دفعت القوات الروسية بقوات مدعومة من قبلها، ليل الجمعة - السبت، إلى خطوط التماس الفاصلة مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في ريف محافظة دير الزور، وسط تصاعد التوتر بين الجانبين في الآونة الأخيرة شرقيّ سورية.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات عسكرية تتبع لـ"الفرقة الرابعة" المدعومة من إيران، ويقودها شقيق رأس النظام السوري ماهر الأسد، انسحبت ليل الجمعة من مناطق عدة شمال شرقيّ دير الزور، وتمركزت مجموعات عسكرية بدلاً منها تتبع لقوات "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا.
وأكد العكيدي أن "القوات البديلة بدأت بتنصيب دشم عسكرية جديدة في كل من بلدات الحسينية، وخشام، والطابية شمال شرقيّ محافظة دير الزور، شرقيّ البلاد، على خطوط التماس الفاصلة مع "قوات "قسد" والتحالف الدولي"، مُشيراً إلى أن عمليات التبديل تأتي في سياق التحسب لأي عمل عسكري محتمل في المنطقة.
ولفت الناشط السوري إلى أن قوات التحالف الدولي استقدمت، خلال الآونة الأخيرة، عتاداً عسكرياً نوعياً إلى المنطقة الشرقية، وتزامن ذلك مع إجراء مناورات عسكرية وتدريبات بالذخيرة الحية مع "قوات جيش سورية الحرة" (جيش مغاوير الثورة سابقاً) التابع للمعارضة السورية في قاعدة "التنف" العسكرية ومنطقة الـ"55" كم، في ريف حمص الشرقي، بالإضافة إلى تدريبات عسكرية أخرى في قواعد التحالف الدولي في ريفي الحسكة ودير الزور مع القوات الشريكة في منطقة شرق الفرات.
وأشار العكيدي إلى أن ذلك جاء "بسبب تصاعد التوتر بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والقوات الروسية في سورية خلال الفترة الماضية".
وكان مركز القوات الجوية الأميركية قد أكد في بيانٍ له، ليل الجمعة - السبت، أن "ثلاث مسيَّرات أميركية تعرضت لمضايقات من الطيران الروسي فوق سورية يوم الجمعة".
وأكد المركز في بيان آخر، صدر عنه ليل الخميس الفائت، أن الطائرات الحربية الروسية "انخرطت لليوم الثاني على التوالي في سلوك غير مهني مع الطائرات الأميركية في الأجواء السورية"، مشدداً على أن "الانتهاكات المتكررة للقوات الجوية الروسية للمعايير والممارسات المتفق عليها أصبحت الآن مصدر قلق كبير للسلامة في المنطقة".
وكان سلاح الجو الروسي قد نفذ، يوم أمس الجمعة، غارات تدريبية مستخدماً صواريخ "جو – جو" في أجواء منطقة "درع الفرات" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" بريف حلب الشرقي، وتزامن ذلك مع تحليق طائرة استطلاع تابعة للتحالف الدولي في المنطقة نفسها، ولا سيما أن طائرة التحالف كانت في مهمة ضد تنظيم "داعش" وتمكنت من قتل قيادي سابق لدى تنظيم "حراس الدين" يدعى همام الخضر، معروف باسم "أبو أنس الشامي"، كان يستقل دراجة نارية في منطقة بزاعة شرق حلب، نتيجة استهدافه بأربعة صواريخ.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، يوم الأربعاء الفائت، أن "مسيّرات أميركية انتهكت خمس مرات المجال الجوي لمنطقة تدريبات عسكرية سورية روسية مشتركة"، زاعمةً أنها سجلت "12 انتهاكاً لمسيّرات التحالف الدولي في المجال الجوي لمنطقة تدريبات سورية روسية مشتركة".
قتلى وجرحى لـ"قسد" بانفجار مستودع للذخائر
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن ثمانية عناصر على الأقل من قوات "قسد" وقعوا بين قتيل وجريح، إثر انفجار وقع بسبب سوء التخزين داخل مستودع ذخائر ضمن معسكر الطلائع في مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، موضحةً أن الانفجار تسبب بدمار في المعسكر، وحريق جرت السيطرة عليه بعد نصف ساعة من الانفجار.
من جهة أخرى، أُصيب عناصر من قوات "قسد" بجروح خطيرة، ليل الجمعة - السبت، إثر هجوم مسلح نفذه مجهولون بالقرب من بئر أبو نورة في منطقة الضمان شمال دير الزور، شرقي البلاد، فيما نفذ مسلحون مجهولون هجوما آخر استهدف أحد حواجز قوات "قسد" في بلدة الكبر بريف دير الزور الغربي، شرقي البلاد، وسط توجيه أصابع الاتهام لخلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء العمليتين.