روسيا تتابع العدوان الإسرائيلي على غزة بلا قدرة على الوساطة

14 مايو 2021
موسكو تدرك حدود تأثيرها على أطراف الصراع (Getty)
+ الخط -

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تتابع روسيا التطورات الميدانية الجارية على الأرض، لا سيما مع توقعات بشن إسرائيل حملة برية في قطاع غزة. ومع ذلك، تؤكد كل المؤشرات أن موسكو تدرك حدود تأثيرها على أطراف الصراع، وسط ترجيحات بأنها لن تتمكن من أداء دور الوساطة لتخفيف حدة الوضع. 

ومن مؤشرات قلق موسكو من التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، تطرق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اجتماع لمجلس الأمن الروسي، اليوم الجمعة، إلى النزاع في الشرق الأوسط، حيث قال: "يجري ذلك بالقرب من حدودنا ويمس مصالح أمننا بشكل مباشر".

وفي الوقت الذي تأمل فيه روسيا تزايد دور اللاعبين الإقليميين لتهدئة الوضع، ذكرت وكالة "تاس" الرسمية الروسية، اليوم الجمعة، أن وفد الوسطاء المصريين غادر تل أبيب من دون إقناع القيادة الإسرائيلية بقبول وقف إطلاق النار. 

وأوضح مصدر مطلع في القاهرة، لـ"تاس"، أنّ مصر تؤدي تقليدياً دور الوساطة في هذه المسألة، واقترحت وقف إطلاق النار بشكل مؤقت على سبيل أول خطوة لإقامة الهدنة الدائمة. 

وأضاف المصدر: "إلا أن هذه المبادرة ليست لها آفاق، على ما يبدو، حتى الآن. جرى الحديث أولاً عن ثلاث ساعات من الهدنة الإنسانية، ثم ست، ولكن كل شيء ظل بلا رد".

وأوضح أن "المقاومة الفلسطينية تطالب بوقف إسرائيل أعمالها العدوانية في القدس المحتلة. أما إسرائيل، فترفض رفضاً قاطعاً الرد على دعوات ومبادرات الهدنة. ونتيجة لذلك، اضطر الوفد المصري لمغادرة تل أبيب".

وفي هذا السياق، لفتت الصحافية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، ماريانا بيلينكايا، إلى أن الموقف الروسي ثابت ويتلخص في سعي موسكو للحفاظ على التوازن والدعوة إلى المفاوضات، مستبعدة في الوقت نفسه احتمال قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقف إطلاق النار بسهولة بسبب الوضع السياسي الداخلي الإسرائيلي.

وقالت بيلينكايا، في حديث لـ"العربي الجديد": "تعرب موسكو عن قلقها من تصاعد القتال، ولكنها تدعو في الوقت نفسه إلى النظر في جوهر المشكلة، وهو عدم عقد المفاوضات، وتصر على عقد اجتماع لرباعي الوسطاء الدوليين للتسوية الشرق أوسطية (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، وتدرك أن اللاعبين الإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، قد يكون لهم دور أكبر في التأثير على الوضع، كما أن قطر قد يكون لها دور أيضاً نظراً لقدرتها على التأثير على حركة حماس".

واستبعدت احتمال أن تكون روسيا وسيطاً رئيسياً لتهدئة الوضع، مضيفة: "صحيح أن روسيا لها اتصالات مع إسرائيل، ولكن مواقفهما حيال القضية الفلسطينية متباينة، ويقتصر دور موسكو على عضويتها الدائمة بمجلس الأمن الدولي، ولكنه رغم ذلك لا يتسنى تمرير أي بيان تنديد للعنف بحق المدنيين بسبب الموقف الأميركي".

وقللت من واقعية تحقيق مقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال قوات حفظ سلام إلى منطقة النزاع، قائلة: "لن تقبل إسرائيل بذلك، كما أن هذا النزاع يختلف عن الأزمات في سورية وليبيا وإقليم ناغورنو كاراباخ، التي كان يمكن لموسكو وأنقرة فيها أن تتفقا بينهما بشكل مباشر، بينما يبقى تأثيرهما على أطراف التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني محدوداً".

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، أجرت روسيا مجموعة من الاتصالات مع اللاعبين الإقليميين والدوليين بحثاً عن سبل تهدئة الوضع، إذ عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عبر الفيديو كول، وتطرق الحديث إلى تصاعد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فيما أقر الجانبان بضرورة وقف أعمال العنف وضمان سلامة المدنيين. 

وقبل ذلك بيوم واحد، أجرى بوتين اتصالاً مع أردوغان شمل تبادلاً للآراء حول الوضع في القدس، وأسفر عن تأكيد دعم حل الدولتين وفقاً لأحكام القانون الدولي المتعارف عليها، مع التشديد على دور رباعي الوسطاء الدوليين.

بدوره، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوضع في الشرق الأوسط والقدس في اتصال مع نظيره المصري سامح شكري، كما أكد الوزيران عزم موسكو والقاهرة المتبادل على مواصلة التنسيق الوطيد، بهدف إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة.

المساهمون