رسالة جديدة وجهتها عمدة باريس آن هيدالغو، اليوم الجمعة، حول الانتخابات الرئاسية المرتقبة في فرنسا العام المقبل، مع تحذيرها من تكرار سيناريو انتخابات عام 2017، عندما اقتصرت المنافسة على إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
هيدالغو، التي تجنّبت مرات عديدة تأكيد الشائعات التي تتحدث عن أنها ستكون المرشحة الاشتراكية للانتخابات، تهرّبت مجدداً من الإجابة عن هذا السؤال، واكتفت بالقول، خلال مؤتمر صحافي في مدينة نانسي شرق فرنسا، إنها "تخشى بشدة نتيجة المواجهة بين ماكرون ولوبان" عام 2022.
هذه الإجابة هي الأقرب حتى الآن لتأخذ على كونها إعلان ترشح ضمني للسيدة الباريسية المنتصرة بالانتخابات البلدية أخيراً؛ وما يضفي مصداقية على هذه الفرضية التي تتحدث عنها وسائل الإعلام الفرنسية، هو قولها "أريد أن أشارك بدوري في الانتخابات المقبلة"، لكن هذا ليس بالضرورة "إعلان ترشيح".
وأضافت "كنت أعلم أنه من خلال إعادة انتخابي لمنصب عمدة باريس في عام 2020، سيكون هناك بلا شك ما يجب القيام به، من أجل التحدث علانية، ومحاولة الجمع بين النساء والرجال الذين يريدون خيارًا آخر، غير تلك المبارزة التي تم الإعلان عنها"، في إشارة إلى ماكرون ولوبان.
وأضافت هيدالغو "لا أريد ذلك، وأعتقد أن أفضل طريقة لتجنب هذا السيناريو هي التأكد من أن النقاش الديمقراطي يمكن أن يتم باحترام. ووقت النقاش هذا يجب أن يتم مع الفرنسيين في كل مكان"، الأمر الذي قد يبرر رؤيتها في مناطق أخرى في فرنسا خارج العاصمة باريس خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت عمدة باريس "مكاني الطبيعي هو الذهاب واللقاء ومناقشة المسؤولين المنتخبين والجمعيات والنقابات العمالية من أجل البناء معاً. هذا سباق فرنسا للدراجات هو أيضاً وسيلة لتسليط الضوء على الأشياء غير العادية التي يتم القيام بها في كل مكان".
وتشير استطلاعات رأي عدة، أجريت أخيراً، إلى خشية الفرنسيين من وصول ماكرون ولوبان إلى سيناريو مماثل لما حصل عام 2017، عندما انحصرت المواجهة في المرحلة الثانية بينهما، ما دفع معظم الأحزاب إلى دعوة ناخبيها للتصويت لماكرون خشية وصول اليمين المتطرف إلى السلطة، رغم عدم توافقها مع برنامج ماكرون الانتخابي.
وفي آخر استطلاع أجري لصالح صحيفة "لوفيغارو" ونشر قبل نحو أسبوع، أظهرت الأرقام تخوف ثلثي الناخبين الفرنسيين المحتملين من أن تستقر المنافسة في النهاية بين ماكرون ولوبان. وفي هذا السياق، علّقت هيدالغو بالقول "إنني خائفة للغاية من نتيجة هذه المبارزة، ولا أريد على الإطلاق أن تمر بلادنا بالفوضى التي ستشهدها إذا وصل اليمين المتطرف إلى السلطة".
وحتى الآن، تشير استطلاعات الرأي إلى حصول هيدالغو على نسبة عالية من التوقعات، ففي آخر مسح أجرته "إيبسوس" لصالح مجلة "لوبس" و"فرانس إنفو"، ظهر أن عمدة باريس ستحصد 16 في المئة من الأصوات خلال الجولة الأولى إذا ما دعمها حزب "الخضر" فقط، مع العلم أن حظوظها لنيل ورقة الترشح عن الحزب الاشتراكي، المنتمية إليه، تبدو قوية.