يودع الرئيس الأميركي جو بايدن ونظراؤه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أفغانستان، الاثنين، في قمتهم الأخيرة، قبل أن تختتم أميركا أطول "حرب إلى الأبد"، وينسحب الجيش الأميركي.
ولا بد أن يجدد الاجتماع تساؤلات عما إذا كانت عملية الناتو الأكثر طموحاً على الإطلاق تستحق العناء.
وكلفت هذه الجهود التي استمرت 18 عاماً الولايات المتحدة وحدها 2.26 تريليون دولار، بالإضافة إلى مقتل 2442 جندياً أميركياً و1144 فرداً من حلفاء واشنطن، وفقاً لأرقام من جامعة براون. فيما لا يحتفظ الناتو بسجل لأولئك الذين يموتون في عملياته.
أرقام الضحايا هذه تقزّم الخسائر الأفغانية، التي تشمل أكثر من 47 ألف مدني، وما يصل إلى 69 ألفاً من أفراد القوات المسلحة والشرطة الوطنية، وأكثر من 51 ألفاً من مقاتلي المعارضة.
وجاء الجهد العسكري في أعقاب وصول تحالف بقيادة الولايات المتحدة عام 2001 لإطاحة حركة طالبان، لإيوائها زعيم القاعدة أسامة بن لادن، فيما تجادل قلة من الخبراء بأن العمليات العسكرية جلبت الاستقرار على المدى الطويل والديمقراطية الهادفة أو الأمن.
من جانبه، قال إريك براتبيرغ، مدير برنامج أوروبا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "في هذه المرحلة، لديك انطباع بأن قادة الناتو يرغبون تقريباً في التقليل من شأنهم والمغادرة بهدوء، بدلاً من عقد صفقة كبيرة جداً، والاستمرار في التركيز على أعمال أخرى".
مع قيادة الولايات المتحدة للانسحاب، يريد الحلفاء الأوروبيون وكندا الاستماع إلى رؤية بايدن بشأن كيفية ضمان الأمن في سفاراتهم، على طول طرق النقل الرئيسية وقبل كل شيء في مطار كابول.
ويتساءل الكثيرون عمّا إذا كان بإمكان الحكومة الأفغانية أن تنجو من حركة طالبان. بينما يعتقد البعض أن استسلام كابول ليس سوى مسألة وقت.
في هذا السياق، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل: "نجري حالياً مناقشات مكثفة مع دولنا الأعضاء والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة بشأن غياب الظروف الأمنية الأساسية لاستمرار وجودنا الدبلوماسي، حيث سيكون من الصعب الإبقاء عليها".
(أسوشييتد برس)