رئيس النظام السوري يعيّن مرتكبي جرائم حرب في مناصب قيادية

04 يناير 2024
رئيس النظام السوري بشار الأسد (Getty)
+ الخط -

عيّن رئيس النظام السوري بشار الأسد، عدداً من مرتكبي جرائم حرب ومجازر بحق المدنيين على مدى سنوات الثورة السورية، في مناصب قيادية في قواته وأجهزته الأمنية المتعددة.

وذكرت مصادر معارضة مطلعة ومواكبة، وشبكات إخبارية تابعة للنظام، أن الأسد عيّن قحطان خليل المعروف بلقب "جزّار داريا"، مديراً لإدارة المخابرات الجوية، خلفاً لغسان إسماعيل الذي شغل المنصب منذ يوليو/تموز من عام 2019.

ويعد هذا الجهاز الأكثر قسوة ووحشية في التعامل مع السوريين منذ تأسيسه من قبل الأسد الأب، في سبعينيات القرن المنصرم، وارتكب مجازر على مدى سنوات الثورة السورية.

ويُلقب خليل بـ"جزّار داريا" لأنه كان المسؤول المباشر عن مجزرة ارتكبت في هذه المدينة الواقعة على أطراف العاصمة دمشق في عام 2012، والتي قُتل وأصيب فيها المئات من المدنيين العزّل.

وبحسب موقع "مع العدالة" (منظمة غير ربحية تسعى إلى إحقاق مبدأ المساءلة ومنع الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب)، فإن خليل كان أحد المشرفين على تعذيب وقتل المعتقلين في سجن مطار المزة العسكري سيئ الصيت، غرب العاصمة دمشق، خلال الثورة السورية.

وشغل خليل منصب نائب مدير إدارة المخابرات الجويّة إبان رئاستها من قبل جميل الحسن، لكن في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019، عيّنه الأسد رئيساً للجنة الأمنية في جنوب سورية، بعد ترفيعه في عام 2018 إلى رتبة "لواء ركن". وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على خليل في عام 2021، في إطار عقوبات "قانون قيصر"، التي طاولت شخصيات عسكرية وأمنية في نظام بشار الأسد.

وعيّن الأسد أيضاً عدداً من مرتكبي المجازر خلال سنوات الثورة، بحسب مصادر معارضة، في مناصب قيادية في قواته، منهم العميد الركن ثائر أحمد عجيب، الذي أصبح رئيساً لأركان الفرقة الثالثة مدرعات، واللواء أكرم إبراهيم سليمان والذي أصبح قائداً للفرقة 24 دفاع جوي، واللواء الطيار عادل جادالله قيصر رئيساً لأركان القوى الجوية، واللواء الطيار توفيق أحمد خضور قائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي.

وكان بشار الأسد قد مدد، في أواخر العام الماضي، مدة عمل كفاح ملحم لعام آخر في رئاسة جهاز المخابرات العسكرية، الذي لا يقل وحشية عن المخابرات الجوية في التعاطي مع السوريين.

ويعد هذا التجديد هو الرابع للواء ملحم، الذي يشغل المنصب منذ عام 2019، نظراً لولائه الشديد لرئيس النظام بشار الأسد، وأُدرج ملحم في قوائم العقوبات البريطانية والأوروبية والكندية، بسبب مسؤوليته عن عدد كبير من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

وتعليقاً على تعيينات الأسد الجديدة، بيّن الرائد الطيار المنشق عن قوات النظام يوسف حمود، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "التعيينات في المناصب القيادية في الجيش والأجهزة الأمنية ليست بيد النظام"، مضيفاً: "منذ عام 2015 يتسابق الروس والإيرانيون لتعيين شخصيات تتبع لهم في مفاصل القرار الأمني والعسكري".

وأضاف: "جهاز المخابرات الجوية هو الأهم ضمن الأجهزة المتعددة، وهو المسيطر على ما عداه من أجهزة، ويتبع له جهاز المخابرات الخارجية"، مشيراً إلى أن الجانب الروسي "يعمل منذ عدة أشهر على إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية لدى النظام، بحيث يتم حصر العمل الأمني بثلاثة أجهزة فقط (...) ولكي يقوم الروس بهذه الخطوة يحتاجون إلى شخص مجرم مثل قحطان خليل".

وأوضح أن "جهاز المخابرات الأمنية إبّان توليه من قبل جميل الحسن، وهو رأس الإرهاب في سورية، كان ميله إلى الجانب الإيراني"، مضيفاً: "مجيء قحطان خليل على رأس هذا الجهاز يعني أنه بات تحت الإشراف الروسي".

قتلى من "قسد" بإفشال عملية تسلل شرق سورية

إلى ذلك، قُتل وجرح عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، فجر اليوم الخميس، إثر محاولة تسلل على نقاط عسكرية تابعة لـ"الجيش الوطني السوري" على خطوط التماس بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرقي سورية، فيما تعرضت قاعدة القوات الأميركية في "التنف" للاستهداف بطائرة مُسيرة، شرقي محافظة حمص، دون وقوع إصابات داخل القاعدة.

وقال مصدر مُقرب من فصائل "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إنّ فصيل "حركة التحرير والبناء" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" تمكن فجر اليوم الخميس، من إيقاع قتلى وجرحى في صفوف قوات "قسد"، إثر استهداف مجموعات عسكرية حاولت التسلل إلى محور بلدة صكيرو شمالي محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد، دون إحراز أي تقدم يذكر.

كما أُصيب عناصر من قوات "قسد"، فجر الخميس، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بالقرب من سيارة عسكرية تابعة لـ"قسد" على أطراف حي المفتي داخل مدينة الحسكة، شمال شرقي البلاد، وسط اعتقاد بوقوف خلايا تنظيم "داعش" وراء العملية.

في غضون ذلك، شن مقاتلو العشائر العربية، ليل الأربعاء/ الخميس، عدة هجمات مباغتة، استخدمت فيها قذائف صاروخية ضد مقرات ونقاط عسكرية تابعة لـ "قسد" في بلدات غرانيج، وذيبان، والشحيل بريف دير الزور الشرقي، وفي ناحية الكسرة بريف دير الزور الغربي، تزامناً مع هجوم آخر على حاجز عسكري لـ"قسد" في قرية الثلجة التابعة لناحية مركدة بريف الحسكة الجنوبي.

من جهة أخرى، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيانٍ لها مساء الأربعاء، عن استهداف قاعدة قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في "التنف" بريف حمص الشرقي، من خلال طائرة مُسيرة، فيما أكد مصدر من داخل قاعدة "التنف" لـ"العربي الجديد"، أن طائرة مُسيرة تم إسقاطها على بعد من القاعدة بعد استهدافها بالمضادات الأرضية، دون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية.

المساهمون