روسيا تنتظر رداً أميركياً على أفكار عرضتها بشأن تبادل سجناء

20 يونيو 2024
الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش خارج مبنى محكمة في موسكو، 26 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- روسيا تنتظر رد الولايات المتحدة بخصوص اقتراح تبادل سجناء، مع اقتراب محاكمة الصحافي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش المتهم بالتجسس، فيما تؤكد موسكو على التفاوض لإطلاق سراحه.
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرب عن استعداده للمبادلة، مع استمرار الاتصالات مع الولايات المتحدة، وتشمل المفاوضات شخصيات مثل فاديم كراسيكوف وبول ويلان.
- الخارجية الأمريكية تحذر مواطنيها من المخاطر في روسيا وتوصي بالمغادرة، في ظل توتر العلاقات بين البلدين واتهامات لموسكو باستخدام الاعتقالات كأوراق مساومة.

أعلنت روسيا، الأربعاء، أنها تنتظر رداً من الولايات المتحدة على "أفكارها" بشأن تبادل سجناء في تصريحات تأتي قبل أسبوع من بدء محاكمة الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المسجون منذ 15 شهراً بتهمة "التجسس".

تبدأ محاكمة المراسل في 26 يونيو/ حزيران في يكاترينبورغ. وكانت موسكو قد اعترفت بأنها تتفاوض على صفقة تبادل سجناء تتيح الإفراج عن هذا الرجل البالغ 32 عاماً والذي تقدمه على أنه جاسوس لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، وهو ما ترفضه واشنطن وأقارب الصحافي وصحيفة وول ستريت جورنال، مشددين على أنه جرى القبض عليه أثناء إعداده تقريراً صحافياً.

رداً على أسئلة وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الأربعاء، إنّ روسيا عرضت "أفكاراً" على الولايات المتحدة بغية تبادل سجناء وتنتظر ردّ واشنطن. وأوضح ريابكوف أنّ "الكرة في ملعب الولايات المتحدة، وننتظر ردهم على الأفكار التي اقترحناها"، رافضاً إعطاء مزيد من التفاصيل. لكنه أكد أنّ السلطات الأميركية على علم تامّ بالأمر. وأكد الدبلوماسي "أتفهم إن كان هناك شيء ما في هذه الأفكار لا يناسب الأميركيين. هذه هي مشكلتهم. نرى أن مقاربتنا مبررة بالكامل ومعقولة ومتوازنة".

تريد واشنطن التوصل إلى الإفراج عن إيفان غيرشكوفيتش مراسل "وول ستريت جورنال" الذي يواجه عقوبة بالسجن 20 عاماً، لأنه، بحسب نص الاتهام، جمع معلومات لحساب "سي آي إيه" عن شركة صناعة الدبابات أورالفاغونزافود في منطقة سفيردلوفسك حيث أوقف. وتعد "أورالفاغونزافود" واحدة من كبرى الشركات المصنعة للأسلحة في روسيا وتنتج الدبابات القتالية "تي-90" المستخدمة في أوكرانيا والجيل الجديد من دبابة أرماتا.

وأوقف في مارس/ آذار 2023 خلال قيامه بمهمة صحافية في مدينة يكاترينبرغ. ويرفض غيرشكوفيتش وأقاربه والصحيفة التي يعمل لحسابها والولايات المتحدة بشدة هذه الاتهامات التي لم تقدّم روسيا ما يثبتها، ويقولون إنها قضية ملفّقة. وكان غيرشكوفيتش يعمل منذ سنوات في روسيا، وكان معتمداً باعتباره صحافياً حسب الأصول المرعية لدى وزارة الخارجية.

بوتين يريد المبادلة

سبق أن أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لمبادلة غيرشكوفيتش بفاديم كراسيكوف المسجون مدى الحياة في ألمانيا، بتهمة قتل مقاتل سابق في حرب الشيشان، في برلين عام 2019. وتقول السلطات الألمانية إن القاتل كان يعمل لحساب الاستخبارات الروسية.

