توعّد رئيس لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج حلمي البلبيسي، يوم الخميس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدفع الثمن غالياً في حال استمرارها في فرض الحصار على مخيم شعفاط، والبلدة القديمة في القدس المحتلة، داعياً الفلسطينيين، في المناطق المحتلة عام 48 والضفة الغربية والقدس، إلى أن يهبوا لنجدة المخيم وفك الحصار عنه، ورفض العدوان المستمر عليه.
وقال البلبيسي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحصار المشدد على المخيم هو خطوة غير محسوبة سيدفع الاحتلال ثمنها تصعيدا لعمليات المقاومة الفلسطينية.
وطالب البلبيسي بـ"حالة من العصيان المدني والثورة العارمة من خلال الوصول إلى الحواجز والطرقات المؤدية إلى المخيم، والرباط فيها، والاشتباك مع المحتل في كافة نقاط التماس".
وشدد على أن "المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني على استعداد للتضحية والدفاع عن المخيم"، مؤكداً أن "الاحتلال لن يستطيع كسر شوكة المقاومة التي تتنامى وتتصاعد في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس" المحتلة.
وعلى مدى أيام، استمرت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت المخيم عقب عملية إطلاق نار أدّت إلى مقتل جندية للاحتلال، وإصابة عسكريَّين اثنين، على حاجز شعفاط.
ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في محاصرة مدينة نابلس، لليوم الثاني على التوالي، فيما قررت لجنة الطوارئ العليا في نابلس رفع جاهزيتها، والبقاء في حالة انعقاد دائم، "تحسباً لأي طارئ، ومن أجل توفير مقومات الصمود كافة، وتقديم الخدمات لأبناء المدينة".
وكانت مدينة نابلس، قد شهدت، أمس الأربعاء، إضراباً عاماً وشاملاً، تلبية لدعوة مجموعات عرين الأسود، تضامناً مع أهالي مخيم شعفاط في القدس المحتلة.
وحول هذه التطورات، أوضح البلبيسي أن "المقاومة تسير باتجاه المزيد من الانتصارات والإنجازات، وستجبر الاحتلال على التراجع وفك الحصار، والانسحاب من بعض المناطق التي تزيد فيه خسائره عن التوقعات".
وأكد البلبيسي أن "الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل أصبح واثقاً من أن التعامل مع المحتل يأتي عبر خيار المقاومة والمواجهة الجادة، والتي أصبحت تشكل حالة من القلق للاحتلال حيث باتت الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة تجهد في إعداد اقتراحات لكيفية السيطرة على الهبة والانتفاضة الفلسطينيتين".
ولفت إلى أن "بوادر الانتصارات التي تجنيها المقاومة وحاضنتها الشعبية، أصبحت تطفو على السطح، عبر مزيد من الخلافات التي تعتري النخبة الحاكمة لدى الاحتلال، وهذا نتاج حالة الصمود والتحدي التي يُبديها الشعب الفلسطيني، من خلال التمسك بأرضه وخياراته وثوابته بالعودة والتحرير".
وطالب البلبيسي "الأمة العربية والإسلامية بما فيها جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكل أحرار العالم، بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لنضال الشعب الفلسطيني العادل، في ظل العدوان الإسرائيلي المفروض عليه، والذي تتعرض فيه مدينة القدس المحتلة لتهديد حقيقي".
ووجه في ختام حديثه "دعوة لجموع المسلمين في العالم لأن يهبوا لأداء صلاة الفجر العظيم، يوم غدٍ الجمعة، في كافة المساجد، كرسالة تحدٍّ للاحتلال، ودعم ومؤازرة للشعب الفلسطيني المحاصر، مشدداً على ضرورة الالتفاف حول القدس وفلسطين، والدفاع عنها وعن مقدساتها من دنس المحتل الغاصب".