أكدت مصادر جزائرية مسؤولة، اليوم الثلاثاء، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور الجزائر قريباً، مشيرة إلى أن ترتيبات تجرى بين الجزائر والرياض بشأن الزيارة، التي كانت محور نقاش بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والمسؤولين الجزائريين، الخميس الماضي في الجزائر.
وقال مسؤول دبلوماسي رفيع، لـ"العربي الجديد"، إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور الجزائر في وقت قريب"، ووصف الزيارة المرتقبة لولي العهد محمد بن سلمان بأنها "بالغة الأهمية بالنسبة للجزائر".
وذكر المصدر أن تحضير هذه الزيارة كان من أبرز الملفات التي جرت مناقشتها خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السعودي للجزائر.
وتأتي هذه الزيارة رداً على زيارة كان قام بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرياض في فبراير/ شباط 2020، مباشرة بعد تسلمه الرئاسة بعد الانتخابات التي كانت جرت في ديسمبر/ كانون الأول 2019، واختار تبون أن تكون الرياض أول عاصمة يزورها بعد انتخابه، تعزيزاً لطبيعة العلاقات بين البلدين، وتأكيداً لمسار تصحيح العلاقات التي تأثرت نسبياً عام 2017، بسبب رفض الجزائر الموافقة على قرار عربي يقضي بتصنيف "حزب الله" تنظيماً إرهابياً.
وأعقب الزيارة تطور لافت للعلاقات وتبادل الزيارات لكبار المسؤولين في البلدين.
وخلال زيارته الأخيرة إلى الكويت، قال الرئيس الجزائري إن "أمن السعودية وقطر والكويت هو جزء من أمن الجزائر". ودانت الجزائر بشدة هجمات الحوثيين ضد المدن السعودية، كما أعلنت قبل أيام دعمها لاحتضان الرياض معرض إكسبو 2020، بينما أعلنت الرياض دعمها لترشح الجزائر لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة بين 2024 و2025.
وتعد الزيارة المرتقبة لبن سلمان الثانية له إلى الجزائر، بعد زيارة سابقة في ديسمبر/ كانون الأول 2018، لم يتمكن خلالها من مقابلة الرئيس الجزائري حينها عبد العزيز بوتفليقة، (الرئاسة الجزائرية أعلنت حينها أن الرئيس بوتفليقة لن يتمكن من استقبال بن سلمان بسب إصابته بإنفلونزا حادة)، وثار بشأنها جدل سياسي كبير حول ما إذا كان المانع الصحي لبوتفليقة هو الدافع وراء عدم استقباله.
أبرز ملفات الزيارة
وتبرز ملفات أساسية على طاولة النقاش بين الجزائر والسعودية، لعل أكثرها أهمية مؤتمر القمة العربية المقرر في الجزائر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهو مؤتمر تتطلع الجزائر إلى مساهمة سعودية في إنجاحه، بحكم تأثير الرياض على القرار والعمل العربي المشترك.
وفي هذا السياق، قد تجدد الزيارة الجدل نفسه حول رغبة الرياض في طرح نفسها كوسيط لحل الأزمة بين الجزائر والمغرب، رغم تأكيد الجزائر غلقها باب الوساطة.
وتأتي على لائحة الملفات أيضا الأزمة الليبية، خاصة بعد التطورات الأخيرة في ليبيا، ورفض الجزائر لما تعتبره "هندسة مصرية" أفضت إلى خلق حكومة موازية بقيادة فتحي باشاغا، ما تسبب في تصاعد للخلافات بين الجزائر والقاهرة، وهو ملف يعتقد أن الرياض يمكن أن تلعب دوراً فيه، إضافة إلى أزمة الطاقة في العالم على ضوء الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن مناقشة جملة من المشاريع الاستثمارية السعودية في الجزائر، خاصة في مجال الزراعة والألبان والصناعات الدوائية.