توجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، صباح اليوم الخميس، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية، على رأس وفد حكومي رفيع، سيبحث خلالها ملفات التعاون الأمني والمعلوماتي وفرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي.
وتلقى السوداني، في الرابع من فبراير/ شباط الجاري، دعوة رسمية لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال استقباله وزير العدل الإماراتي عبد الله سلطان بن عواد النعيمي، الذي نقل رسالة خطية من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسوداني.
ووفقا لبيان مقتضب، صدر عن مكتب رئيس الوزراء، فإن "السوداني غادر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية على رأس وفد حكومي رفيع المستوى"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكان السوداني، قد كشف أمس الأربعاء، جدول أعمال الزيارة، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة الصباح العراقية الرسمية صباح اليوم، إن العراق "يؤمن وبشكل ثابت بأن العلاقة المستدامة بين دول المنطقة واستقرارها تأتي من ربط المصالح المشتركة بين هذه الدول من خلال التعاون الاقتصادي وبناء المشاريع التنموية لخلق فرص العمل والاستفادة من الطاقة البشرية والطبيعية الموجودة في بلداننا".
وأضاف: "ستتطرق مباحثاتنا إلى تبادل الخبرات في شتى المجالات، وخاصة في ظل حرص دول منطقة الخليج على تعزيز التعاون من أجل التكامل عبر مشاريع صناعية وزراعية وتجارية".
وتابع: "الإمارات تعد من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، حيث يفوق حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار، تتركز غالبيتها في المشتقات النفطية والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية، ولدينا اهتمام بتعزيز هذه الشراكة التجارية بما يخدم البلدين"، موضحا أن "هذه الزيارة هي تأكيد رغبة العراق الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية".
وأشار إلى إمكانية الاستفادة من التجارب الإماراتية في بناء العراق، مثل إدارة الموانئ العملاقة، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون نواة للمشاركة في إدارة ميناء الفاو الكبير الذي يسعى العراق، لأن يكون واحداً من موانئ الشحن الكبيرة في العالم باعتباره مشروعا استراتيجيا يربط الشرق بأوروبا عبر العراق.
وأكد "سنناقش التطورات السياسية والدبلوماسية الأخيرة في المنطقة والنتائج الإيجابية من (قمة بغداد 2)، التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية، والتي ركزت بشكل كبير على دعم العراق في مساعيه لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي عبر تمكينه بالخبرات والاستثمارات والربط الكهربائي الحيوي، وهو ما يتناغم مع أولويات الحكومة وأهدافها لتحقيق التنمية للشعب العراقي".
وأضاف: "هذه الزيارة تهدف لتأكيد إصرار الحكومة العراقية على مواجهة الفساد، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً مع دول الجوار وتبادلاً للخبرات في مجالات الحوكمة والتشريعات وتدريب الجهات المنوطة بها مواجهة الفساد في الدولة واسترداد الأموال واسترجاع المطلوبين الذين قد يتخذون من الدول الصديقة ملاذاً آمناً لهم".
وكانت مصادر عراقية قد كشفت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن السوداني سيبحث خلال اجتماعاته مع المسؤولين الإماراتيين ملف الأمن، وتبادل المعلومات، وملف الاقتصاد والاستثمار، وملف الطاقة، وكذلك الربط الخليجي الكهربائي مع العراق، إضافة إلى قضية مساعدة دولة الإمارات بقضية إعادة الأموال المهربة من العراق، وتسليم المطلوبين للعراق المقيمين في دولة الإمارات.
ويعد ملف العلاقات الخارجية لحكومة محمد شياع السوداني من أبرز الملفات التي واجهها مع وجود اتهامات لها بقربها من إيران، خصوصاً أن الحكومة مشكّلة من قبل "الإطار التنسيقي" الذي يجمع جميع الكتل والأحزاب المدعومة والقريبة من طهران، الأمر الذي نفاه السوداني بأكثر من مرة منذ تسلمه رئاسة الحكومة العراقية.
وشهدت العلاقات الإماراتية العراقية تطوراً لافتاً خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً مع تسلم مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية خلال المرحلة الماضية، حيث تبادل البلدان الزيارات وعقدا العديد من الاتفاقيات الثنائية، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، والتعاون المشترك في مختلف المجالات.