أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، مسؤول ملف الأسرى فيها، زاهر جبارين، أنّ أسرى "العدو الصهيوني" الذين تحتجزهم "كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة، لن يُطلق سراحهم من دون أنّ يدفع الاحتلال الإسرائيلي ثمناً مقابلهم، مشدداً على أنّ الأسرى لدى "الكتائب" لن يعودوا إلى أهاليهم قبل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال.
وقال جبارين، في مقابلة مع "العربي الجديد"، إنّ الاحتلال يُماطل في ملف التبادل ولا يريد أنّ يعيد أسراه من القطاع، ولا يزال غير مستعد لدفع ثمن حريتهم. غير أنه شدد على أنّ الاحتلال الإسرائيلي سيدفع الثمن الذي تريده المقاومة آجلاً أم عاجلاً.
جبارين: حماس أبلغت الوسطاء بجميع طلباتها للوصول إلى صفقة تبادل
وتحتجز "كتائب القسام" أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أسرتهما خلال عمليات عسكرية خلال الحرب الثالثة على غزة صيف عام 2014، وآخران دخلا إلى القطاع في ظروف مختلفة. وتعتبر إسرائيل جندييها لدى "حماس" قتيلين، فيما ترفض الحركة التعليق على ذلك، وتتعامل مع الملف بسرية تامة.
ولفت جبارين إلى أنّ الاتصالات مع الوسطاء مستمرة حول ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ولم تنقطع، وقد أبلغت "حماس" الوسطاء بجميع طلباتها للوصول إلى صفقة تبادل، وأنّ الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، بعد أنّ نُقلت له طلبات المقاومة وشروطها للمضي في الصفقة. وأوضح أنّ الاحتلال الإسرائيلي أدرك أنّ ربط ملف إعادة الأسرى لدى "كتائب القسام" بملف رفع الحصار وإعادة إعمار قطاع غزة غير ممكن، (فالأسرى الإسرائيليون يقابلهم أسرى فلسطينيون تختارهم المقاومة). وأوضح أنّ الاحتلال الإسرائيلي حاول ربط ملف الأسرى لدى "حماس" بالإعمار والمساعدات الإنسانية والحصار في الفترة الأخيرة، لكن المقاومة استطاعت كسر هذا الربط ورفضته، وأبلغت جميع الوسطاء بأنّ أسرى الاحتلال يقابلهم أسرى فلسطينيون.
وعقب الحرب الرابعة على القطاع التي توقفت في 21 مايو/أيار الماضي، ربط الاحتلال الإسرائيلي بين إعادة إعمار غزة وإدخال الأموال والمساعدات إليها بملف الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس"، لكن الحركة أعلنت رفضها هذا الربط وعملت على تفكيكه، وقد نجحت في تجاوز الأمر، كما أُبلغت من الوسطاء. وعلى الأرض بدا الربط الإسرائيلي وكأنه لم يكن، في ظل إدخال مواد البناء والسماح بحركة الاستيراد بشكل طبيعي من دون القيود التي وضعت عقب الحرب.
وشدد جبارين على رفض حركته إجراء مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي حول الأسرى المحتجزين في غزة، مؤكداً أنّ حل الملف يتم بمفاوضات غير مباشرة وإطلاق سراح الأسرى من دون أي "فيتو" لا على التهمة ولا الانتماء ولا المنطقة والحكم (مدة الاعتقال)، إضافة لضمانات بعدم الإخلال بشروط الصفقة، حتى لا يعاد اعتقال أسرى بعد الإفراج عنهم، كما حدث في صفقة "وفاء الأحرار" في الضفة الغربية.
جبارين: مصرون على الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم
وأكدّ إصرار "حماس" على الإفراج عن الأسرى المعاد اعتقالهم عقب تحررهم في صفقة "وفاء الأحرار" من دون قيد أو شرط، وعددهم 60 أسيراً من الضفة الغربية، وهم ضمن 1027 أسيراً وأسيرة أطلق سراحهم مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011. وأوضح عضو المكتب السياسي لحماس أن حركته تسعى لصفقة تبادل شاملة، وتتطلع لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكن الشكل والطريقة، إذا أسهمت في تحقيق هدف الحركة في إطلاق سراح الأسرى وبالسرعة المطلوبة، فلا مشكلة إن كانت شاملة أو على مراحل. وبيّن أنّ ما يعيق عقد صفقة تبادل هو "تردد العدو الصهيوني وعدم جهوزيته لاتخاذ القرار بعقدها"، مؤكداً أنّ الأسرى لدى "كتائب القسام" لن يُطلق سراحهم من دون أن يدفع الاحتلال ثمن ذلك. وعن الأسرى الستة الذين تحرروا من سجن جلبوع وأعيد اعتقالهم، وتعهدت "كتائب القسام" بضمّهم إلى صفقة التبادل المقبلة، فقد أكدّ جبارين أنّ "قيادة المقاومة تعمل من أجل إتمام صفقة تبادل مشرّفة يكون الأسرى الستة من ضمن المفرج عنهم".
وكان الناطق العسكري لـ"كتائب القسام"، أبو عبيدة، قد وعد، السبت الماضي، أسرى "نفق الحرية" الستة الذين أعيد اعتقالهم من قبل الاحتلال بأنّ أي صفقة تبادل أسرى مقبلة لن تتم إلا بتحريرهم. وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة ومقتضبة ركزت على ملف الأسرى: "إذا كان أبطال نفق الحرية حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض".