زحف الجوف يمنح الحكومة اليمنية نشوة الانتصار: وعود بـ"تحوّل استراتيجي" في المعركة مع الحوثيين
منحت الانتصارات التي حققها الجيش اليمني ورجال القبائل في محافظة الجوف، الواقعة شمالي اليمن، لليوم الثاني على التوالي، الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً دفعة معنوية جعلتها تتوعد بـ"تحوّل استراتيجي" في إدارة المعركة مع جماعة الحوثيين، بعد عام مليء بالانتكاسات.
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن المعارك تواصلت اليوم الأربعاء في مديرية خب والشعف القريبة من الحدود السعودية، وأسفرت عن تحرير مواقع مهمة شرق منطقة بير المزاريق، بعد هجوم من محاور مختلفة.
#الجوف
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) October 7, 2020
أبطال جيشنا الوطني مسنودين بالمقاومة الشعبية يخوضون معارك مستمرة ضد المليشيات الحوثية لليوم الثاني على التوالي وسط تقدم ثابت لأبطال الجيش وانهيار كبير وخسائر فادحة في صفوف المليشيات.
وبتحرير معسكر الخنجر، وعدد من المواقع الهامة في مديرية خب والشعف والأطراف الجنوبية لمأرب، تكون القوات الحكومية المسنودة بالقبائل قد حققت الانتصار الأول لها خلال العام الجاري، الذي دشنته بخسارة جبهة نهم شرقي صنعاء، وصولا إلى محافظة الجوف وعدد من مديريات البيضاء، ثم المديريات الجنوبية من محافظة مأرب النفطية.
ولم تكن نشوة الانتصار اليتيم، حتى الآن، بادية على المتحدث الرسمي للجيش الوطني الموالي للشرعية، عبده مجلي، الذي تحدث عن امتلاكهم لمفاتيح المعركة، فالمستشار الرئاسي ورئيس الحكومة السابق، أحمد عبيد بن دغر، اعتبر أن صمود مأرب والزحف الذي حصل صوب الجوف "يحدد مستقبل الصراع مع الحوثي"، وفقا لتدوينة نشرها على "تويتر".
وفي حين أشار إلى أن مسار معارك الثلاثاء، يحوّل اتجاهها من الدفاع إلى الهجوم، و"يرغم العدو على ترك مواقعه كثمرة لجهد مشترك بين الجيش الوطني والتحالف بقيادة السعودية"، وعد المسؤول اليمني بـ"تحوّل استراتيجي في إدارة المعركة".
متحدث الجيش اليمني، عبده مجلي، أكد هو الآخر أن المعارك الأخيرة أثبتت امتلاك الجيش اليمني لزمام المبادرة وعنصر المفاجأة ومفاتيح المعركة، وتوقيت إشعالها في الزمان والمكان المناسبين.
وقال متحدث الجيش إن معركة الجوف أسفرت عن تحرير أزيد من 35 كم، بينها معسكر الخنجر الاستراتيجي، أحد أكبر القواعد العسكرية بالمحافظة، فضلا عن منطقة البرقاء وجبل الرقيب الأبيض، وفقا لبيان نشره موقع القوات المسلحة الحكومية.
ووفقا لمصدر عسكري، يمتلك معسكر الخنجر أهمية استراتيجية، باعتباره مركز انطلاقة عمليات جماعة الحوثيين العسكرية في الجبهات الشمالية والجنوبية للجوف، وكذلك الجبهات الشمالية لمحافظة مأرب، وخصوصا الواصلة بمنابع النفط والغاز في حقول صافر وريدان.
معركة الجوف أسفرت عن تحرير أزيد من 35 كم، بينها معسكر الخنجر الاستراتيجي، أحد أكبر القواعد العسكرية بالمحافظة، فضلا عن منطقة البرقاء وجبل الرقيب الأبيض
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد"، إن استعادة السيطرة على المعسكر ستعمل على تأمين الخط الصحراوي الرابط بين مديرية خب والشعف بمحافظة مأرب، كما ستسهل سقوط جبهات الريان والفرايد وأطراف بير المزاريق، وهو ما سيجعل الموقف العسكري للحوثيين على أطراف الجوف حرجا للغاية.
ويتميز المعسكر بالتحصينات الطبيعية المحيطة به، من الجبال والتلال الجبلية، وكذلك التحصينات الصناعية والسواتر المتنوعة، مما سيمكن القوات الحكومية والمقاومة من التحام الجبهات والسيطرة على المناطق شاسعة من الأرض، وتحقيق السيطرة النارية على المواقع التي يتمركز فيها عناصر جماعة الحوثيين.
وخلال الأسابيع الماضية، كانت جبهات مأرب قد تحولت إلى حرب استنزاف، بعد عجز الحوثيين عن تحقيق أي تقدم جوهري رغم توغلها في مديريات رحبة وماهلية جنوب المحافظة النفطية، بعد كُلفة بشرية عالية.
وظلت القوات الحكومية والقبائل، منذ إبريل/ نيسان الماضي، في موقع الدفاع جراء كثافة الهجمات الحوثية من 3 محاور رئيسية في الجنوب والغرب والشمال، ولا يُعرف أسباب التحول المفاجئ نحو الهجوم، وخصوصا من الطريق الصحراوي باتجاه الجوف.
وأرجع تقرير حديث صادر عن مركز صنعاء للدراسات، وهو منظمة مجتمع مدني يمني، صمود مأرب أمام الهجمات الحوثية، إلى أن قوات الجيش الوطني قد أعادت تنظيم صفوفها مؤخرا، وعلى الرغم من اعتبار أن ذلك التنظيم أثمر عن استقرار الوضع جزئيا، إلا أنه اعتبر ذلك "استقرارا نسبيا هشا"، لا سيما في الوقت الذي يلوح فيه اختراق محتمل للحوثيين في الأفق.
وذكر التقرير، الذي صدر مساء أمس الثلاثاء، أن مقاتلي قبيلة مراد الذين يواجهون الحوثيين بالجهة الجنوبية، تمكنوا أيضا من إعادة ترتيب خطوطهم الدفاعية بعد خسارة مديريتي الماهلية والرحبة، لافتا إلى أن وعورة التضاريس بين الرحبة وجبل مراد والجوبة منحتهم أفضلية كبيرة لمعرفتهم هذه المناطق عن كثب.