رئيسة الحكومة التونسية في الجزائر.. أولويتي الحدود والاقتصاد

25 نوفمبر 2021
ستبحث بودن مع المسؤولين في الجزائر ملفات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي (فيسبوك)
+ الخط -

وصلت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن اليوم الخميس، إلى الجزائر، في زيارة عمل تدوم يوماً واحداً، تكريساً لتقليد سياسي قائم يدفع رؤساء الحكومات التونسية إلى أن تكون أول زيارة عمل رسمية لهم باتجاه الجزائر.

وكان في استقبال بودن التي يرافقها في هذه الزيارة وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي، في مطار الجزائر الدولي، رئيس الحكومة الجزائرية ووزير المالية أيمن بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة. وقالت بودن في تصريح صحافي إن "هذه أول زيارة رسمية لي، هو شرف عظيم لي، وتندرج ضمن التعاون والتشاور المشترك بين البلدين".

وستبحث بودن مع بن عبد الرحمن والمسؤولين الجزائريين ملفات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي، والتحضير للاستحقاقات الثنائية المهمة المقبلة، خاصة اجتماع اللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية المزمع عقدها في المنظور القريب، إضافة إلى بقية اللجان القطاعية الثنائية المشتركة.

ويغيب الشق السياسي والقضايا الإقليمية وعلى رأسها الملف الليبي، عن زيارة رئيسة الحكومة التونسية، بسبب صلاحياتها المحدودة الممركزة بيد الرئيس التونسي قيس سعيد، ويظهر ذلك بوضوح من خلال بيان رئاسة الحكومة التونسية الذي يدرج الزيارة ضمن تكليف من قيس سعيد، لكن القضايا الاقتصادية ستكون ذات أولوية، إذ تبحث تونس عن مساعدة مالية ظرفية من الجزائر، لفك الاختناق المالي العصيب الذي تمر به البلاد، إضافة إلى دعوة الجزائر لفتح الحدود البرية المغلقة منذ مارس/آذار 2019، خاصة مع التحسن الكبير للوضع الصحي في البلدين، بما يسمح بإعادة حركة التنقل بين البلدين، بما يسمح بتنفس اقتصادي لسكان المدن والبلدات الحدودية التونسية التي ضاقت أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية لكون اقتصادها المحلي مرتبطا بالحدود الجزائرية.

وكان نواب من البرلمان الجزائري، بينهم النائب عن ولاية وادي سوف شرقي الجزائر على الحدود مع تونس، عبد القادر قوري، قد طالبوا الأسبوع الماضي رئيس الحكومة أيمن عبد الرحمن، بضرورة فتح الحدود البرية مع تونس في أقرب وقت، نظراً للضرر الذي لحق بالمناطق الحدودية المتاخمة مع تونس، ومن بينها الوادي، ومعاناة الجالية الجزائرية في تونس، وتعذر زيارة ذويهم في بلدهم الجزائر، نظراً لارتفاع سعر السفر جواً.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أعلن نيته القيام بزيارة تونس قريباً، بحسب ما أعلنه بنفسه في مقابلة تلفزيونية قبل شهرين، حيث أكد أنه يستعد لزيارة دولة إلى تونس تكون مختلفة عن الزيارات البروتوكولية التي جرت في السابق، وأكد أنها ستكون زيارة عمل لتوقيع عدد من الاتفاقيات العالقة، ويرافقه فيها نصف أعضاء الحكومة، وخاصة وزراء القطاعات الاقتصادية.

وعلى الرغم من تصريحات سابقة أدلى بها الرئيس تبون بشأن موقفه من خيارات الرئيس التونسي؛ فان السلطة السياسية في الجزائر، لا تبدو مستعجلة في تنفيذ هذه الزيارة، وتترقب تطورات الوضع في تونس، جراء الأزمة السياسية القائمة منذ إعلان الرئيس قيس سعيد عن قرارات 25 يوليو/تموز.

وتشير بعض المعلومات إلى أن تأخير الجزائر فتح الحدود مع تونس والزيارة الرئاسية مرتبط بإعادة تقييم سياسي في الجزائر، للتطورات والتوجهات التي ينتهجها الرئيس التونسي، ورفضها إقصاء أي طرف سياسي في تونس، حرصاً على الاستقرار ومنعاً لتنفيذ تجارب حصلت في بلدان أخرى، في إشارة لمصر، كما تبدو الجزائر متحفظة نسبياً على ملامح انخراط تونس ضمن تحالفات مع فرنسا ومصر.

المساهمون