رسائل تحذير متبادلة بين حكومة الاحتلال وحركتي حماس والجهاد عبر مصر

07 ابريل 2023
واجهت القاهرة صعوبات في إقناع الجانب الإسرائيلي "بترشيد الرد" على إطلاق الصواريخ (Getty)
+ الخط -

قادت مصر ليلة طويلة جديدة من اتصالات الوساطة بهدف منع اندلاع مواجهة عسكرية واسعة في قطاع غزة، في أعقاب التطورات التي شهدتها الأراضي المحتلة وغزة، أمس الخميس، بعد إطلاق مجموعة من الصواريخ من جنوبي لبنان.

وبحسب مصادر مصرية مطلعة على جهود الوساطة، فإن الوسطاء العرب واجهوا أزمة طوال ليل أمس بعدما أبدى الطرف الأميركي مرونة تجاه الموقف الإسرائيلي، ودعم خططه للرد على إطلاق الصواريخ من لبنان، لافتة إلى أن تلك الخطوة زادت المشهد تعقيداً، خاصة في ظل اعتبار الأمر من جانب واشنطن وتل أبيب تدخلا إيرانيا.

وعلم "العربي الجديد" أن القاهرة واجهت صعوبات كبيرة في إقناع الجانب الإسرائيلي "بترشيد الرد" على إطلاق الصواريخ، لمنع فتح الساحة أمام سيناريوهات أكثر تعقيدا، تمنح الفرصة لأطراف إقليمية لتوظيفها أوراقاً في إطار عمليات تفاوضية أوسع بقضايا المنطقة.

ووفقا للمصادر، فإن القاهرة، بعدما طالبت خلال اليومين الماضيين، الجانب الأميركي بالضغط على "إسرائيل" من أجل وقف الاقتحامات والانتهاكات من جانب الأمن الإسرائيلي في المسجد الأقصى، لما لذلك من تداعيات خطيرة تسمح لأطراف إقليمية باستخدامه في فتح جبهات جديدة، عادت لتؤكد خلال اتصالات الوساطة أن اتساع الرد الإسرائيلي سيفتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات غير محسوبة.

وأوضحت المصادر نفسها أن القاهرة تلقت ردوداً أميركية، وإسرائيلية، رافضةً مسألةَ تمرير خطوة إطلاق هذا العدد من الصواريخ من لبنان من دون رد قوي، مع مطالبة القاهرة في الوقت ذاته بنقل رسائل شديدة اللهجة بعدم التعاطي مع خطط أطراف إقليمية، في إشارة إلى إيران.

وتضمنت الرسائل الإسرائيلية تهديدات لحركتي حماس والجهاد، باعتبار قادة الصف الأول أهدافاً للضربات خلال الساعات القادمة وعدم الاكتفاء بضرب مواقع تابعة للحركتين.

وكشفت المصادر عن رسائل تصعيدية من جانب قيادتي حركتي حماس والجهاد خلال الاتصالات الأخيرة رافضة التهديدات الإسرائيلية.

ونقلت الحركتان، وفقا للمصادر المصرية، رسائل عكسية، عبر القاهرة، لحكومة الاحتلال، بأنهما مستعدتان لمواجهة مفتوحة، معتبرتين أن ذلك القرار هو بالأساس اختيار إسرائيلي بعد تواصل الاقتحامات وما سمّتاه الإجراءات الاستفزازية في المسجد الأقصى، مؤكدتين أن استهداف القيادات هو خط اللاعودة.

وأكدت قيادتا الحركتين اعتزازهما بأي أدوار داعمة من جانب أية أطراف إقليمية، بحسب المصادر، لتحركات الرد على انتهاكات الجانب الإسرائيلي، مع الإشارة إلى رفض حركة حماس إغراءات إسرائيلية في هذا الإطار لحزمة تسهيلات معيشية في قطاع غزة في إطار محاولات إسرائيلية لتحييدها.

وتوقعت المصادر دخول الأجواء في تهدئة تدريجية خلال الساعات المقبلة، وعدم الذهاب للتصعيد، معتبرة أن ما حدث خلال الساعات الماضية في إطار تبادل الرسائل فقط، ولا يمثل رغبة حقيقة في الذهاب إلى مواجهة شاملة.

المساهمون