رفض رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، اليوم الجمعة، أي إمكانية للتفاوض مع المحتجين، رافعاً سقف تهديداته قائلاً إنه أعطى الأمر بإطلاق النار على من وصفهم بـ"المجرمين"، بعد أيام من أعمال الشغب الدامية في البلاد.
وقال توكاييف في كلمة له بثتها القنوات الكازاخية: "أصدرت أمراً لجهات الأمن والجيش بإطلاق النار من دون إنذار. تصدر في الخارج دعوات لإجراء المفاوضات للتسوية السلمية للمشكلة. ما هذه الحماقة! ما هي المفاوضات التي يمكن إجراؤها مع المجرمين والقتلة؟".
وزعم أنّ أفراد الشرطة والجيش واجهوا "قطّاع طرق مسلحين ومدربين" من السكان المحليين والأجانب، مضيفاً: "يجب القضاء عليهم، وسيتم عمل ذلك في أقرب وقت".
وأكد أن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي وصلت إلى كازاخستان، ستؤدي مهام توفير الغطاء والتموين، متقدماً بالشكر لقادة الدول الأعضاء في المنظمة على سرعة الاستجابة، وبصفة خاصة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومعرباً عن ثقته في تجاوز "الخط الأسود" في تاريخ البلاد قريباً.
وفي وقت سابق اليوم، قال توكاييف في بيان، بحسب ما نقلته الخدمة الصحافية للرئاسة، إنّ "قوات إرساء النظام تبذل جهوداً حثيثة، والنظام الدستوري أعيد إلى حد كبير في كافة المناطق"، مؤكداً أنّ عمليات إعادة النظام ستستمر "حتى القضاء على الناشطين بشكل كامل".
وعقد توكاييف اجتماعاً، صباح الجمعة، بمشاركة قيادة الإدارة الرئاسية ومجلس الأمن وقوات الأمن.
وبحسب بيان الرئاسة، ناقش الرئيس خلال الاجتماع "الوضع العملياتي في البلاد، ومسار عملية مكافحة الإرهاب، والوضع في المناطق".
وفي الأثناء، تجددت الاشتباكات في محيط مقر الرئاسة في العاصمة السابقة ألما آتا، إذ أفادت وسائل إعلام كازاخية وروسية بسماع دوي إطلاق نار كثيف أسفر عن وقوع قتلى لا تزال جثامينهم ملقاة بساحة الجمهورية المجاورة.
وأعلنت السلطات في كازاخستان، الجمهورية السوفييتية السابقة التي تشهد احتجاجات غير مسبوقة، "تصفية" 26 "مجرماً مسلحاً" واعتقال أكثر من ثلاثة آلاف ممن وصفتهم بـ"هؤلاء المجرمين".
وأعلنت وزارة الداخلية الكازاخية، في بيان، "تصفية" 26 "مجرماً مسلحاً" واعتقال أكثر من ثلاثة آلاف من "هؤلاء المجرمين"، مشيرة إلى مقتل 18 من أفراد الشرطة والحرس الوطني، وإصابة 748 آخرين، منذ بداية الاحتجاجات هذا الأسبوع.
وكانت أمانة منظمة معاهدة الأمن الجماعي قد قالت، أمس الخميس، إنّ قوات روسية انتشرت في كازاخستان، الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، ضمن قوة لـ"حفظ السلام" تضم جنوداً من أربع جمهوريات سوفييتية سابقة أخرى.
Bursts of gunfire heard on the streets of Kazakhstan's largest city Almaty as Moscow-led troops arrive to help quell mass unrest that has left dozens dead and hundreds detainedhttps://t.co/kV19K58gba pic.twitter.com/ewXxcODJHu
— AFP News Agency (@AFP) January 7, 2022
وحذّرت الولايات المتحدة، أمس الخميس، القوات الروسية التي تم نشرها في كازاخستان من السيطرة على مؤسسات الجمهورية السوفييتية السابقة، مشيرة إلى أنّ العالم سيراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان.
وأفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الصحافيين بأنّ "الولايات المتحدة، وبصراحة، العالم سيراقب للكشف عن أي انتهاك لحقوق الإنسان"، مضيفا: "سنراقب أيضاً للكشف عن أي خطوات قد تمهّد للسيطرة على مؤسسات كازاخستان".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الخميس، جميع الأطراف في كازاخستان إلى ضبط النفس والامتناع عن العنف.
وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم في نيويورك، إنّ "الأمم المتحدة أجرت العديد من الاتصالات مع السلطات في كازاخستان، والأمين العام أنطونيو غوتيريس دعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن العنف وتعزيز الحوار".
الكويت تحذر رعاياها في كازاخستان
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية، اليوم الجمعة، أنّ سفارة الكويت في كازاخستان أهابت برعاياها إلى مغادرة البلاد "حفاظاً على سلامتهم". وحثت السفارة الكويتيين الراغبين في السفر إلى كازاخستان على تأجيل سفرهم "نظراً لاستمرار حالة الطوارئ".
وأسفرت الاحتجاجات وأعمال الشغب المستمرة في كازاخستان منذ بداية العام الجديد، على خلفية زيادة أسعار الغاز للسائقين، عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، ونهب المتاجر والمصارف ومكاتب البريد، واقتحام مؤسسات الدولة ومديريات الشرطة.
وعلى الصعيد السياسي، أدت الأزمة الراهنة إلى إقالة الحكومة وإبعاد الرئيس السابق نورسلطان نزارباييف، الملقب بـ"زعيم الأمة"، عن السلطة بشكل نهائي، بعد تولي توكاييف رئاسة مجلس الأمن خلفاً له.