رسائل إيرانية لواشنطن وباريس: التفاوض مرفوض والاتفاق النووي منعزل عن الأوضاع الداخلية

17 مارس 2021
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (Getty)
+ الخط -

جدد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، رفض بلاده التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، معللا الرفض بأنه "لا يوجد شيء نتفاوض عليه"، مع اتهامها بممارسة الضغوط للحصول على "تنازلات جديدة"، في حين رفض مجلس الأمن القومي الإيراني ربط التفاوض على الاتفاق النووي بالأوضاع الداخلية في البلاد.

وقال ظريف، في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، إن عودة الإدارة الأميركية إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لا تحتاج إلى التفاوض، رابطا التزام إيران بالاتفاق بعودة واشنطن إليه وتنفيذها التزاماتها.

وقدم ظريف سردا عن تطورات الاتفاق النووي منذ التوصل إليه  عام 2015 إلى الانسحاب الأميركي منه عام 2018 وما تبعه من عقوبات على طهران، وأوضح أن "هناك اتفاقا تفاوضنا عليه مع الذين هم اليوم في البيت الأبيض والخارجية الأميركية وهم يعلمون جيدا ما عليهم فعله للعودة إلى الاتفاق".

واتهم ظريف الإدارة الأميركية الراهنة بأنها "تسعى إلى تحصيل تنازلات جديدة من إيران من خلال الضغوط والتنمر".

إلى ذلك، علّق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الأربعاء، على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بشأن أسباب استمرار أزمة تنفيذ الاتفاق النووي، قائلا إنها غير مرتبطة بأوضاع إيران الداخلية.  

وقال شمخاني، في تغريدة عبر "تويتر"، إنه "لن يحدث أي تغيير ما لم تتخذ أميركا خطوة مؤثرة لرفع العقوبات الظالمة. المأزق الراهن ليس تكتيكيا وغير مرتبط بالوضع الداخلي بل هو مرتبط باستراتيجية الغرب الماكرة". 

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد قال، أمس الثلاثاء، إن "مشاكل تكتيكية" و"أوضاع إيران الداخلية" تشكل عقبات أمام إحياء المباحثات النووية مع طهران. وذلك في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع إجراؤها يوم 18 حزيران/يونيو المقبل. 

وأضاف لودريان أن "عودة إيران إلى تعهداتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة تشكل نقطة البداية لنقاش أوسع حول الوضع الإقليمي وبرنامج إيران الصاروخي".  

 

واليوم الأربعاء، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في كلمة باجتماع الحكومة، أن "الظروف اليوم باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لرفع العقوبات"، قائلا إن "الأميركيين أعلنوا صراحة أن سياسة الضغوط القصوى قد فشلت ونريد العودة إلى الاتفاق النووي"، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن "هذه الأقوال غير كافية ونحن ننتظر الأفعال".  

واتهم الرئيس الإيراني من سمّاهم بـ"أقلية" في الداخل الإيراني بـ"عرقلة" رفع العقوبات، مضيفا أن "أي معسكر وتيار ومجموعة تؤخر رفع العقوبات ولو لساعة لأي سبب كان فإنها قد ترتكب خيانة كبيرة بحق الشعب الإيراني". 

وتشترط إيران رسميا رفع العقوبات "عمليا"، وليس على الورق، للعودة إلى تنفيذ تعهداتها النووية التي أوقفتها خلال العامين الأخيرين، رافضة في الوقت ذاته الدخول في أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة قبل إلغاء العقوبات، في حين تطالب الأخيرة طهران بالعودة أولا إلى تنفيذ كامل تعهداتها النووية والدخول في المفاوضات قبل رفع العقوبات، رافضة أيضا تقديم أي تحفيزات لها قبل بدء هذه المفاوضات. علاوة على ذلك، تطالب الإدارة الأميركية والأطراف الأوروبية بتوسيع الاتفاق النووي ليشمل أيضا برنامج إيران الصاروخي وسياساتها الإقليمية، غير أنها ترفض ذلك معتبرة أنها "خطوط حمراء". 

دلالات
المساهمون