روسيا: ألف معتقل في تظاهرات جديدة مؤيدة للمعارض نافالني

31 يناير 2021
الأمن الروسي يعتقل مناصرا لنافالني (Getty)
+ الخط -

 أوقفت الشرطة الروسية، الأحد، أكثر من 1000 شخص، من بينهم 142 في موسكو، خلال يوم جديد من التظاهرات، للمطالبة بالإفراج عن المعارض الروسي أليكسي نافالني.

وبحسب الأرقام الواردة بموقع "أو في دي إنفو" الحقوقي، فإن إجمالي عدد المعتقلين بلغ 1009 أشخاص حتى الآن، بمن فيهم 142 معتقلاً في موسكو، و113 في مدينة فلاديفوستوك الواقعة في أقصى شرق البلاد، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين في كل من نوفوسيبيرسك وكراسنويارسك وسوتشي ونيجني نوفغورود وسانت بطرسبورغ وغيرها من المدن الروسية. 

وفي موسكو التي تعتبر أبرز معاقل المعارضة الروسية وتضم أكبر عدد من أصحاب التوجهات الليبرالية، قطعت قوات الشرطة و"الحرس الروسي" الطريق إلى وسط المدينة أمام المتظاهرين، وتركزت حملة الاعتقالات على مشارف قلب العاصمة. 

كما تم إغلاق عدد من محطات مترو الأنفاق وسط موسكو لمنع وصول المتظاهرين إلى الشوارع والميادين المحيطة، كما تقرر إغلاق عدد من المقاهي والمطاعم، ومنع بيع المشروبات الكحولية المعبأة بالزجاجات تجنبا لاستخدامها في أي اشتباكات قد تحدث.  

وكان مساعدو نافالني قد دعوا إلى مسيرات جديدة في جميع أنحاء البلاد، للمطالبة بالإفراج عن زعيم المعارضة المسجون بانتظار محاكمته التي من المقرّر أن تبدأ في الثاني من فبراير/شباط.

وهذه ثاني عطلة نهاية أسبوع تشهد فيها روسيا تظاهرات داعمة لنافالني الذي اعتقل قبل نحو أسبوعين عند عودته من ألمانيا، حيث كان يتلقى منذ أغسطس/آب الماضي العلاج بعد تسميمه بغاز أعصاب يشتبه أنه ينتمي إلى مجموعة "نوفيتشوك".  
واعتقلت الشرطة الروسية أكثر من 4 آلاف شخص في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بمن فيهم أكثر من 1500 شخص في موسكو، وفق أرقام الحقوقيين وفي غياب بيانات رسمية. 

وتأتي هذه المسيرات بينما يفترض أن يمثل نافالني أمام القضاء الأسبوع المقبل. وقالت محامية نافالني إنه يواجه حكماً بالسجن "لسنتين ونصف السنة"، لانتهاكه شروط عقوبة بالسجن ثلاث سنوات ونصف مع وقف التنفيذ صدرت في 2014.

وهذا الأسبوع، وُضِع العديد من مساعدي نافالني، بمن فيهم المحامي ليوبوف سوبول وشقيقه أوليغ نافالني، في الإقامة الجبريّة حتّى أواخر مارس/ آذار، في انتظار محاكمتهم بتهم انتهاكهم القيود الخاصّة بالحد من انتشار وباء كوفيد-19 عبر دعوتهم إلى التظاهرات الاحتجاجية.

لنوقظهم
وأصدرت السلطات الروسيّة في الأيام الأخيرة تحذيرات من المشاركة في المسيرات المنتظرة غير المصرّح بها، وتوعّدت بتوجيه اتّهامات جنائيّة إلى المتظاهرين وملاحقتهم بتهم "أعمال شغب جماعية" إذا حدثت أعمال عنف.

من جهتها، أعلنت سلطة الاتصالات "روسكومنادزور" أنها ستعاقب الشبكات الاجتماعية، لأنها أبقت على رسائل عبر الإنترنت تشجع القاصرين على المشاركة في التظاهرات.

واعتقلت الشرطة نافالني (44 عاماً) داخل مطار في موسكو، في 17 يناير، لدى وصوله من ألمانيا حيث كان يتعافى من حالة تسمم مفترضة بواسطة غاز أعصاب طُوِّر في العهد السوفييتي.

وأمرت محكمة باحتجازه حتى موعد محاكمته بتهمة انتهاكه شروط إدانته سنة 2014 بعقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ.

وقال نافالني، الخميس الماضي، في رسالة من ماتروسكايا تيشينا في موسكو، وهو مركز احتجاز شديد الحراسة، إنّ "الغالبيّة في صفّنا. فلنوقِظهم".

ونزل عشرات آلاف الروس إلى الشوارع في أكثر من مائة مدينة في جميع أنحاء البلاد، السبت الماضي، احتجاجاً على حكم بوتين المستمرّ منذ 20 عاماً.

واعتُقِل أكثر من أربعة آلاف متظاهر، في وقت بدأت فيه السلطات سلسلة من التحقيقات الجنائيّة.

وبدأت السلطات الروسيّة تحقيقات تستهدف شركاء نافالني في روسيا وخارجها.

وقالت لجنة التحقيق، الجمعة الماضي، إنّ ليونيد فولكوف، رئيس شبكة نافالني الإقليميّة ومقرّها في ليتوانيا، مطلوب بتهمة دعوة قاصرين إلى الانضمام إلى تجمّعات غير مرخّصة.

وأطلق المحقّقون، السبت، تحقيقاً حول اتهامات بالاحتيال بحقّ رجل الأعمال المقيم في أوكرانيا ألكسندر خومينكو، الذي قالوا إنّه موَّل مؤسّسة نافالني لمكافحة الفساد التي تنشر تحقيقات حول ثروات النخب السياسيّة في روسيا.

ويفيد أحدث تقاريرها المصوّرة، بأنّ بوتين حصل على عقار بقيمة 1,35 مليار دولار على شاطئ البحر الأسود. وحصد التقرير أكثر من مائة مليون مشاهدة على يوتيوب، ليُصبح أحد أكثر تحقيقات مؤسّسة نافالني مشاهدةً.

ونفى الكرملين أن يكون الرئيس الروسي يمتلك المجمّع الفخم، الذي يضمّ، حسب نافالني، ملعباً تحت الأرض لرياضة الهوكي على الجليد وكازينو خاصاً ومزارع كرمة.

وسعى التلفزيون الحكومي، الجمعة، إلى دحض اتهامات المعارضة بأن العقار قصر فخم عبر بثّ لقطات له قيد الإنشاء.

من جهته، قال الملياردير أركادي روتنبرغ، الشريك السابق لبوتين في الجودو، واسمه مدرج على لائحة عقوبات غربيّة، السبت، إنّه مالك العقار، وإنّه يبني فندقاً هناك، بحسب ما نقلت "فرانس برس".

 

المساهمون