وجّه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بإجراء تقييم شامل لأداء قيادات جهاز الاستخبارات، مؤكداً توفير الدعم اللازم لتنشيط عمل الجهاز، فيما أكدت قيادة الجيش قتل أكثر من 300 عنصر من تنظيم "داعش" خلال عام 2022.
ومساء أمس السبت، ترأس السوداني الاجتماع الدوري للهيئة الوطنية للتنسيق الاستخباري، بحضور مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، ورئيس أركان الجيش، عبد الأمير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة، قيس المحمداوي وقادة الوكالات الاستخبارية. ووفقاً لبيان لمكتبه، فإن "الاجتماع ناقش واقع أجهزة الاستخبارات لعام 2022، والقدرات المتاحة التي تمكّنها من تطوير مستوى أدائها، وتحديد أولويات العمل الاستخباري لعام 2023، إلى جانب استعراض أهم المشاكل وسبل تجاوزها".
وأشاد السوداني بـ"الدور الكبير الذي تؤديه أجهزتهم في ملاحقة الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة والمخدرات، وجهودها في العمليات النوعية التي تحققت قبل أيام"، مؤكداً "توفير الدعم الكامل لأجهزة الاستخبارات من أجل تطوير القدرات الفنية والبشرية، ووجّه بضرورة تعزيز التعاون والتنسيق العالي من خلال الاندماج والعمل المشترك".
وأمر السوداني بـ"إجراء تقييم شامل لأداء جميع القيادات العاملة في قطاع الاستخبارات"، مشدّداً على أنّ "العمل الاستخباري يُعد عملاً تخصصياً، يحتاج إلى النوع لا الكم". ودعا جميع القادة المعنيين إلى العمل على "تطوير المنظومة الاستخبارية، بما يساعد في اتخاذ التدابير اللازمة، لتجنب الخروقات الأمنية وتنفيذ عمليات استباقية نوعية".
ومن المفترض أن تُشكَّل لجنة خاصة على مستوى عالٍ لتقييم أداء قيادات الجهاز، وأن تباشر عملها خلال الأيام المقبلة، بحسب التوجيهات التي شددت على سرعة الإنجاز، وهذا ما أكده ضابط رفيع في قيادة الجيش. وقال الضابط لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "التقييم ستعقبه تغييرات في قيادة الجهاز بحسب مستويات أدائهم".
وأكد أن "هناك مؤشرات سلبية على عدد من القيادات"، مبيناً أن "اللجنة التي ستشكل سترفع تقريرها بأقرب وقت إلى السوداني لاتخاذ قراراته بشأنها".
وأجرت القيادات الأمنية العراقية، الأسبوع الفائت، مراجعة شاملة للخطط الاستخبارية برصد تحركات بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي في المحافظات العراقية، لأجل إفشالها قبل التنفيذ، فيما أكدت وضع استراتيجية ميدانية جديدة لتحركات الجيش بموازاة المعلومات الاستخبارية، وقد نفذت ضربات جوية أوقعت قتلى في صفوف التنظيم، استناداً إلى المعلومات الاستخبارية.
إلى ذلك، أعلنت قيادة الجيش العراقي قتل أكثر من 300 عنصر من "داعش"، خلال عملياتها للعام الماضي. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة للجيش، اللواء تحسين الخفاجي، إن "عام 2022 شهد تحقيق الكثير من الإنجازات المهمة في العمل الميداني، من بينها قتل 311 إرهابياً، بينهم 213 بنيران سلاح الجو، وقتل 98 آخرين بعمليات مختلفة"، مبيناً في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، مساء أمس، أن "أغلب القتلى قيادات مهمة بداعش، وهو ما أسهم بتدمير منظومة القيادة والسيطرة لدى تلك العصابات".
وأضاف أن "عام 2022 شهد إحكام قبضة القوات الأمنية على الحدود العراقية السورية ومنع أية عمليات تسلل، وهو ما أدى إلى قطع طريق إمدادات العدو بالأفراد والمعدات، وأيضاً شهد العام تشكيل خلية الاستهداف بقيادة العمليات المشتركة، التي اضطلعت بمهمتين أساسيتين، هما المحافظة على المواطنين، من جهة، والبنى التحتية من جهة أخرى بمناطق العمليات الأمنية في أثناء الاشتباك مع العدو أو في أثناء الضربات الجوية".
وتابع قائلاً إن "العمليات المشتركة تأمل أن يكون هناك مجال أكبر في التسليح والتدريب في عام 2023 لرفع القدرات ومواصلة ملاحقة الإرهاب والقضاء على ما بقي من عناصره في مناطق الفراغات الأمنية".
ويُعَدّ التحدي الأمني واحداً من أبرز التحديات التي تواجهها حكومة السوداني، ولا سيما مع التراجع الأمني الذي سُجِّل في الأيام الأخيرة، والذي دفع باتجاه تكثيف العمليات العسكرية والضربات الجوية للسيطرة على الوضع ومنع هجمات "داعش".