كشفت مصادر سياسية عراقية عن أنه من المرتقب أن يعقد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم غد الأربعاء، اجتماعا مع قيادات وممثلي قوى تحالف "الإطار التنسيقي"، لبحث موضوع الوجود الأميركي والضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع وعناصر في مليشيا "الحشد الشعبي".
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن "السوداني سيُطلع قادة التحالف على التطورات، بما فيها تسمية اللجنة العسكرية والدبلوماسية التي من المقرر أن تتحرك بهذا الشأن (إنهاء الوجود الأميركي)، مع شرح الآثار المترتبة على هذا التحرك أيضا".
ووفقا لأحد المصادر، فإن حراك السوداني للضغط على الفصائل من أجل وقف هجماتها على القواعد الأميركية بالعراق وحتى سورية توقف منذ قتل واشنطن القيادي في "حركة النجباء" أبو تقوى السعيدي بغارة نفذتها طائرة مسيرة استهدفت سيارته شرقي بغداد.
في السياق ذاته، لمح عضو تحالف "الإطار التنسيقي" رسول راضي إلى إمكانية توجه العراق لمجلس الأمن من أجل رفع طلب رسمي لسحب القوات الأميركية من البلاد.
وقال راضي، في معرض حديثه عن سبب استمرار الوجود الأميركي، إن "الولايات المتحدة تدافع عن مصالح إسرائيل في المنطقة"، معتبرا، في تصريحات لمحطة تلفزيون محلية عراقية، أن بلاده "بحاجة إلى تعاضد البرلمان مع الحكومة لتحقيق خطوة إخراج القوات الأميركية نهائيا".
وفي الوقت الذي تواصل فيه قوى وفصائل عراقية مسلحة حملتها الإعلامية والسياسية الضاغطة لتفعيل مسألة إخراج القوات الأميركية وإنهاء عمل التحالف الدولي ضد "داعش" في العراق، ما زالت قوات الأمن تُسجل هجمات على قاعدتي "عين الأسد" و"حرير" الأميركيتين، غرب وشمالي العراق.
ومساء أمس الاثنين، نقل تلفزيون "الحرة" الأميركي عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الميجر جنرال باتريك رايدر، قوله: "لست على علم بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع بشأن قرار بسحب القوات الأميركية"، مضيفا: "سنظل على تشاور وثيق مع الحكومة العراقية بشأن وجود القوات الأميركية وسلامتها وأمنها"، وأشار إلى أن القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك.
تصريحات البنتاغون جاءت ردا على تساؤلات بشأن حديث لرئيس الوزراء العراقي، الجمعة الماضي، قال فيه إن حكومته "بصدد تحديد موعد بدء الحوار (مع واشنطن) لترتيبات إنهاء هذا الوجود"، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسورية منذ سبتمبر/ أيلول 2014 لقتال تنظيم "داعش".
وقال السوداني، خلال كلمة ألقاها بعد يوم واحد من اغتيال الجيش الأميركي أبو تقوى السعيدي، القيادي البارز في "حركة النجباء"، الحليف العسكري الوثيق لطهران في العراق، بغارة استهدفته، الخميس الماضي، شرقي العاصمة، إن "مبررات وجود التحالف الدولي في العراق انتهت"، في تأكيد منه على عدم حاجة القوات العراقية لمساعدة في مواجهة بقايا التنظيم، والتي تنفذ بين وقت وآخر اعتداءات يصفها مسؤولون عراقيون بأنها "محدودة ومُسيطر عليها".
ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، يتركزون في الأنبار وأربيل وبغداد، ضمن قاعدتي عين الأسد وحرير الجويتين، ومعسكر "فيكتوريا" الملاصق لمطار بغداد الدولي.
واستهدفت المواقع الثلاثة، إلى جانب قواعد أميركية في مناطق شرقي سورية المجاورة للأراضي العراقية، منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأكثر من 120 هجوما بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ.