- المباحثات تشمل الأمن والاقتصاد، مع تجديد العراق موقفه ضد العمليات العسكرية التركية دون تنسيق، والتأكيد على أهمية التعاون في ملف المياه والتنمية الاقتصادية، بما في ذلك مشروع طريق التنمية عبر ميناء الفاو.
- زيارة أردوغان تشمل أيضًا إربيل، لتعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية مع إقليم كردستان، حيث يُظهر الحزب الديمقراطي الكردستاني تعاونًا مع تركيا، مما يُنبئ بنتائج إيجابية لتعزيز التعاون الثنائي.
من المرتقب وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة العراقية بغداد، يوم غد الاثنين، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ 12 عاماً، فيما كشفت مصادر عراقية مختلفة لـ"العربي الجديد" أبرز الملفات التي من المنتظر مناقشتها خلال الزيارة.
ويُمثل ملف مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذي ينشط داخل العراق وينطلق منه لشنّ اعتداءات إرهابية متكررة داخل تركيا، العقدة الأبرز في المباحثات بين البلدين ولا سيما بسبب العلاقة الجيدة بين الحزب وفصائل عراقية مسلحة، التي توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خصوصاً في مناطق سنجار غربي نينوى، وشهد هذا الملف تقدماً واضحاً في العام الجاري، بعد اعتبار العراق حزب العمال منظمة محظورة وتعهده بالعمل مع تركيا في هذا الإطار.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، لـ"العربي الجديد" إن "زيارة أردوغان غداً الاثنين تهدف إلى حسم الملفات العالقة وإيجاد حلول حقيقية لها وعدم ترحيل تلك الملفات، ما يزيد المشاكل والخلافات بخصوصها". وبيّن العوادي أن "أبرز الملفات التي ستُناقَش خلال زيارة أردوغان هي الملف الأمني"، مشيراً إلى أن "العراق سيجدد موقفه الثابت والمعلن بعدم السماح بأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً لأي اعتداء على تركيا وبالوقت نفسه رفض أي عمل عسكري تركي دون وجود تنسيق مسبق مع العراق"، مشدداً على أن "هذا الملف سيكون له أولوية، وربما تُعلَن اتفاقات جديدة بين البلدين خلال هذه الزيارة".
وأضاف المتحدث أن "ملف المياه له أهمية كبرى للعراق، وسنسعى خلال هذه الزيارة للوصول إلى اتفاق يهدف إلى حصول العراق على حصة مائية بشكل عادل، خصوصاً أننا ندخل بداية فصل الصيف، كذلك سيكون الملف الاقتصادي ضمن أجندة الحوار، خصوصاً ما يتعلق بطريق التنمية الذي له أهمية اقتصادية كبرى لبغداد وأنقرة، لكونه سيعمل على ربط الشرق بأوروبا من خلال ميناء الفاو".
من جهته، وصف عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مختار الموسوي، في حديث مع "العربي الجديد" زيارة أردوغان بأنها "استثنائية"، مضيفاً أن "هناك تعويلاً كبيراً على هذه الزيارة لحسم الملفات العالقة، فالعراق وتركيا جادان في العمل على حسم الملفات العالقة والخلافية، خصوصاً الأمنية، وكذلك ملف المياه وملف إعادة تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي".
وبيّن الموسوي أن "الترتيب للزيارة يجري منذ فترة طويلة، وكانت هناك زيارات لوفود مختلفة من قبل الدولتين لترتيب لأجندة الزيارة ومحاورها، ولهذا كل الأمور ستكون جاهزة للاتفاق على الملفات الخلافية المختلفة، والزيارة ستشهد توقيع اتفاقات جديدة على مختلف الأصعدة".
وأكد أن "مجلس النواب يعمل على متابعة وتدقيق أي اتفاق جديدة يتم بين العراق وتركيا، كما سوف نُشكل لجان برلمانية مؤقتة وخاصة لمتابعة تنفيذ تلك الاتفاقات حتى لا تكون مجرد حبر على ورق كحال عشرات الاتفاقات الدولية السابقة خلال السنين الماضية".
أردوغان يزور إربيل بعد بغداد
وكشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي عبد الكريم، عن انتقال الرئيس التركي من بغداد إلى إربيل خلال زيارته العراق، وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "زيارة أردوغان لمدينة إربيل عاصمة إقليم كردستان سيكون لها أهمية أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة للإقليم والعراق، خصوصاً أن إربيل وأنقرة تربطهما علاقات قوية تمتد لسنين طويلة".
وأكد عبد الكريم أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة الإقليم يرفضان بشدة بأن تكون أراضي الإقليم منطلقاً لتهديد الأمن القومي التركي، لكن هناك أجندة سياسية تقف وراء هذا الأمر، وسنعمل على إيجاد حلول أمنية وعسكرية بالتفاهم مع أردوغان وبالتنسيق مع الحكومة الاتحادية". وبين أن "هناك ملفات اقتصادية كبيرة مشتركة ما بين أنقرة وإربيل، وهذه الملفات ستكون ضمن حوارات أردوغان مع قادة الإقليم، وسنعمل على تعزيز وزيادة حجم التبادل التجاري بين الطرفين، لما فيه مصلحة اقتصادية للعراق بصورة عامة".
في المقابل، قال الباحث في الشأن السياسي، أحمد الشريفي، لـ"العربي الجديد" إن "زيارة مسؤول بثقل الرئيس التركي هي حدث هام وسيتم خلالها الوصول إلى اتفاقات بشأن الملفات الخلافية، بخاصة ملف حزب العمال الكردستاني الذي يُعَدّ أولوية لدى المفاوض التركي، وهناك معلومات تؤكد وجود اتفاق أمني سيبرم خلال زيارة أردوغان لبغداد".
وبين أن "تركيا تريد من العراق ضبط حدودها والحد من تحركات حزب العمال الكردستاني، مقابل ذلك يريد العراق من تركيا حصته العادلة من المياه، إضافة الى السماح بإعادة تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، ولهذا لن يكون التفاوض سهلاً بين الجانبين. كما أن العراق لديه ورقة ضغط اقتصادية يمكن أن يستغلها لتمرير بعض ما يريده، لكن ذلك يعتمد على قوة المفاوض العراقي".
وعبّر الشريفي عن اعتقاده بأن "الزيارة سيكون لها نتائج إيجابية مثمرة للطرفين، وهناك تنسيق وترتيب مسبق للملفات التي سيجري التفاهم بشأنها أو توقيع اتفاقيات جديدة بخصوصها، ولهذا جاءت الزيارة بهذا الثقل وجرى الترتيب لها منذ أشهر طويلة".
وفي مارس/ آذار الماضي، أجرى رئيس الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني، زيارة رسمية للعاصمة التركية أنقرة على رأس وفد وزاري وأمني كبير، بحث خلالها عدة ملفات، أبرزها الأمن والحدود والمياه والطاقة وتوسيع نطاق التجارة بين البلدين.