يزور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، محافظة ديالى لعقد اجتماعات مع الحكومة المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة، إضافة إلى شيوخ العشائر، بسبب التوتر الأمني على خلفية تكرار عمليات الاغتيال.
ووصل السوداني إلى ديالى، حسب وكالة الأنباء العراقية، على رأس وفد عسكري وأمني كبيرين.
وتتزايد المطالبات الشعبية للحكومة العراقية بإعلان محافظة ديالى منزوعة السلاح، وسحب القرار الأمني من المليشيات والجماعات المسلحة، والدفع بقوات أمنية إضافية إلى مدن المحافظة، بعد تسجيل هجوم جديد في ساعة متأخرة من ليل الإثنين-الثلاثاء، أدّى إلى مقتل 8 مدنيين وإصابة اثنين آخرين من أسرة واحدة، بينهم نساء، شرقي المحافظة.
وقال مصدر مسؤول في حكومة ديالى المحلية، لـ"العربي الجديد"، إن "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وصل إلى المحافظة على رأس وفد أمني كبير يضم قيادات أمنية وعسكرية، لعقد اجتماعات مع الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية في ديالى والعشائر لبحث الخروقات الأمنية المتكررة، والعمل على إيجاد حلول تحد من تلك الخروقات، التي باتت تهدد السلم الأهلي والمجتمعي".
وبيّن المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "محافظة ديالى شهدت إجراءات أمنية مشددة منذ ساعات الصباح الأولى، من أجل تهيئة الظروف لزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للمحافظة، إذ كان وصل وزير الداخلية عبد الأمير الشمري وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية للمحافظة من أجل ترتيب ملفات الاجتماعات للسوداني".
وأضاف أن "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سيصدر خلال زيارته لمحافظة ديالى عددا من القرارات الأمنية، منها تغيير بعض القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة، مع تحويل في مهام بعض الفرق العسكرية والأمنية".
من جهته، قال القيادي في الإطار التنسيقي، تركي العتبي، الذي يجمع الكتل والأحزاب القريبة من إيران، في تصريح صحافي، إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يزور ديالى ظهر اليوم ويعقد لقاءات موسعة مع القيادات الأمنية والحكومية والعشائرية لبحث 6 ملفات هامة، أبرزها الأمن وتداعيات الهجمات الأخيرة وسبل تعزيز الاستقرار".
وأضاف العتبي أن "الزيارة هي الأولى للسوداني بعد تسلمه منصب رئاسة الوزراء"، مؤكداً أن "قرارات مهمة ستصدر عقب زيارته التي ينظر إليها بأنها ستكون مهمة من ناحية طبيعة التحديات الراهنة في ديالى".
في المقابل، قال الباحث في الشأن السياسي والأمني العراقي، غازي فيصل، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "ما تشهده ديالى أمر خطير جداً ويدعو إلى التدخل العاجل لوقف هذه الخروقات، التي تهدد بشكل حقيقي السلم الأهلي والمجتمعي وتهدف إلى الاقتتال الأهلي".
وبيّن فيصل أن "ما يجري في ديالى سببه السلاح المنفلت لدى العشائر والفصائل المسلحة، وهذا يهدد السلم الأهلي، مع وجود تراخ في الملف الأمني وعدم التصدي لهذه الظاهرة، بسبب المصالح الشخصية والأجندات السياسية".
وأضاف أن "زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لمحافظة ديالى مهمة في الوقت الحاضر، لكنها يجب أن يجري خلالها اتخاذ إجراءات حازمة تحد من الخروقات الأمنية، مع ضرورة إرسال قوة أمنية لها صلاحيات واسعة في التعامل مع أي خرق أمني وتصرف خارج عن القانون، وتكون بعيدة عن التدخلات السياسية والضغوطات من قبل المليشيات المسلحة".
ويأتي التصعيد الأمني الجديد بعد سلسلة من الأحداث الأمنية الدامية التي شهدتها المحافظة خلال الشهر المنصرم، كان أبرزها مقتل وإصابة 17 مدنياً بهجمات نفذتها مليشيات مسلحة، على قرية الجيايلة شرقي ديالى، أعقبتها عمليات اغتيال طاولت طبيباً بارزاً ثم ضابطاً بالجيش العراقي السابق.
وتُحمّل الأوساط الشعبية في محافظة ديالى المليشيات المسلحة المسؤولية عن استمرار التوتر الأمني في المحافظة، مطالبة الحكومة بحصر الملف الأمني في قوات الجيش والشرطة فقط.