مع دخول الاجتياح الروسي لأوكرانيا يومه الثالث، سُجِّل تراجع في الأنشطة العسكرية الروسية في الأراضي السورية خلال اليومين الماضيين، حيث كانت الطائرات الحربية الروسية تشنّ غارات شبه يومية على البادية السورية، انطلاقاً من قاعدة حميميم في الساحل السوري.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم السبت، أن القوات الروسية قلصت خلال اليومين الماضيين من معدل تحليق مقاتلاتها وتنفيذها ضربات جوية على مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية. كذلك تراجع تسيير الدوريات في مناطق شمال شرق سورية، حيث لم تسجل تحركات روسية على غرار السابق من تسيير دوريات شبه يومية وتحليق للطائرات المروحية.
وكانت آخر الدوريات المشتركة بين القوات الروسية والتركية الخميس الماضي في ريف محافظة الحسكة الشمالي.
وأشاد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال محادثة هاتفية أمس الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، معتبراً أنه "تصحيح للتاريخ".
وقال الأسد، في بيان: "ما يحصل اليوم هو تصحيحٌ للتاريخ وإعادةٌ للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي"، زاعماً أنّ "روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية".
توقيف جناة "فيلق الشام"
من جهة أخرى، أعلن فصيل "فيلق الشام" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" إيقاف المسؤولين عن مركز التوقيف الذي توفي فيه مدني تحت التعذيب أمس الجمعة. وأصدر "فيلق الشام" تعليمات بتسليم لجنة التحقيق والعناصر المسؤولين عن الحادثة للقضاء العسكري في عفرين بمحافظة حلب، لمتابعة القضية والتحقيق مع المتهمين ومحاسبة الفاعلين، بحسب بيان صادر عنه.
وكانت قوة أمنية تابعة للفصيل قد سلمت أمس جثة المدني عبد الرزاق طراد العبيد لعائلته، بعد وفاته تحت التعذيب في أحد سجون "فيلق الشام" شمالي حلب.
ووفق البيان، أصدر الفصيل منذ تشكيله تعليمات مشددة "لاحترام حقوق الإنسان، والابتعاد عن أي انتهاك يتعلق بجسد أو كرامة أو حرية أي إنسان، حتى لو كان عنصراً يتبع لخلية متورطة بأعمال إرهابية أو أمنية".
من جهته، ذكر الناطق باسم "لجنة رد المظالم والحقوق"، وسام القسوم، عبر حسابه في "توتير"، أن الشرطة العسكرية اعتقلت الجناة الذين عذّبوا الشاب، وسيُحالون على القضاء.
وتداولت مواقع وصفحات محلية صوراً وتسجيلات مصوّرة تظهر آثار التعذيب الذي تعرض له الشاب خلال ساعات من اعتقاله.
و"فيلق الشام" هو ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير" المندرجة ضمن "الجيش الوطني السوري"، ويتركز نشاطه في عفرين وريفها، شمال غربي حلب.
النظام يفصل موظفين
إلى ذلك، أصدرت مديرية الشؤون القانونية والقضائية في دير الزور قراراً ينص على عزل 20 موظفاً قالت إنهم متورطون في ملف الفساد في مجلس مدينة دير الزور ضمن مناطق نفوذ قوات النظام السوري.
ووفق القرار، فإن الموظفين تحت مسمى إعادة إعمار دير الزور، ارتكبوا جرائم تتمثل بالمخالفات والتجاوزات القانونية، بهدف نهب وسرقة الأموال. وشمل القرار حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لهؤلاء الأشخاص.
كذلك فصلت وزارة التربية في حكومة النظام السوري أمس الجمعة عشرات المعلمين والمعلمات من وظائفهم في الرقة، بهدف استبدالهم بمدرسين ومدرسات من أعضاء حزب "البعث" وأقارب قتلى النظام وأفراد مليشياته في الرقة، وفق موقع "الخابور" المحلي.
وذكر الموقع أن مديرية التربية التابعة للنظام في الرقة، فصلت 85 معلماً ومعلمة من وظائفهم، مشيراً إلى أن المعلمين ينحدرون من مدينة الرقة والطبقة الخاضعتين لـ"قوات سورية الديمقراطية"، ويقصدون يومياً مدارس في مدينتي السبخة ومعدان ودبسي عفنان وقراهم التي تخضع لسيطرة قوات النظام.