخ بعد".

وفي اجتماع مجموعة السبع في اليابان، حيث قابل مسؤولي دول غير منحازة لأي من الطرفين، مثل الهند، وسابقا في قمة الدول العربية، طرح زيلينسكي خطة كييف لإنهاء الغزو الروسي على أوكرانيا، واقترح عقد قمة عالمية في يوليو/ تموز.

وطُرحت العديد من الأماكن في شمال أوروبا، وعرضت الدنمارك استضافة القمة. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن هناك احتمالية لتنظيم القمة في ليتوانيا قبل انعقاد اجتماع رؤساء حلف شمال الأطلسي في العاصمة فيلنيوس يومي 10 و11 يوليو/ تموز.

واقترح زيلينسكي، العام الماضي، خطة سلام من 10 نقاط تدعو روسيا لسحب جميع قواتها من أوكرانيا.

وبينما أيّد حلفاؤه خطته، قالوا إن من الضروري أن تجذب أوكرانيا إلى صفها الدول التي لم تنأ بنفسها عن روسيا أو التي التزمت الحياد.

وبدأت بعض الدول، ابتداء من الصين إلى الاتحاد الأفريقي، بذل جهودها الدبلوماسية.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير إنه لا جدوى من عقد قمة إلا إذا اتفق الجميع على معايير بعينها، من بينها الامتثال إلى القانون الدولي.

انقسامات في حلف الأطلسي حول سرعة انضمام أوكرانيا

وفي السياق، وفي وقت سابق اليوم أيضاً، قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن موسكو لا تستطيع منع أوكرانيا من أن تصبح عضوا في الحلف، وذلك في وقت ظهرت فيه انقسامات بين الدول الأعضاء بشأن سرعة انضمام كييف قبل أسابيع فقط من قمة حاسمة في منتصف يوليو/ تموز في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.

وفي محاولة لتبديد أي مؤشرات على الخلاف قبل القمة، قال ستولتنبرغ للصحافيين قبل اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف بأوسلو: "جميع الحلفاء متفقون على أن موسكو ليس لديها حق في الاعتراض على توسيع الحلف". وأضاف: "نحن نتحرك، الحلفاء متفقون على أن أوكرانيا ستصبح عضوا".

ووافق الحلف عام 2008 على انضمام أوكرانيا، لكن الزعماء لم يتخذوا أي خطوات حتى الآن لتحقيق ذلك، مثل تقديم خطة عمل لكييف لنيل العضوية، والتي تتضمن وضع جدول زمني لتقريب أوكرانيا من الحلف العسكري.

وفي قمة فيلنيوس، يريد قادة الحلف توجيه رسالة دعم قوية إلى كييف. ولكن مع تبقي ستة أسابيع فقط على موعد القمة، يتزايد الضغط على الحلفاء لإيجاد أرضية مشتركة حول ما يمكن تقديمه بالضبط لأوكرانيا.

وفي الوقت الذي تدعو فيه كييف وأقرب حلفائها في أوروبا الشرقية إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو نيل أوكرانيا العضوية، تشعر حكومات غربية مثل الولايات المتحدة وألمانيا بالقلق من أي خطوة قد تجعل الحلف يقترب من خوض حرب مع روسيا.

وقال وزير خارجية ليتوانيا جابريليوس لاندسبيرجيس إن كييف تعرضت لغزوين في أثناء انتظارها رداً من الحلف خلال 14 عاما. كما صرح مارجوس تساكنا وزير خارجية إستونيا بأن "أوكرانيا بحاجة إلى مسار واضح، ومعرفة الخطوات التالية حول كيفية الانضمام إلى الحلف".

ودعا ستولتنبرغ إلى وضع إطار من الضمانات الأمنية لكييف يهدف إلى منع روسيا من الإقدام مجددا على عمل عسكري ضد البلاد. لكن حلفاء آخرين، مثل ألمانيا ولوكسمبورغ، شددوا على المخاطر التي قد تحدث في حال سرع حلف شمال الأطلسي الخطوات لقبول عضوية كييف.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن "سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي لا تزال سارية، لكن في الوقت نفسه، من الواضح أننا لا نستطيع التحدث عن قبول أعضاء جدد وهم في خضم حرب".

وحذر جان أسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ، من أن بند المساعدة المتبادلة للحلف يعني أنه سيخوض حربا ضد روسيا إذا قبل عضوية أوكرانيا في وقت ما زال فيه القتال مستمرا.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اجتماع، موجها حديثه لأكثر من 40 من القادة الأوروبيين في مولدوفا، استعداد كييف للانضمام إلى الحلف.

(رويترز، فرانس برس)