روسيا تبدأ بتجنيد شبان سوريين للقتال في أوكرانيا

04 مارس 2022
عربة تابعة للشرطة العسكرية الروسية في درعا جنوب سورية (Getty)
+ الخط -

كشفت منظمة سورية محلية، اليوم الجمعة، عن قيام الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري بتسجيل أسماء شبان من أجل نقلهم إلى أوكرانيا بهدف القتال إلى جانب القوات الروسية، في خطوة جديدة تأتي في إطار اعتماد روسيا على العناصر المرتزقة ونقلهم إلى المناطق التي تقاتل فيها، كما كانت قد فعلت في ليبيا إبان المعارك التي كانت دائرة بين القوات الموالية لحكومة الوفاق من جهة والقوات التابعة لخليفة حفتر من جهة أخرى.

وأوضحت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" عن مصادر ضمن قوات النظام أنّ هنالك قوائم يتم تحضيرها لعرضها على القوات الروسية الموجودة في سورية من أجل الموافقة عليها قبل بدء عملية إرسال المقاتلين. ونقلت حديثاَ لشاب تسجّل في إحدى القوائم، أشار فيه إلى أن ما دعاه إلى ذلك، هو عدم وجود عمل والصعوبات المعيشية الكبيرة، وانعدام الكهرباء والغاز والتدفئة.

وأكّد الشاب للمنظمة أن الشخص الذي يعمل كمنسق مع شركة أمنية روسية لم يخبره بالمبلغ الذي سيحصل عليه، لكنه اشترط عليه أن يدفع مبلغ 200 ألف ليرة سورية مقابل تسجيل اسمه في حال تمّت الموافقة على سفره لأوكرانيا.

وذكرت المنظمة شهادة أحد مسؤولي لجان المصالحة المحليين في منطقة تقع في محافظة ريف دمشق، أشار خلالها إلى أنه كان في زيارة إلى فرع المخابرات الجوية من أجل مساعدة عدّة مطلوبين بتسليم أنفسهم والحصول على العفو، وهناك تحدّث أمامه أحد الضباط بأنهم سوف يعدّون قوائم بأسماء مقاتلين لديهم خبرة قتالية جيدة من أجل إخضاعهم لدورة تدريبية قصيرة على يد ضباط روس تمهيداً لإرسالهم إلى روسيا ومن ثمّ نقلهم للقتال إلى جانبها في أوكرانيا.

ولفت في شهادته إلى أن الحديث الذي ورد على لسان الضابط السوري منقول عن ضابط روسي وقال فيه إن "هناك عدداً كبيراً من المقاتلين الروس والبيلاروسيين والشيشان أيضاً، ومشاركة السوريين هي مشاركة رمزية من باب الوفاء لروسيا"، وقال أيضاً إنه "في حال تحول القتال إلى قتال شوارع فإن لدى السوريين خبرة جيدة"، وأشار إلى أنه "من الممنوع إرسال أشخاص عديمي الخبرة".

وأكّد أن العملية لا تزال في مراحلها الأولى، وهي مرحلة تسجيل الأسماء، وبعد أن يتمّ تدريب المتسجّلين على يد ضباط روس لفترة قصيرة سوف يقررون ما إن كان سيتم إرسالهم أمّ لا، وربمّا لا يتمّ إرسالهم أبداً.

وفي المقابل، نقلت المنظمة شهادة لضابط من الصف الأول في الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا، أكّد فيها أن هناك عمليات تسجيل حالياً تتم في مناطق السيطرة التركية، وأن هذه العملية تتم بناء على رغبة الفصائل بقتال الروس، وطلب قادة في الجيش الوطني، وأشارت في الوقت نفسه إلى عدم وجود نية رسمية لإرسال مقاتلين من قبل تركيا.

وقال الضابط للمصدر إن الأتراك قالوا إنهم سوف ينقلون مطلب القادة (الضباط السوريين) إلى السلطات في أنقرة، وفي حال تمت الموافقة، فإن ذلك يعني فقط السماح باستخدام المطارات التركية وتسهيل إجراءات السفر، ولا يمكن توقع أن تكون هناك أموال تدفع من الجانب التركي، أو أن تكون للسلطات التركية أي التزامات.

وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد اعتبر أن روسيا تدافع عن نفسها والعالم ومبادئ العدل والإنسانية، وقال إن "ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي"، وأشار إلى أن "الهستيريا الغربية تأتي من أجل إبقاء التاريخ في المكان الخاطئ لصالح الفوضى التي لا يسعى إليها إلا الخارجون على القانون".

وأضاف، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة أن سورية تقف مع روسيا انطلاقاً من قناعتها بصوابية موقفها، ولأن مواجهة توسع الناتو هي حق لروسيا لأنه أصبح خطراً شاملاً على العالم، وتحول إلى أداة لتحقيق السياسات غير المسؤولة للدول الغربية لضرب الاستقرار في العالم.

أما على صعيد المعارضة، فدان الائتلاف الوطني السوري، في بيان، ما سماه بـ"الغزو" الروسي لأوكرانيا، ودعا دول العالم للتصدي له بحسم، قائلاً "لا يريد الشعب السوري أن يشهد المزيد من الإجرام الروسي المقترن بخذلان دولي في أي جزء جديد من العالم، بعدما عانى ولا يزال يعاني من مجازر روسيا وجرائمها في سورية".

المساهمون