في أول تعليق للحكومة العراقية على الاستعراض المسلح الذي نظمته مليشيات مسلحة وسط العاصمة بغداد، ودام عدة ساعات شهد خلالها قطع طرق وحمل أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية تسببت بإرباك واسع في العاصمة، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إن الاستعراض "يهدف لإرباك الوضع الأمني، مؤكداً أن مهمة حكومته التهيئة لإجراء الانتخابات المبكرة فقط".
وخلال مشاركته في حفل تكريم لعدد من عائلات ضحايا صحافيين ببغداد، قال الكاظمي إن "هناك من يعتقد أنه بالسلاح المنفلت يهدد أمن الدولة"، مشدداً "كفى حروباً وسلاحا". وأشار إلى أن حكومته "جاءت بظروف صعبة، وأن مهمتها فقط التهيئة لانتخابات حرة ونزيهة"، لافتاً إلى أن "استعراض اليوم يهدف لإرباك الوضع الأمني في البلاد، وإبعاد العراق عن دوره الحقيقي".
وبالتزامن مع حديث الكاظمي، علقت وزارة الداخلية العراقية على الاستعراض المسلح بأنها "ترفض أي توجه غير قانوني، مؤكدة أن الوزارة ماضية في عملها بجوانبه الأمنية والعسكرية والخدمية، ولن تدخر جهداً في العمل الصادق والمهني بهدف إشاعة أجواء السلام وإشعار مواطنينا الكرام بالطمأنينة وهيبة الدولة وعراقة مؤسساتها، ونرفض كل ممارسة أو توجه غير قانوني قد يقدم عليه البعض".
وقوبل عدم رد الحكومة على الاستعراض بانتقادات من قبل قوى سياسية عراقية حذرت من استمرار الصمت الحكومي الذي يهدد هيبة الدولة والقانون، وقال النائب عن تحالف "عراقيون" جاسم البخاتي، في تصريح لإذاعة محلية، "يجب أن يكون هناك احترام للدولة والقانون، فالأذرع العسكرية بدأت تُقلق الوضع العراقي بشكل كامل، ومن المفترض ألا يستمر السكوت المطبق والمجاملات تجاهها"، مشدداً على أن "هذه الاستعراضات تهدف إلى كسر هيبة الدولة وعلى الحكومة أن تكون لها كلمة وفرض دورها".
أما القيادي في تحالف القوى العراقية أثيل النجيفي فقد حذر من تداعيات الاستعراض على الوضع السياسي في البلاد، وقال في تغريدة له "استعراض ربع الله العسكري في بغداد يقدم رسالتين، الأولى أن قرقعة السلاح بينكم وبين أي تغيير في الانتخابات أو سواها، والثانية أنه إذا أراد مجلس نوابكم وحكومتكم أن تكون لهما قيمة فعليهما الطاعة والتنفيذ".
استعراض ربع الله العسكري في بغداد يقدم رسالتين .. الاولى : قرقعة السلاح بينكم وبين اي تغيير في الانتخابات او سواها .. والثانية : اذا اراد مجلس نوابكم وحكومتكم ان يكون لهما قيمة فعليهم الطاعة والتنفيذ
— Atheel Alnujaifi (@AthilAlnujaifi) March 25, 2021
وفيما قال زعيم قوات "الصحوة" العشائرية أحمد أبو ريشة إنه "في الوقت الذي يتصدى فيه أبناء العشائر والجيش العراقي لفلول تنظيم "داعش" الإرهابي في صحراء الأنبار، للأسف يطل علينا الابن العاق من جديد مستعرضًا سلاحه المنفلت"، في إشارة إلى المليشيات التي استعرضت بالسلاح اليوم في بغداد.
واتهم أبو ريشة المليشيات ذاتها بأنها تتذرع "بقضايا المواطن كما تذرع من سبقهم من المتطرفين بقضايا المكون السني، ثم مارسوا التعذيب والتهجير والقتل ضد من ادعوا أنهم يعملون لأجلهم"، وفقا لقولهم.