استبدلت روسيا من جديد قائد قواتها في أوكرانيا، اليوم الأربعاء، وعيّنت هذه المرة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وأكدت الوزارة، في بيان، أنّ فاليري غيراسيموف عُيّن "قائداً لمجموعة القوات المشتركة" المنتشرة في أوكرانيا، بديلاً عن سيرغي سوروفيكين، الذي تولى المنصب في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأشارت الوزارة إلى أن التبديل جرى بسبب "زيادة المهام" التي يتعين إنجازها و"الحاجة" إلى "تفاعل أوثق" بين مكونات الجيش.
وعلى الرغم من أن سمعة غيراسيموف ذاعت خلال الفصل الأول من الحرب في الشيشان (1994-1996)، فإنه أظهر فعاليته في أوكرانيا، من خلال عملية احتلال وضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014، وتشكيل الجيب الانفصالي في إقليم دونباس، والتدخل في سورية عام 2015، الذي غيّر مجرى الأحداث كلياً ووفّر ظروفا لعدم سقوط نظام بشار الأسد الذي كان على وشك الانهيار، حسب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وينسب خبراء لغيراسيموف أنه أعاد هيكلة وتدريب القيادات العسكرية الأساسية، وتحديث الترسانة العسكرية الروسية، من خلال تحويل سورية إلى حقول تجارب.
الجنرال غيراسيموف مشهود له بأنه ضابط ذو مهارات استثنائية. وُلِد في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية عام 1955، وبعد الدراسة الثانوية، التحق بثلاث كليات عسكرية، اثنتين للقوات المدرعة، وأكاديمية الأركان العامة.
وخلال الحكم السوفييتي، خدم غيراسيموف في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي السابق وحلف وارسو، وقام بسحب القوات الروسية من إستونيا بعد استقلالها عن الاتحاد عام 1991، وترأس أركان الجيش الثامن والخمسين أثناء الحرب في الشيشان.
انضم غيراسيموف إلى هيئة الأركان العامة في 2010، نائباً لرئيس الأركان الجنرال نيكولاي ماكاروف، وسرعان ما حلّ في منصب رئيس الأركان العامة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، بعد تولي الوزير سيرغي شويغو وزارة الدفاع، بناءً على قرار الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أراد تعزيز المجمع الصناعي العسكري، وتفعيل جهود إعادة التسلح، وزيادة التعاون داخل الجيش وفعالية الاستجابة للكوارث المدنية والعسكرية.
وأصبحت هيئة الأركان العامة المؤسسة الرئيسية المسؤولة عن تنسيق العديد من الوكالات المدنية الفيدرالية والإقليمية، وجرى دمج وكالات الدفاع والأمن.
وارتبط بغيراسيموف مفهوم "الحرب الهجينة" أو المختلطة. وفي مقال نشره عام 2013 في مجلة صناعة الدفاع الروسية، حدد العناصر الأساسية لما أصبح يُعرف باسم "عقيدة غيراسيموف"، التي يمكن وصفها بأنها دمج عناصر مختلفة من القوتين الناعمة والصلبة عبر مجالات مختلفة.
(العربي الجديد، فرانس برس)