أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، أن بلاده سترفض المطالب "المبالغ فيها" من الدول الغربية في المباحثات الهادفة الى إحياء الاتفاق النووي، وذلك غداة إعلان الأطراف المعنيين استئنافها أواخر هذا الشهر بعد تعليقها لنحو خمسة أشهر.
وقال رئيسي، خلال زيارته اليوم إلى محافظة سمنان، الواقعة إلى الشرق من طهران: "كما أعلنت إيران سابقا، لن نترك طاولة المفاوضات، لكننا سنرفض أيضا الطلبات المبالغ فيها التي تؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الإيراني"، وذلك وفق ما أفادت الرئاسة في بيان على موقعها الإلكتروني.
وشدد الرئيس الإيراني على أن طهران "تعمل في الوقت نفسه على رفع الحظر، وعلى تحييد (تبعاته على الإيرانيين)"، وأنها تؤيد "المفاوضات التي تعقبها نتائج مجدية، ولن نتراجع إطلاقا عن مطلب الشعب البديهي والمتمثل في إلغاء الحظر الظالم عن البلاد".
وأعلنت طهران والاتحاد الأوروبي، الأربعاء، أن المباحثات المعلّقة منذ يونيو/ حزيران ستستأنف في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني. وتهدف المباحثات الى إحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، المبرم بينها وبين القوى الكبرى عام 2015.
الاحتفال بالذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأميركية
من جانب آخر، تجمع آلاف الإيرانيين في شوارع العاصمة طهران في ذكرى اقتحام السفارة الأميركية عام 1979، مرددين هتافات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، وأحرقوا العلمين الأميركي والإسرائيلي.
وتسبب اقتحام السفارة في أزمة رهائن استمرت 444 يوما وقطع العلاقات الدبلوماسية المستمر حتى اليوم.
وعادة ما يجتذب إحياء ذكرى هذه الواقعة، الذي تنظمه الحكومة، والذي كان لفترة طويلة حدثا للتعبير عن المشاعر المعادية للغرب، حشودا غاضبة كل عام. في العام الماضي، ألغت السلطات الحدث بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، لكن اليوم الخميس قال التلفزيون الرسمي إن 800 مدينة في جميع أنحاء إيران نظمت مظاهرات.
واستنكر اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، في خطاب مطول أمام الحشود، ما وصفه بـ"العدوان الأميركي" في المنطقة على مدى العقود الماضية، معلنا أن "أبناء هذه الأمة سيقفون بشجاعة ضد أي قوة تريد الإضرار بمصالحهم".
تجمع آلاف الإيرانيين في شوارع العاصمة طهران في ذكرى اقتحام السفارة الأميركية عام 1979، مرددين هتافات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"
وكشف مسؤولون أميركيون، الأربعاء، عشية الذكرى الثانية والأربعين لاقتحام السفارة، أن إيران صادرت ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي في خليج عمان الشهر الماضي، ولا تزال تحتجز السفينة في أحد موانئها.
في غضون ذلك، قدمت إيران روايات متضاربة عما حدث، مؤكدة أن القوات الخاصة في الحرس الثوري أحبطت مصادرة أميركا لناقلة تحمل نفطا إيرانيا في خليج عمان، وأطلقت الناقلة. وبثت لقطات على التلفزيون الحكومي، لكنها لم توضح الحادث.
وفي خطابه أمام الحشود خارج المبنى الذي كان يضم سفارة الولايات المتحدة، أشاد سلامي بالحرس الثوري الايراني على خلفية هجومه، واتهم الأميركيين بمحاولة "الاستيلاء على نفطنا" ودعم "القراصنة". وأضاف: "نحن جادون في الدفاع عن وطننا".
ولوح الإيرانيون المحتشدون بالأعلام ورفعوا صور اللواء قاسم سليماني، الذي قتل في أوائل يناير/ كانون الثاني 2020 في غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد بأمر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وتم نشر علم أميركي كبير في الشارع حتى يتمكن المتظاهرون من الدوس عليه.
ويوافق الاحتفال اليوم الدراماتيكي الذي اجتاح فيه طلاب إيرانيون ومتظاهرون مجمع السفارة في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979، مما أثار غضب الرئيس جيمي كارتر، الذي سمح لشاه إيران المنفي والمصاب بمرض عضال محمد رضا بهلوي بتلقي علاج السرطان في الولايات المتحدة.
وهرب عدد قليل من موظفي السفارة واختبأوا في منزل السفير الكندي في إيران، قبل أن يفروا من البلاد بمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي أيه".
وفي النهاية، عندما غادر كارتر منصبه، أطلق سراح جميع الدبلوماسيين الأميركيين الأسرى البالغ عددهم 52.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)