- الانتخابات تمثل أول استحقاق رئاسي في منطقة الساحل الأفريقي بعد موجة الانقلابات، وتأتي بعد ثلاث سنوات من استيلاء ديبي على السلطة عقب وفاة والده.
- ديبي يتعهد بتعزيز الأمن وسيادة القانون وزيادة إنتاج الكهرباء، مؤكدًا على إكمال عملية الانتقال السياسي، فيما يستبعد المجلس الدستوري عشرة مرشحين للرئاسة بسبب مخالفات.
قالت هيئة الانتخابات الحكومية في تشاد، يوم الخميس، إن الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي فاز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في السادس من مايو/أيار بعد حصوله على 61.3 بالمائة من الأصوات متفوقاً على رئيس وزرائه سوكسيه ماسرا الذي حصل على 18.53 في المائة. وفيما من المقرر أن يصادق المجلس الدستوري على النتائج، أوردت وكالة "رويترز" أن الهيئة استندت إلى نتائج أولية حتى مع إعلان منافسه الرئيسي فوزه أيضا. وجرت الانتخابات الرئاسية في تشاد الاثنين الماضي، وهي أول انتخابات رئاسية بمنطقة الساحل الأفريقي منذ موجة من الانقلابات، وذلك بعد ثلاث سنوات من استيلاء القائد العسكري محمد إدريس ديبي على السلطة في البلاد.
وكان الجيش أعلن محمد إدريس ديبي رئيساً انتقالياً في العشرين من إبريل/نيسان 2021، على رأس مجلس عسكري انتقالي يضم 15 جنرالاً، في اليوم نفسه لإعلان وفاة والده إدريس ديبي إتنو، الذي قتل بالرصاص على الجبهة بعدما حكم تشاد بقبضة حديدية طوال ثلاثين عاماً. وواجه ديبي في الانتخابات ماسرا الذي كان في السابق معارضاً سياسياً، وفرّ إلى خارج البلاد في العام 2022، ولكن تم السماح له بالعودة بعد عام. وخاض أيضاً السباق، الذي كان معروفة نتائجه سلفاً، رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي، وسبعة مرشحين آخرين من بينهم امرأة.
وتعهد ديبي، الذي أدلى بصوته في انتخابات تشاد في ساعة مبكرة الاثنين، بتعزيز الأمن وسيادة القانون وزيادة إنتاج الكهرباء. وقال في منشور على "فيسبوك" بعد التصويت: "اليوم أتعهد بتنفيذ التزام رابع وهو إكمال عملية الانتقال (السياسي) التي بدأت في البلاد منذ ثلاث سنوات. والأمر الآن في يد الشعب الذي يجب أن يُقبل على التصويت بكثافة لاختيار رئيسه". وأعلن المجلس الدستوري في تشاد في مارس/ آذار الماضي، إسقاط عشرة مرشحين للرئاسة، من بينهم المعارضان الشرسان للمجلس العسكري الحاكم ناصر إبراهيم نيغي كورسامي ورخيص أحمد صالح. واعتبر المجلس أن ملفات ثمانية مرشحين من أحزاب صغيرة والمعارضين كورسامي وصالح "غير مطابقة" و"غير مقبولة"، وأرجع ذلك خصوصاً إلى مخالفات في الوثائق الإدارية المطلوبة.
وجاء رفض ترشيح المعارضين الرئيسيين للمجلس العسكري بعد أقل من شهر من مقتل المنافس السياسي الأبرز للجنرال ديبي، ابن عمته يحيى ديلو دجيرو الذي قتل في 28 فبراير/ شباط الماضي برصاص قوات الأمن في هجوم على مقر "الحزب الاشتراكي بلا حدود" الذي كان يتزعمه. وتزامنت الانتخابات مع انسحاب مؤقت للقوات الأميركية من تشاد الحليف المهم للغرب في منطقة غرب ووسط أفريقيا. وفي حال تأكيد حصول ديبي على 61.3 بالمائة من الأصوات في النتائج النهائية للانتخابات لن يتم اللجوء إلى جولة ثانية يوم 22 يونيو/ حزيران، التي تجرى إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات.
(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)