رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية يزور إيران

18 أكتوبر 2020
عبد الله عبد الله وصل صباح الأحد إلى طهران (تويتر)
+ الخط -

وصل، صباح اليوم الأحد، رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله إلى إيران، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، يلتقي بها كبار المسؤولين الإيرانيين لمناقشة مستجدات المصالحة الأفغانية ودور طهران. 

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن عبد الله أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقر الخارجية.  
وأضاف، في تغريدة على "تويتر"، أن "مطلب إيران الدائم هو أن تكون أفغانستان دولة عامرة ومستقلة ومتطورة ومستقرة"، قائلا إن بلاده "تبذل قصارى جهودها لدعم الحوارات الأفغانية".

وعقب وصول المسؤول الأفعاني، قالت وكالات الأنباء الإيرانية إن عبد الله سيناقش خلال الزيارة تطوير العلاقات الثنائية بين أفغانستان وإيران وتطورات الأوضاع في أفغانستان، ولا سيما ملف المصالحة الأفغانية.  
ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن المستشار الأعلى لمجلس المصالحة الوطنية الأفغانية، مجيب الرحمن رحيمي، قوله إن رئيس المجلس سيجري مع المسؤولين الإيرانيين مباحثات بشأن آخر المستجدات الأفغانية وتطورات حوارات السلام الداخلية.  
وأضاف أن عبد الله سيطلب من طهران التعاون مع الحكومة والشعب الأفغانيين لدعم السلام الداخلي لإرساء استقرار مستدام في أفغانستان والمنطقة. 
في حين قال مكتب عبد الله عبد الله، في بيان، إن الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات لرئيس مجلس المصالحة إلى دول المنطقة بهدف الحصول على دعم تلك الدول للمصالحة الأفغانية، ومن أجل حثها على لعب دور فعال فيها.

ومن المقرر أن يتباحث رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وكبار المسؤولين الإيرانيين حول مسيرة السلام الأفغانية، ومفاوضات الدوحة وضرورة الإجماع والدعم الإقليميين لجهود السلام في أفغانستان، بحسب البيان.
وكان عبد الله عبد الله قد زار الهند وباكستان أيضاً في سياق الجهود الرامية لدعم مسيرة السلام في أفغانستان.
وعقب تلك الزيارات، أكد المسؤول الأفغاني أن كلاً من إسلام آباد ونيودلهي وافقت على مواصلة دعمها لعملية السلام في أفغانستان.
ومع أن الحكومة الأفغانية تؤكد أن هدف تلك الزيارات هو الحصول على الدعم لعملية السلام، إلا أن المراقبين يرون أن الحكومة الأفغانية تستعد من خلال تلك الزيارات لمرحلة ما بعد خروج القوات الأميركية من أفغانستان بحلول العام المقبل، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ وتحديداً في حالة عدم الوصول إلى حل مع "طالبان".

 واعتبر المراقبون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن دعم تلك الدول، خصوصاً الهند وإيران، مهم لمستقبل الحكومة الأفغانية، لا سيما إذا خرجت القوات الأميركية، بينما واصلت "طالبان" حربها على الحكومة الأفغانية بعد التصالح مع الإدارة الأميركية.
وبحسب المراقبين، فإن إيران لن ترضى بوصول "طالبان" إلى سدة الحكومة وتقوية نفوذها في أفغانستان، لا سيما بعد أن تصالحت مع واشنطن، وكذا الهند، بسبب العلاقات بين الحركة وباكستان.

وكانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت خلال الشهر الماضي في بيان ترحيبها بمباحثات السلام الأفغانية في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، معربة عن أملها في أن تؤدي هذه المباحثات "في إطار تفاهم شامل بين الأفغان إلى نتائج مطلوبة لاستقرار السلام والاستقرار الدائم في أفغانستان وأمن المنطقة من دون تدخلات أجنبية".  
غير أن إيران لم تخف قلقها وهواجسها من بقاء القوات الأجنبية، وتحديداً القوات الأميركية، في أفغانستان، لتدعو إلى إخراج هذه القوات، معتبرة أن وجودها "يشكل أحد أن أسباب استمرار الحرب في أفغانستان".  
وفيما أعلنت عن استعداد طهران لدعم عملية السلام في أفغانستان، أكدت في الوقت نفسه أنها "تندد بشدة باستغلال الإدارة الأميركية المباحثات الأفغانية الداخلية لأغراض انتخابية"، معتبرة أن ذلك "يخل بالمفاوضات".