رفعت لجنة التحقيق الروسية، اليوم الأحد، قضية جنائية على خلفية مقتل داريا دوغينا، ابنة الفيلسوف وأحد مؤسسي أيديولوجيا "العالم الروسي" ألكسندر دوغين، جراء انفجار سيارتها في ضواحي موسكو، وسط ترجيحات روسية بأن الانفجار كان مدبراً مسبقاً، وبتحريض من قوى مناهضة لدوغين في الداخل الأوكراني.
وقالت لجنة التحقيق في بيان أوردته وكالات إعلام روسية: "يعتبر التحقيق أن الجريمة جرى التخطيط لها مسبقاً ولها طابع تحريضي".
وفي وقت سابق من اليوم، أوضح المكتب الصحافي للمديرية الإقليمية للجنة التحقيق أنه تم رفع القضية الجنائية بموجب البند "يي" من الجزء 2 من المادة 105 من القانون الجنائي الروسي ("قتل بوسيلة تشكل خطراً على الأمن العام")، وتبلغ العقوبة القصوى بموجب هذه المادة السجن مدة تصل إلى 20 عاماً، في حال تم التوصل إلى الجناة.
وبحسب بيانات التحقيق، فإن الشابة البالغة من العمر 30 عاماً كانت تستقل سيارة من طراز "تويوتا لاند كروزر"، ويفترض أنه عند الساعة التاسعة تقريباً من مساء أمس السبت وقع انفجار لقنبلة أسفر عن اندلاع حريق. وأضافت لجنة التحقيق: "الفتاة التي كانت تقود السيارة لقيت حتفها في موقع الحادثة. تم التحقق من شخصية القتيلة، وهي الصحافية والمحللة السياسية داريا دوغينا".
من جهته، وضع رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد، دينيس بوشيلين، المسؤولية عن التفجير على عاتق "إرهابيي النظام الأوكراني" الذين "عند محاولتهم تصفية ألكسندر دوغين، فجّروا ابنته".
وكانت القناة 112 الروسية المعنية بأخبار الحوادث على تطبيق "تلغرام" قد أفادت، ليل السبت، بأنه قُطعت حركة مرور السيارات في محيط مدينة غوليتسينو في ضواحي موسكو، ناشرة صورة السيارة المتفحمة.
BREAKING:
— Visegrád 24 (@visegrad24) August 20, 2022
Reports coming in about Aleksander Dugin’s daughter Daria having been killed tonight in a car explosion near the village of Bolshiye Vyazyomy.
Dugin is one of Russia’s most aggressive Russian geostrategists.
Via @TadeuszGiczan pic.twitter.com/kjJFVYXSg6
وبحسب بيانات القناة، فإن دوغينا ووالدها كانا عائدين من مهرجان "تراديتسيا" (التقليد) في "عزبة زاخاروفو" في مقاطعة موسكو. وكان دوغين يعتزم السفر معها، إلا أنه استقل سيارة أخرى في نهاية المطاف، لينجو من الموت. وفي وقت لاحق، وصل دوغين إلى موقع الانفجار.
وتعليقاً على الحادث، قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، إنّ أوكرانيا "ليست كروسيا دولة مجرمة". وفي حديثه لقناة ICTV الأوكرانية الرسمية، تعليقاً على مقتل ابنة الفيلسوف ألكساندر دوغين، أشار إلى أنّ الجهود في روسيا موجودة من أجل زيادة الاحتقان في الشارع الروسي.
وقال: "أريد التأكيد أن لا علاقة لأوكرانيا بما حدث. ربما يريدون توسيع نطاق التجنيد. هم لا يفهمون هذا، إننا دولة ليست مجرمة كروسيا".
ودوغين هو فيلسوف وباحث سياسي واجتماعي سوفييتي وروسي، وأحد أهم مؤسسي الأيديولوجيا الأوراسية، ويترأس الحركة الأوراسية الدولية، ويلقبه الإعلام الغربي بأنه "عقل" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سياساته التوسعية.
وتوقع دوغين في أحد أعماله "إنشاء الإمبراطورية الأوراسية الجديدة على مبدأ العدو المشترك، أي رفض الأطلنطية، وعدم السماح بهيمنة القيم الليبرالية".
أما ابنته داريا فولدت في عام 1992، وفي عام 2015، حصلت على درجة الدكتوراه من كلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية. وفي يوليو/تموز الماضي، أدرج اسمها على قوائم العقوبات البريطانية.