يواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إجراء تغييرات داخل الجيش المصري، وقد أصدر، أول من أمس الثلاثاء، قراراً جمهورياً بتعيين اللواء بحري أركان حرب، أشرف إبراهيم عطوة مجاهد، قائداً للقوات البحرية، خلفاً للفريق أحمد خالد حسن سعيد. كما أصدر قراراً آخر بتعيين سعيد قائداً للقيادة الاستراتيجية ومشرفاً على التصنيع العسكري بدرجة نائب وزير.
وقال عسكري مصري سابق، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن تعيين الفريق أحمد خالد سعيد في منصب آخر بعد إنهاء خدمته في البحرية، واستبداله برئيس أركان القوات البحرية، أول من أمس، أمر متوقع يحدث بشكل دوري مع قادة الأفرع الرئيسية في الجيش المصري.
وأشار إلى أن هناك منصبين فقط داخل القوات المسلحة يعدان منصبين "سياسيين" وهما منصب وزير الدفاع، ومنصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وأوضح المصدر نفسه، أن المناصب القيادية داخل القوات المسلحة المصرية عادة ما يشغلها الشخص لمدة تتراوح ما بين عامين أو ثلاثة، حتى يسمح لمن ينتظر دوره في شغل المنصب، وعادة من ينتظر الدور يكون رئيس أركان السلاح.
تعيين سعيد في منصب مستحدث في القيادة الاستراتيجية، يأتي كمكافأة للرجل
ولفت المصدر العسكري إلى أن تعيين سعيد في منصب "مستحدث" في القيادة الاستراتيجية، يأتي كمكافأة للرجل، إذ إنه كان من الممكن أن يخرج مثل غيره من القيادة إلى التقاعد من دون تعيينه في أي منصب يحصل من خلاله على مكافآت مالية كبيرة.
وأشار المصدر إلى أن هذا المنصب تم استحداثه مع إقامة مقر قيادة الدولة الاستراتيجي ومركز القيادة والسيطرة في القوات المسلحة "الأوكتاغون" في العاصمة الإدارية الجديدة، موضحاً أن المركز تم إنشاؤه ليشكل عقل الدولة الحديث.
مراكز للسيطرة على إدارة المؤسسات المصرية
ويتضمن مقر قيادة الدولة الاستراتيجي في العاصمة الإدارية الجديدة، بحسب المصدر، عدداً من المراكز التي تضمن السيطرة والانسيابية في إدارة كافة مؤسسات الدولة والاستعداد لمجابهة أي أزمات أو حالات طوارئ.
وأضاف المصدر أن مقر القيادة الاستراتيجي "يحتوي على مركز لتنسيق أعمال دفاع الدولة، وكذلك مركز البيانات الاستراتيجي الموحد للدولة، والذي يحتوي على كافة البيانات الخاصة بمؤسسات الدولة، ومركز للتحكم في الشبكة الاستراتيجية المغلقة للسيطرة على الجهاز الإداري للدولة. بالإضافة إلى مركز الإدارة والتشغيل للتحكم في مرافق الدولة، ومركز للتحكم في شبكة الاتصالات الذي يضمن استمرار الاتصالات على مستوى الدولة".
كما يضم المقر "مراكز للسيطرة على خدمات الطوارئ والسلامة الميدانية، ومركز للتنبؤات الجوية أولاً بأول ليكون مستعداً لمجابهة التغيّرات الجوية المفاجئة، بالإضافة إلى مخازن ضخمة تؤمّن احتياجات الدولة من السلع الاستراتيجية".
وكان آخر ما شهده الفريق أحمد سعيد في منصبه كقائد للقوات البحرية المصرية، هو حضور فعاليات التدريب البحري المشترك المصري الروسي "جسر الصداقة -4" والذي نفذته وحدات من القوات البحرية المصرية والروسية، على مدار الأيام الماضية بالمياه الإقليمية في نطاق الأسطول الشمالي بمسرح عمليات البحر المتوسط.
وحسب بيان للجيش المصري، فقد اشتمل التدريب على عقد محاضرات نظرية لتوحيد المفاهيم بين عناصر القوات البحرية لكلا الجانبين، ومشاركة حاملة المروحيات من طراز ميسترال "جمال عبد الناصر"، إذ تم تنفيذ عدة تشكيلات بحرية، فضلاً عن تنفيذ رمايات المدفعية بالذخيرة الحية والدفاع ضد التهديدات غير النمطية. بالإضافة إلى تنفيذ تدريب للدفاع الجوي عن التشكيلات البحرية، وتأمين سفينة ذات شحنة هامة، وممارسة حق الزيارة والتفتيش، وتنفيذ أعمال التصوير الجوي.
كما نفذت عناصر القوات الخاصة البحرية لكلا الجانبين عدداً من الأنشطة المشتركة تضمنت رماية تكتيكية بالأسلحة الصغيرة ورماية القناصة، فضلاً عن التدريب على أعمال قتال المدن والأماكن الضيقة.
وقال بيان الجيش المصري إن التدريب "جسر الصداقة - 4"، "جاء في ضوء تنامي علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والروسية، ولتعظيم الاستفادة من القدرات الثنائية لكلا الجانبين، وتبادل الخبرات في أسلوب تأمين مسارح العمليات البحرية ضد العدائيات المختلفة".
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول الحالي، حضر الفريق أحمد سعيد المرحلة الختامية للتدريب، إلى جانب الفريق بحري رومانوف أركادي، نائب قائد أسطول البحر الأسود، والسفير الروسي في القاهرة غيورغي بوريسينكو، وعدد من قادة القوات المسلحة المصرية والروسية.
تولى مجاهد وظائف قيادية مختلفة ضمن التشكيلات البحرية
من هو اللواء أشرف مجاهد؟
وتخرج قائد القوات البحرية الجديد، اللواء بحري أركان حرب أشرف إبراهيم عطوة مجاهد (60 عاماً) في عام 1983، وحصل على بكالوريوس في الدراسات البحرية، كما حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية.
تولى مجاهد وظائف قيادية مختلفة ضمن التشكيلات البحرية؛ من قائد لواء المدمرات، إلى قائد قاعدة بورسعيد البحرية، وقائد قاعدة البحر الأحمر البحرية، وقائد الأسطول الجنوبي، ورئيس شعبة التدريب البحري، ورئيس شعبة العمليات البحرية، وأخيراً رئيس أركان القوات البحرية، ونائب قائد القوات البحرية.
وحصل مجاهد على وسام الواجب العسكري من الطبقة الثالثة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية 25 يناير، وميدالية الخدمة الممتازة، ووسام الواجب العسكري من الطبقة الأولى، وميدالية 30 يونيو.
وكان السيسي قد أصدر في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قراراً بتعيين الفريق أسامة عسكر رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة. وفي قرار آخر، عيّن الرئيس المصري الفريق محمد فريد حجازي رئيس الأركان المنتهية ولايته، مستشاراً لرئيس الجمهورية لمبادرة "حياة كريمة".
وتأتي التغييرات الجديدة، في وقت يشهد فيه المجلس العسكري، إعادة هيكلة جديدة، ربما تشمل تغييراً في مناصب أعلى بوزارة الدفاع، مع أقرب تعديل وزاري.