رئيس الشورى اليمني: ما يحدث سببه الحوثيون وإيران و"بعض التحالف"

02 ديسمبر 2021
بن دغر: الشرعية هي شرعية اليمن الواحد (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

تمسّك رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر، مساء اليوم الخميس، بالدعوة التي أطلقها لتشكيل تحالف إنقاذ وطني رغم الانتقادات الواسعة التي طاولته خلال اليومين الماضيين، واعتبر ذلك صادرا من "جوف معاناة الشعب". 

وقال بن دغر، في بيان جديد نشره على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، إن "ما يحدث في اليمن من قهر وضيم وتهديد حقيقي لثلاثين مليون نسمة، سببه الأول إيران والحوثيون، بالإضافة إلى بعض أعضاء التحالف الذي تقوده السعودية"، دون الكشف عن هويتهم. 

وأشار بن دغر إلى أن "الشرعية هي شرعية اليمن الواحد الذي لو سقط في مخطط التقسيم، فإنها ستزول بزوال الأصل"، لافتا إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يسلب الشرعية شرعيتها سوى من منحها، وهو الشعب الذي يراها تتآكل ويختفي وجودها الفعلي".

وفيما لفت إلى أن "الإنقاذ الوطني مطلب بهم أو بغيرهم"، قال بن دغر إن "الشعوب الحية لا ترضى بالقهر طويلًا ولا تستكين للضيم، وأن ما يحدث في اليمن قهر وضيم وتهديد حقيقي لثلاثين مليونًا، والسكوت عنه شراكة فيه".

ودافع رئيس مجلس الشورى اليمني عن دعوته لوقف إطلاق النار والبحث عن السلام، وشدد على أنه ليس له مصلحة في الخلاف مع أحد، ولكن المصلحة التي يجري وراءها هي "بقاء اليمن موحدا". 

وقال: "ألم نحاور الحوثيين مرات طلبًا للسلام، وقد كنا في وضع عسكري أفضل؟ ألم يفاوضهم حلفاؤنا طلبًا للسلام. (..) رفض الحوثيون وتجبروا، نعم، استمروا في سفك الدماء، نعم، لكن هذا ليست حجة لوقف الدعوة للسلام، علمًا أن السلام العادل لا يتحقق إلا بين متكافئين".

هكذا يمكن حل الصراع

المخاوف ذاتها التي عبر عنها رئيس مجلس الشورى اليمني في بيانين منفصلين، أشارت إليها دراسة استطلاعية أطلقها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، اليوم الخميس، وخلصت إلى أن "تدخل وأطماع دول الإقليم، وعلى رأسها إيران والسعودية، كان من أبرز أسباب الصراع في اليمن". 

وأشارت الدراسة إلى أن "هناك أسبابا أخرى ساهمت في الصراع الحالي"، منها "الفساد المستشري بالسلطة والحكومة الشرعية، إضافة إلى ضعف الدولة وسيطرة قلة على الثروة والتحكم بها، لتأتي أسباب تهميش النظام السابق للحوثيين ومعتقداتهم وسوء الخدمات العامة".

وخلصت الدراسة، التي شملت 500 فرد في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية فقط، إلى أن أهم وأبرز الإجراءات التي يجب القيام بها للتغلب على الصِّراع الحالي في اليمن تتمثل في "وقف إطلاق النار الفوري في كافة أنحاء اليمن، وإصلاح البنية التحتية ومؤسسات الدولة، والعمل على وجود اقتصاد مستقر".

وشددت الدراسة على ضرورة "سحب المليشيات والجماعات المسلحة مِن المدن، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، كخطوات تمهِّد للمشاورات بين مختلف الأطراف، ودخول جميع الأطراف المتصارعة في مشاورات جادَّة للسلام دون أي تدخل خارجي".

التحالف يجدد غاراته على صنعاء

في الشأن العسكري، جدد التحالف الذي تقوده السعودية، مساء الخميس، غاراته الجوية على مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء، وذلك بعد ساعات من غارات مماثلة في العاصمة اليمنية ومحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، شمالي البلاد. 

وقال سكان محليون، لـ"العربي الجديد"، إن انفجارات عنيفة هزت الأحياء الشمالية للعاصمة، وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف السعودي. 

وأعلنت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان جماعة الحوثيين عن وقوع غارتين بجوار دوّار مصعب بمديرية بني الحارث، وغارة ثالثة في محيط مطار صنعاء الدولي، دون الإشارة على وجه الدقة إلى طبيعة الهدف المستهدف.

وفي وقت لاحق، أعلن التحالف أن "الضربة التي تتوافق مع القانون الدولي"، استهدفت "موقع أسلحة نوعية" تم نقلها من مطار صنعاء الدولي، وفقا لما نقلته وكالة "واس" السعودية. 

وفي محافظة مأرب، مسرح العمليات العسكرية الأبرز داخل اليمن منذ مطلع العام الجاري، أكدت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، أن الأطراف الجنوبية والغربية للمحافظة النفطية شهدت انحسارا للأعمال القتالية، باستثناء محاولات تسلل للحوثيين باتجاه مواقع الجيش الوطني. 

وأشارت المصادر إلى أن الطيران نفذ نحو 10 غارات جوية على مديريتي الجوبة وصرواح، فيما أعلن التحالف أن عملياته الأخيرة في مأرب أسفرت عن مقتل أكثر من 45 عنصرا حوثيا، وتدمير 6 آليات عسكرية، دون أن يتسنى التحقق من دقة تلك الأرقام من مصادر مستقلة. 

المساهمون