روبرت فورد: لا أتوقع انسحاباً أميركياً من سورية قبل الانتخابات

27 فبراير 2024
فورد يرى أن أميركا ستحتفظ بوجودها في سورية طالما أنها لا تدفع ثمناً (جويل صمد/فرانس برس)
+ الخط -

قال السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد إنه لا يتوقع انسحاب القوات الأميركية من سورية في الوقت الحالي، وإن كان لم يستبعد حدوث ذلك بعد سنوات، رابطاً ذلك بالوضع في العراق.

وأضاف فورد، في تصريحات لقناة "سي أن أن تورك" التركية، نُشرت اليوم الثلاثاء، أنه لا يعتقد "أن إدارة جو بايدن ستنسحب من شرق سورية في أي وقت قريب. لا أتوقع مثل هذا الانسحاب قبل الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني، لكنه قد يحدث لاحقاً حتى بعد سنوات"، وأكد أن انسحاب القوات الأميركية من سورية يعتمد أيضاً على "الوضع في العراق".

وأشار السفير الأميركي السابق في دمشق إلى أن انسحاب الأميركيين سوف يؤدي إلى تغيير "ميزان القوى في شرق سورية، وستكون (قوات سوريا الديمقراطية)، التي تواجه الجيش التركي، في وضع غير إيجابي للغاية".

وجاءت تصريحات السفير السابق للقناة التركية بعد تسريبات عن استعداد الإدارة الأميركية لسحب قواتها من شمال شرق سورية، وهو ما تم نفيه في وقت لاحق. وقال فورد: "لنكن واضحين، إدارة بايدن لا تريد الانسحاب من سورية.. بالتأكيد لا تريد ذلك"، موضحاً أنه "ليس من الصحيح أن نتوقع انسحاب الأميركيين من شرق سورية، كل ما في الأمر أنهم إذا انسحبوا من العراق فيمكنهم أيضاً الانسحاب من سورية".

ورأى فورد أن الإدارة الأميركية تريد الاحتفاظ بوجودها في سورية "طالما أنها لا تدفع ثمناً لذلك"، موضحا أن "الولايات المتحدة تريد مواصلة الاحتفاظ بقواتها في شرق سورية، لكنها لا تريد دفع أي ثمن هناك، ولا تريد أن يصاب أو يقتل أي جندي أميركي، لذلك ستكون سعيدة بمواصلة البقاء هناك".

واستدرك فورد قائلاً: "لكن سورية ليست أولوية لإدارة بايدن، بل أوكرانيا، وفي حال وجود منافسة محتملة مع الصين، فإن آسيا هي أولوية إدارة بايدن وليست سورية، لذلك إذا كان لنشر القوات الأميركية هنا كلفة باهظة، فسيتعين على إدارة بايدن الانسحاب".

ورداً على سؤال حول الموقف التركي من وحدات الحماية الكردية واتهامها بالارتباط بحزب العمال الكردستاني وتشكيلها تهديداً لتركيا، قال فورد: "كانت تركيا دائماً منفتحة على الأميركيين بشأن هذه القضية، وأبلغت أميركا دائماً بأن التعاون مع وحدات حماية الشعب أمر غير مقبول، وعلى الرغم من هذه المشاكل، تريد واشنطن مواصلة تعاونها مع أنقرة".

وأردف: "تعمل وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في سورية منذ 25 عاماً، لقد كانوا هناك منذ أيام حافظ الأسد، ومنذ ذلك الحين تستخدم الحكومة السورية حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب كأداة ضد تركيا".

ولفت فورد إلى أن "القرار الصحيح بالنسبة لوحدات حماية الشعب أن تكون مع الولايات المتحدة، وخاصة ضد روسيا أو الحكومة السورية"، لكنه أقرّ بأن ذلك مرتبط بوجود القوات الأميركية، موضحا أنه "طالما أن هناك قوات أميركية متمركزة في شرق سورية، أعتقد أنه سيكون هناك تعاون ودعم متبادل مع الوحدات الكردية، ولكن سيأتي يوم يغادر فيه الأميركيون سورية.. لن يبقى الأميركيون في سورية إلى الأبد، ومع رحيل الأميركيين لن يعطي البيت الأبيض أهمية لوحدات حماية الشعب والإدارة الكردية في المستقبل".

أفق الحل في سورية

وحول وجود روسيا وإيران في سورية وتأثيرات ذلك على الصراع في المنطقة، قال فورد: "بالطبع أدى الصراع في غزة إلى خرق وقف إطلاق النار غير الرسمي بين الأميركيين والإيرانيين، الذي بدأ في الصيف الماضي، حيث قتلت المليشيات المدعومة من إيران 3 جنود أميركيين على الحدود السورية الأردنية، وبالتالي ستكون لذلك تأثيرات إقليمية أيضاً في شرق سورية".

وحول أفق الحل في سورية، أفاد بأنه "لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال اتفاق على مرحلتين، الأولى هو اتفاق بين سورية وتركيا بشأن أمن الحدود، وهذا سيكون صعباً، لأنه ليس من الواضح ما إذا كانت الحكومة السورية قادرة على السيطرة على وحدات حماية الشعب، لكن قد يلعب الروس دوراً في هذا الأمر".

وتابع السفير الأميركي السابق: "في نهاية المطاف لا بد من إجراء مفاوضات بين تركيا وسورية، ومستقبل اللاجئين عملية صعبة في هذه المرحلة، حيث يعارض القانون الدولي إرسال اللاجئين إلى سورية من تركيا، الحكومة السورية هي التي ستقرر كيفية استقبال اللاجئين من تركيا، وهذه هي المشكلة الحقيقية".

وختم بالقول: "يتعين على حكومة دمشق أن تقدم وعداً جدياً بهذا الشأن، وهو أمر صعب جداً، كما ينبغي أن تشمل الاتفاقية الثانية روسيا والولايات المتحدة وتركيا، ويجب على الحكومة السورية أن تكون حاضرة بشكل غير مباشر. الاتفاق في شمال شرق سورية يسمح بانسحاب أميركا من البلاد".

المساهمون