اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، يوم الخميس، قوات الدعم السريع في السودان والمليشيات المتحالفة معها بارتكاب جرائم اغتصاب في دارفور ضد عشرات النساء والفتيات.
وطالبت المنظمة الحقوقية، في بيان، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق بالموضوع، مشيرة إلى أن "العنف الجنسي المرتكب في سياق النزاعات المسلحة يمكن أن يرقى لنطاق جرائم ضد الإنسانية، إذا كان جزءاً من هجوم واسع النطاق أو ممنهج".
وأضافت المنظمة أن "عمليات الاغتصاب حدثت بين أواخر إبريل/نيسان ويونيو/حزيران من العام الجاري في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، كما ضد أولئك الفارين إلى تشاد"، وبحسب المنظمة يبدو أنه تم استهداف النساء بسبب انتمائهن الإثني أو العرقي وفي بعض الحالات "كونهن ناشطات معروفات".
وقالت المنظمة إن الهجمات في مدينة الجنينة بدأت "في 24 إبريل/نيسان واستمرت حتى أواخر يونيو/حزيران، وتسببت في سقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين، واضطر أكثر من 366 ألف شخص إلى الفرار إلى تشاد المجاورة"، وطالبت المنظمة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بعقد اجتماع مفتوح للحصول على إحاطة من قبل الممثلة الخاصة للأمين العام بشأن العنف الجنسي في حالات النزاع.
تقرير مروع
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، رداً على أسئلة لـ"العربي الجديد" في نيويورك حول التقرير وما إذا كانت هناك أي تحقيقات من قبل مؤسسات الأمم المتحدة حول الموضوع: "لا علم لدي بأي تحقيقات معينة جارية داخل منظومة الأمم المتحدة حول الموضوع. ومن الواضح أن مجلس حقوق الأنسان له القرار الخاص به (حول إجراء تحقيق أو عدمه)"، وأضاف دوجاريك: "في ما يخص التقرير (الصادر عن رايتس ووتش) فإنه تقرير مروع، وللأسف ليس مفاجئاً".
وأكد دوجاريك: "نحن على علم بتقارير عن ارتكاب خروقات لحقوق الإنسان (في السودان) بما فيها العنف الجنسي ضد نساء وفتيات في مناطق متفرقة من السودان، وهذا أمر مأساوي ويبدو أنه يحدث بشكل منتظم خلال هذا الصراع"، مشدداً على أن الأمم المتحدة مستمرة في جهود الوساطة بين أطراف النزاع وأن هناك عددا من المسارات التي تعمل عليها أكثر من جهة، وعبر عن أمله أن تنخرط أطراف النزاع في محادثات السلام بشكل أكبر بدلا من الانخراط في الاقتتال.
78 امرأة تعرضت للاغتصاب أو التحرش
وشددت مسؤولة قسم الأزمات والنزاع في هيومن رايتس ووتش، بلقيس والي، على ضرورة أن "يظهر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة للمسؤولين عن الانتهاكات أن العالم يراقبهم وأن يتخذ خطوات عاجلة لوضع حد لهذه الفظائع".
وقامت المنظمة بإجراء مقابلات شخصية في تشاد مع تسع نساء وفتاة تبلغ 15 عاماً، تعرضن للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي، ويشير التقرير كذلك إلى تعرض أربع نساء لعمليات اغتصاب متكررة من عدة رجال.
وأجرت المنظمة مقابلات كذلك مع شهود عيان وعاملين في المجال الإنساني والطبي قدموا الدعم لنساء تعرضن للاغتصاب أو التحرش الجنسي، وتشير المنظمة إلى توثيقها لجرائم اغتصاب وتحرش جنسي ضد 78 امرأة وفتاة.