استهدفت ضربات روسية، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، مجمعا سكنيا في العاصمة الأوكرانية كييف، التي لم تتعرض للقصف الروسي منذ نحو ثلاثة أسابيع، وذلك قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقمة مجموعة السبع.
وسمع دوي أربعة انفجارات حوالى الساعة 06:30 (03:30 ت غ)، بعد نصف ساعة من إطلاق صفارات الإنذار المضادة للطائرات في العاصمة. وسمعت مراسلة لوكالة فرانس برس، تقيم في نفس المجمع السكني، صفيرا قبل وقوع الانفجارات.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، الذي تفقد موقع الانفجار، أن الضربة الروسية هدفها "ترهيب الأوكرانيين (...) مع اقتراب قمة الناتو"، التي ستعقد في مدريد بين 28 و30 يونيو/حزيران.
وقالت خدمة الطوارئ الحكومية على تلغرام: "بعد قصف العدو، اندلع حريق في مبنى مؤلف من تسعة طوابق".
وفور وصوله، شاهد فريق "فرانس برس" ألسنة اللهب تتصاعد من الطوابق الثلاثة العليا من المبنى، الذي دمّر درجه بالكامل، في المنطقة السكنية المتضررة التي طوقتها الشرطة.
وقال كليتشكو إن جريحين على الأقل نقلا إلى المستشفى، وانتُشلت فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات من تحت الأنقاض، مشيراً إلى "أنها على قيد الحياة"، ويحاول المسعفون "إنقاذ والدتها".
وأوضح أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، نظراً لوجود أشخاص "تحت الأنقاض".
وقال حاكم منطقة كييف أوليكسي كوليبا على تلغرام: "أسقط الدفاع المضاد للطائرات صاروخًا في منطقة كييف، وسقطت شظاياه على قرية".
وتابع أن "جنودنا يبذلون كل ما في وسعهم لمنع الهجمات على مدينتنا. لكن للأسف لا يمكننا ضمان الأمن بنسبة مئة بالمئة في كييف، أو في أي مكان آخر في أوكرانيا، طالما أن هذا العدوان متواصل".
أكد النائب الأوكراني أوليكسي غونشارينكو، على تلغرام، أن الروس أطلقوا 14 صاروخًا على كييف ومنطقتها في الصباح.
وفي موقع الهجوم، تجمع عدد من السكان عند أسفل المباني، كثيرون منهم يذرفون الدموع، بينهم امرأة ترتدي ثوب الحمام.
وقال أحدهم، ويدعى يوري (38 عاماً)، لفرانس برس: "قصفوا هنا ثلاث مرات. استيقظت على دوي الانفجار الأول وذهبت إلى الشرفة ورأيت صواريخ تتساقط، وسمعت انفجارا هائلا.. اهتز كل شيء".
وأكدت إيرينا (32 عامًا) التي خرجت مع ابنها البالغ من العمر 17 شهرًا: "نزلت واصطحبت معي حقيبة الطوارئ التي احتفظ بها قرب الباب منذ بداية الحرب، لأننا اضطررنا إلى المغادرة".
وأوضح إدوارد شكوتا، الذي يعيش في البيت المجاور: "سقطت أربعة صواريخ". وأضاف أن المبنى "أصيب مباشرة في الطوابق العليا، ورأيت بأم عيني جرحى يخرجون منه".
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد في ألمانيا، أن الضربات الروسية الأخيرة على حيّ في كييف، قريب من مصنع للأسلحة سبق أن استُهدف في الأسابيع الأخيرة، "همجيّة". وقال: "إنها أيضًا همجيّتهم" في إشارة إلى القوات الروسية.
وجاء تصريح بايدن على هامش قمة مجموعة السبع، التي تُعقد حتى الثلاثاء في إلمو في جبال الألب البافارية.
استهدفت ضربة روسية سابقة، في أوائل يونيو/ حزيران، مصنعا في ضواحي كييف، ما أدى إلى إصابة شخص.
في نهاية إبريل/ نيسان، قُتلت صحافية أوكرانية منتجة في إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي بسقوط صاروخ روسي على المنزل الذي تعيش فيه في كييف، وحصل الانفجار بالتزامن مع الزيارة الأولى للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى كييف.
(فرانس برس)