زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى فرنسا: تفاهمات عسكرية واسعة وترتيب العلاقة مع التحالف الدولي

28 يناير 2023
زيارة السوداني استمرت يوماً واحداً (كريستوف إرشامبو/ فرانس برس)
+ الخط -

اختتم رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، زيارته إلى فرنسا التي وقع خلالها اتفاقية "التعاون الاستراتيجي" مع باريس، التي شملت المجال الأمني والاستخباري والتسليح وغيرها، فيما أكد السوداني حاجة بلاده إلى نمط جديد من التعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسورية.

وذكر بيان لمكتب السوداني، صدر فجر اليوم السبت، أن "رئيس الوزراء عاد إلى بغداد بعد اختتام زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس والتي استمرت يوما واحدا".

وخلال الزيارة، بحث السوداني مع شركة "داسو" الفرنسية لصناعة الأسلحة تزويد القوات الجوية العراقية بطائرات "رافال" المقاتلة. ونقل بيان لمكتبه أنه التقى ممثلي شركات "تاليس"، و"داسو"، و"ايرباص"، مبينا أنه "بحث مع ممثلي شركة تاليس "تزويد العراق برادارات تخصصية للارتفاعات العالية والواطئة، بما يؤمن مسارات الطيران المدني والعسكري، بمختلف الارتفاعات، وتأمين الأجواء العراقية من الطيران غير المصرح به".

وأضاف: "كما بحث السوداني مع ممثلي شركة داسو الفرنسية تزويد العراق بطائرات رافال المقاتلة لصالح القوة الجوية العراقية، وطائرات فالكون المدنية لصالح الطيران المدني العراقي، والتقى أيضا وفداً يمثل شركة ايرباص المتخصصة بصناعات الطيران، حيث جرى التباحث في تدعيم طيران الجيش العراقي بمروحيات مقاتلة وتخصصية، بما يرفع كفاءة قواتنا الأمنية في ملاحقتها داعش وحماية الحدود العراقية".

رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يلتقي ممثلي شركة تالس الفرنسية.وجرى خلال اللقاء البحث في تزويد العراق برادارات تخصصية للارتفاعات العالية والواطئة، بما يؤمن مسارات الطيران المدني والعسكري، بمختلف الارتفاعات، وتأمين الأجواء العراقية من الطيران غير المصرح به. pic.twitter.com/qPTigjF2ec

— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) January 27, 2023

وقال السوداني، خلال لقائه التلفزيوني مع قناة "فرانس 24"، بحسب بيان لمكتبه، إن زيارته إلى فرنسا "تمثل نقلة نوعية في العلاقة بين البلدين، وإنها أخذت منحى استراتيجياً من خلال توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، التي تضم بحدود 50 مادة غطت كل القطاعات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية".

وأكد أن العراق "لا يحتاج إلى قوات قتالية أجنبية، بل إلى تعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أو مع الدول خارج التحالف الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار والأمن"، مبينا أن "وجود التحالف الدولي في العراق بطلب من الحكومة العراقية السابقة، وهو يخضع لحوار مهني وفق اتفاق سياسي تحدده الجهات الأمنية الرسمية في مسألة بقاء المستشارين وتحديد أعدادهم وأماكنهم، والتعاون في مجال التدريب وتبادل المعلومات".

وتابع: "نحتاج إلى نمط جديد من العلاقة مع التحالف الدولي، قائم على أساس التعاون وتبادل المعلومات والعمل المشترك، مع ضمان سيادة العراق على أراضيه ومياهه وسمائه".

وبشأن الحوار بين طهران والرياض الذي كان للعراق دور أساسي فيه، أكد السوداني أنه "منذ اليوم الأول لمباشرتنا بمهام عملنا، كنا على درجة من الحرص لممارسة دور التقريب بين إيران والمملكة العربية السعودية، وباقي الأشقّاء العرب، لإدامة التقارب والتفاهم، وصولاً إلى الأمن وخفض التوترات في المنطقة"، مؤكدا: "حصلنا على تأكيدات من هذه الدول، ونحن مستمرون بالمساعي، هناك حرص من الدولتين على استئناف هذه الاجتماعات برعاية العراق، وقريبا سنساهم بتحقيق لقاء في بغداد".

وشدد على أن "الاعتداء على الأراضي العراقية عمل مرفوض ومدان، ولدينا مواقف رسمية، قسم منها رفع على مستوى بلاغات إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة"، معتبرا أن "الحوار هو الوسيلة الأمثل للتواصل مع تركيا وإيران، واتخذنا أخيرا قرارات على مستوى مجلس الأمن الوطني، بوجود قوات اتحادية تمنع تسلل المجاميع المسلحة التي تستخدم الأرض العراقية للاعتداء على تركيا وإيران".

واعتبر الباحث في الشأن السياسي العراقي، مجاهد الطائي، أنه كان من الأفضل لو لم يُجرَ الإعلان عن مباحثات التسليح قبل أن تصبح اتفاقيات رسمية، لكون اجتماع السوداني مع الشركات بحث ملف التسليح من دون أن تُعلن بعد أي اتفاقيات رسمية.

وكتب في تغريدة له: "الفرنسيون والألمان يعرفون أن تنفيذ أيّ اتفاقيات مع العراق يحتاج إلى موافقة إيران، وأن صدور موقف مشترك منهما ضد سياستها سيعني تضرر صورة السوداني والمصالح الغربية في آن واحد، ولذلك، كان الأسلم قصر التصريحات على الاتفاقيات دون سواها".

المساهمون