ومطلع يونيو/ حزيران، أشار بوتين إلى أنّ الاتصالات "متواصلة" بين روسيا والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق. لكن الجهود للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد تأخذ منحى أكثر تعقيداً منذ وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن في فبراير/ شباط الماضي والذي كان، بحسب أوساطه، ضمن خطة لتبادل السجناء.

ومنذ احتجازه، يمدّد القضاء الروسي كل شهرين إلى ثلاثة أشهر فترة الحبس الاحتياطي لغيرشكوفيتش في سجن ليفورتوفو الذي يشرف عليه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في موسكو. ومثله، ينتظر بول ويلان، الضابط السابق في مشاة البحرية الأميركية الذي يمضي عقوبة بالسجن في روسيا مدتها 16 عاماً بتهمة التجسس، إدراجه ضمن أي عملية تبادل مستقبلاً.

وقال شقيقه ديفيد، في بيان، تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الأربعاء، إن "بول محتجز رهينة منذ ألفي يوم لدى الحكومة الروسية" مندداً بـ"الوعود الكاذبة"، و"الآمال الزائفة" للبيت الأبيض الذي أكد نهاية عام 2022 أنه يكثّف الجهود لإطلاق سراحه. وأضاف ديفيد في الرسالة "يبدو أن قضية بول لا تمثل أولوية".

وفي الأشهر الأخيرة، أوقف مواطنون مزدوجو الجنسية في روسيا، من بينهم الروسية - الأميركية كسينيا كاريلينا في فبراير/ شباط الماضي بتهمة "الخيانة العظمى"، بسبب تقديمها تبرعات للجيش الأوكراني. وقبلها، قبض على الصحافية الروسية - الأميركية ألسو كورماشيفا التي تعمل لحساب إذاعة Radio Free Europe/Radio Liberty التي يموّلها الكونغرس الأميركي، في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتُّهمت بنشر "معلومات كاذبة" عن الجيش الروسي.

والأربعاء قضت محكمة روسية بسجن جندي أميركي، بعد إدانته بتهمتي التهديد بالقتل والسرقة. وجرى توقيف غوردن بلاك (34 عاماً) الشهر الماضي في مدينة فلاديفوستوك، الواقعة في أقصى الشرق، حيث كان يزور امرأة روسية التقاها وواعدها عندما كان جندياً في كوريا الجنوبية.

واتّهمت المرأة التي عرّف عنها الإعلام الروسي باسم ألكسندرا فاشوك الجندي الأميركي، بسرقة حوالي 10 آلاف روبل (120 دولاراً) منها، وقالت إنه هاجمها. وذكرت وسائل إعلام روسية أنّ بلاك أقرّ "بذنبه جزئياً" بالسرقة، لكنه شدد على أنه لم يهدد فاشوك بالقتل. وذكرت "تاس" الإخبارية بأن محاميه سيستأنف الحكم.

بدورها، أكدت الخارجية الأميركية، الأربعاء، أنها على علم بالتقارير، لكنها لم تعلّق على تفاصيل القضية. وأفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية "نشدد على تحذيراتنا القوية بشأن المخاطر التي تواجه المواطنين الأميركيين في روسيا الاتحادية. على مواطني الولايات المتحدة المقيمين أو المسافرين في روسيا أن يغادروا فوراً".

وسبق لواشنطن أن اتّهمت موسكو بتوقيف مواطنيها بناء على تهم لا أساس لها، لاستخدامهم أوراق مساومة، لضمان إطلاق سراح روس مدانين في الخارج. وسبق أن قامت الولايات المتحدة وروسيا بعدة عمليات تبادل سجناء رغم العلاقات المتدهورة، وخصوصاً منذ بدأ بوتين هجومه على أوكرانيا.

هكذا، جرت مبادلة بريتني غرينر نجمة كرة السلة الأميركية التي كانت مسجونة في روسيا لأشهر في قضية مخدرات، في ديسمبر/ كانون الأول 2022 بتاجر الأسلحة فيكتور بوت الذي اعتقل في الولايات المتحدة لعشر سنوات.

(فرانس برس)

المساهمون