رئيس حكومة النيجر يزور الجزائر بعد تجاوز أزمة الوساطة

12 اغسطس 2024
رئيس وزراء النيجر بعد وصوله إلى الجزائر، 11 أغسطس 2024 (وكالة أنباء الجزائر/إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة رسمية لتعزيز العلاقات:** وصل رئيس حكومة النيجر علي محمد لمين زين إلى الجزائر لتعزيز العلاقات بعد أزمة دبلوماسية في أكتوبر 2023، حيث استقبله وفد رفيع المستوى.
- **تعاون في مجالات متعددة:** الزيارة تهدف إلى تطبيع التعاون في السياسة، الأمن، التجارة، والطاقة، مع التركيز على استئناف التنقيب عن النفط والغاز وتنفيذ خط أنبوب الغاز نيجيريا-النيجر-الجزائر.
- **تأمين التجارة والطاقة:** تبحث النيجر عن تأمين حاجياتها من الطاقة وزيادة التجارة مع الجزائر، خاصة بعد إغلاق بنين حدودها وتوقف إمدادات الطاقة من نيجيريا.

وصل رئيس الحكومة وزير الاقتصاد والمالية لدولة النيجر علي محمد لمين زين، ليل الأحد - الاثنين، إلى الجزائر في زيارة رسمية. وتعدّ الزيارة خطوة بارزة تعزز مؤشرات تجاوز تام لمخلفات أزمة دبلوماسية في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت قد طرأت على العلاقات بين البلدين.

وحظي زين باستقبال رفيع لدى وصوله إلى مطار الجزائر الدولي، بوفد ضم كل من رئيس الحكومة الجزائرية نذير العرباوي ووزير الخارجية أحمد عطاف، والأمين العام لوزارة الدفاع الوطني اللواء محمد الصالح بن بيشة، إضافة الى وزير الطاقة والتجارة. ويؤشر ذلك إلى اهتمام جزائري لافت بإعادة تطبيع علاقات التعاون في كل المجالات السياسية والأمنية والتجارة والطاقة مع الدولة الجارة، التي تقع على الحدود الجنوبية للجزائر.

وتعد هذه الزيارة الثانية لمسؤول حكومي رفيع من النيجر إلى الجزائر، بعدما نجح البلدان في تجاوز تداعيات أزمة الوساطة التي طرأت على العلاقات بين الجزائر والنيجر في أكتوبر 2023، حيث كان وزير خارجية النيجر باكاري ياو سانغاري قد زار الجزائر في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتأتي زيارة علي زين بعد أقل من أسبوع على استقباله في نيامي وفدا حكوميا جزائريا رفيعا بقيادة وزير الطاقة محمد عرقاب، تم خلاله الاتفاق على استئناف شركة المحروقات الجزائرية سلسلة الاكتشافات والتنقيب عن النفط والغاز في منطقة كفرا، شمالي النيجر، القريبة من الحدود مع الجزائر، وتفاهمات مهمة تخص التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، وتنفيذ خط أنبوب الغاز العالم للصحراء، نيجيريا النيجر الجزائر.

وفي شهرمايو/أيار الماضي طلبت الحكومة النيجرية مساعدة من الجزائر لتأمين المسالك التجارية بين البلدين بهدف تسهيل التجارة، بفعل تزايد نشاط المجموعات المسلحة في شمال النيجر قرب الحدود مع الجزائر، وخاصة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان قد أمر الحكومة الجزائرية بتعزيز التجارة بنظام "المقايضة" التجارية مع النيجر (سلع مقابل سلع بدون معاملات مالية)، وتوسيع لائحة السلع التي يمكن أن تستفيد من نظام المقايضة بالسلع والبضائع ودون معاملات نقدية.

وتؤكد زيارة رئيس حكومة النيجر إلى الجزائر لبحث قضايا سياسية واقتصادية وأمنية تخص الأمن على الحدود والأمن في منطقة الساحل، خاصة في ظل التطورات في شمالي مالي وجنوبي ليبيا، أن أزمة أكتوبر 2023 باتت من الماضي وتم تجاوزها بالكامل. وتبحث النيجر عن زيادة تجارتها مع الجزائر، وتأمين حاجياتها من الطاقة من الجزائر، بعد قرار بنين إغلاق حدودها البرية مع النيجر، وتوقيف نيجيريا إمدادات الكهرباء والطاقة إلى نيامي، وتداعيات العقوبات التي كانت قد قررتها مجموعة إيكواس ضد النيجر منذ الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في أغسطس/ آب 2023.

وكانت أزمة عابرة قد طرأت على العلاقات بين الجزائر والنيجر عقب الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في أغسطس 2023، تلاها اعتراض نيامي على مشروع الوساطة الجزائرية لحل الأزمة في النيجر، ووصفت الجزائر حينها موقف نيامي بأنه "موقف غير ودي"، كما تبادل البلدان في تلك الفترة استدعاء السفراء.