رئيس الوزراء الأوكراني في الجمعية العامة: نحارب من أجل البقاء

23 فبراير 2023
وزير الخارجية الأوكراني متحدّثًا أمام الجمعية العامة (Getty)
+ الخط -

قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن روسيا "تسعى لتدمير أوكرانيا كأمة ذات سيادة، ولا يغرن أحد دعواتها الواهية للتفاوض، والحالة على أرض الواقع تظهر أن روسيا تبحث عن الحرب وليس السلام"، معتبرًا أن  بلاده تخوض "نضالا من أجل البقاء، حيث شهد العالم فظائع يرتكبها الروس وتشمل قتل المدنيين، والتعذيب، والاغتصاب، والاضطهاد السياسي، والقصف الذي لا يميز بين العسكري والمدني، والنقل القسري لآلاف الأوكرانيين، وتحديدا الأطفال، وتبنيهم من قبل أسر روسية ضمن ما يسمى بإعادة تربيتهم كروس، وكل هذا يشكل إبادة جماعية".

وجاءت تصريحات الوزير الأوكراني في بداية جلسة خاصة تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء الأربعاء، تستمر حتى الخميس، تتزامن مع مرور عام على بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في الـ 24 من شباط للعام الماضي. وستصوت الجمعية في نهاية الجلسة على مشروع قرار أوكراني غربي يعيد التأكيد على ضرورة إنهاء "العدوان الروسي على أوكرانيا والانسحاب الشامل والفوري وغير المشروط من كافة الأراضي الأوكرانية.  وتعتبره "انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويقر باستقلال وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها" كما يشدد على ضرورة محاسبة الذين ارتكبوا جرائم حرب.

وتتحدث المسودة عن "مفاوضات" و"محادثات سلام"، لكن النص يبقى عاماً ودون تفاصيل أو خطوات فعلية، ويهدف إلى الحصول على أكبر تأييد ممكن بين الدول الأعضاء لإحراج روسيا.

وفي اجتماع اليوم، المستمر حتى الخميس على الأقل، يتحدث أمام الجمعية أكثر من ثمانين سفيراً أو وزير خارجية، ومن المتوقع أن يدين أغلبهم الاجتياح الروسي، في حين من المتوقع أن تدافع حفنة قليلة من الدول عن الخطوات الروسية كبيلاروسيا والصين. ويتوقع أن يكون هناك فريق ثالث من الدول، وخاصة دول أفريقيا، ودول الجنوب العالمي عموما كالهند والبرازيل، والتي لا تؤيد الخطوات الروسية، ولكن تريد أن ترى دعماً أقل للتسلح واللجوء لطاولة المفاوضات.

وفي إحاطته أمام الجمعية العامة تحدث الوزير الأوكراني كذلك عن رؤية "السلام والتفاوض" التي كان الرئيس زيلنسكي قد تحدث عنها قبل أشهر، وقال "تقوم هذه الخطة على نقاط عشرة، السلامة الإشعاعية والنووية، والأمن في مجال الطاقة، والأمن الغذائي، وإطلاق سراح السجناء والنازحين قسريا، وتطبيق ميثاق الأمم المتحدة وإعادة سيادة أوكرانيا على كافة أراضيها وضمن حدودها المتعارف عليها دوليا، وانسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال العدائية، وإعادة العدالة من خلال إنشاء محكمة خاصة، ومنع الإبادة الجماعية، ووقف التصعيد وتكرار العدوان، والتأكيد على نهاية الحرب". ووصف تلك الرؤية الأوكرانية بالواقعية.

من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، في إحاطته خلال الجلسة، الغزو الروسي لأوكرانيا بـ"الإهانة لضميرنا الجماعي" وبأنه انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". ولفت الانتباه إلى أن تأثير الحرب وعواقبها الإنسانية محسوسة خارج نطاق الأراضي الأوكرانية والأوربية. 

أما رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي، فتحدث في مداخلته خلال الاجتماع عن اليأس والدمار والموت والنزوح الذي خلفته الحرب على نطاق لم تشهده أوروبا منذ عقود. وأشار إلى مقتل وجرح الألاف من المدنيين وتهجير الملايين إلى دول الجوار الأوربي، ناهيك عن نزوح أكثر من ستة ملايين داخل البلاد، وعن حاجة الملايين للمساعدات الإنسانية. كما حذر من خطر اندلاع حرب نووية أو وقوع حوادث نووية.

وتحدث وزير خارجية الاتحاد الأوربي، جوزيب بوريل، عن أن الحرب ليست فقط قضية أوربية، ولكن "قضية جميع الدول التي تريد الحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة". وقال "بموجب المادة الـ 51 من ميثاق الأمم المتحدة فإنه يحق لأوكرانيا الدفاع عن نفسها على غرار أي عضو آخر في الأمم المتحدة، ويحق لها حماية سكانها ضد القصف اليومي من جانب الجيش الروسي".

في المقابل، دافع السفير الروسي للأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، عن خطوات بلاده وقال إنها "أطلقت العملية العسكرية الخاصة للدفاع عن سكان دونيتسك ولوغانسك، وتأمين روسيا بسبل عسكرية، ووقف الحرب التي مورست لثمانية سنوات ضد دونيتسك ولوغانسك من طرف النظام الأوكراني". وأضاف "كم من مرة تجاهل الغرب شواغل روسيا وجعل البنى الخاصة بحلف شمال الأطلسي تقترب من حدودنا؟".

وتحدث عن تقديم بلاده لمبادرة في نهاية 2021 "للتهدئة وتحقيق الأمن في المنطقة الأوربية الأطلسية"، قائلًا "دعونا الولايات المتحدة والناتو لتوقيع اتفاقيات حول ضمانات الأمن، ومنَحنا الجميع فرصة من أجل الدبلوماسية، لكنها رُفضت بكل تعالٍ وعجرفة من الولايات المتحدة وحلفائها"، معتبرًا أن الغرب يجعل من أوكرانيا مسرحًا للعمليات العسكرية بالقرب من حدود بلاده.

المساهمون