رؤساء شرق أفريقيا يدعون إلى "وقف فوري للنار" في الكونغو الديمقراطية

05 فبراير 2023
بدأ التقارب بين رواندا وبوروندي يظهر على هامش القمّة (Getty)
+ الخط -

دعا العديد من رؤساء الدول في شرق أفريقيا ووسطها، السبت، إلى "وقف فوري لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف" وانسحاب جميع المجموعات المسلحة "بما فيها الأجنبية" من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وجاء هذا الاجتماع لرؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا التي تضم سبعة بلدان في بوجمبورا عاصمة بوروندي، مع تصاعد أعمال العنف في شرق هذا البلد المترامي في وسط أفريقيا.

ودعا القادة في بيان أصدروه إثر القمة إلى "وقف فوري لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف" وانسحاب جميع المجموعات المسلحة "بما فيها الأجنبية".

وطلبوا من قادة الجيوش الاجتماع خلال أسبوع بهدف تحديد جدول زمني لهذا الانسحاب، مؤكدين "ضرورة تعزيز الحوار بين جميع الأطراف".

وشارك رئيسا الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، ورواندا بول كاغامي، في الاجتماع، علماً بأنّ كينشاسا واظبت على اتهام كيغالي بدعم متمردي حركة إم 23.

وقالت الرئاسة الكونغولية قبل القمة، إنّ "المحادثات يجب أن تركّز على تقييم خارطة طريق لواندا التي تفرض الانسحاب الفعلي والنهائي لقوات إم 23/ قوات الدفاع الرواندية من المناطق المحتلة في 15 يناير/ كانون الثاني".

وأضافت أنّ "قوات إم 23 الإرهابية لم تغادر يوماً هذه المناطق، على العكس فإن تلك القوات وحلفاءها وسّعوا مناطق احتلالهم".

وفي وقت سابق، كتب رئيس المجموعة الحالي الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي، في تغريدة له، أنّ الهدف من القمة "التوصل إلى قرارات ستحسّن الوضع الأمني وتسهّل تحقيق السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية".

في إقليم شمال كيفو، سيطرت حركة إم 23 المتمردة التي تتهم كينشاسا رواندا بدعمها، على مناطق شاسعة غنية بالمعادن، وتواصل التقدّم رغم خريطة طريق من أجل إرساء السلام، كانت قد وُضعت في لواندا في أنغولا في يوليو/ تموز من عام 2022.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية، السبت، أن عشرات آلاف الأشخاص "محاصرون جراء أعمال العنف المسلحة" مع التقدم الأخير الذي أحرزه المتمردون.

وسيطر المتمردون على مدن عدة بينها كيتشانغا التي تضم ستين ألف نسمة، وكيروليروي، ما أدى إلى فرار الآلاف في الأيام الأخيرة. وأقر الجيش بانسحابه من بعض المدن لتحييد السكان المدنيين.

وإضافة إلى رؤساء بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، حضر القمة رؤساء كينيا وليام روتو، وأوغندا يوريري موسيفيني، وتنزانيا ساميا حسن.

وعقدت القمة بعد زيارة البابا فرنسيس لكينشاسا، إذ التقى ضحايا النزاع، وندد بـ"الفظائع الوحشية" التي تُرتكب في شرق الكونغو الديمقراطية.

ومنذ عقود، تنشط جماعات مسلحة عديدة في هذه المنطقة الغنية بالمعادن، الكثير منها موروث من حروب بين المناطق اندلعت في تسعينات القرن الفائت ومطلع الألفية الثالثة. ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2021، سيطر المتمرّدون ومعظمهم أفراد من اتنية توتسي ضمن حركة إم 23، على أراض قرب غوما.

وتتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بدعمهم، وهو أمر وثّقه خبراء الأمم المتحدة ودول غربية، إلا أن كيغالي تصر على نفي ذلك.

تقارب بين رواندا وبوروندي

أنشأت مجموعة شرق أفريقيا، العام الماضي، قوة سلام عسكرية إقليمية من أجل شرق الكونغو الديمقراطية، ووصل أول عناصرها إلى غوما في نوفمبر/ تشرين الثاني. ويُسمح لها باللجوء إلى القوة في مواجهة حركة إم 23، لكنها لم تُقدم على ذلك بعد.

وتصاعدت التوترات أواخر يناير/ كانون الثاني، عندما فتحت القوات الرواندية النار على مقاتلة كونغولية انتهكت بحسب رواندا، المجال الجوي الرواندي. وتحدثت كينشاسا عن "عمل حربي".

وفي تصريح قبل القمة، طالب روتو بأن تُحمى الموارد المعدنية الغنية في الكونغو الديمقراطية، وهي مصدر النزاعات الكثيرة الدائرة حالياً.

وقال: "حان الوقت ليدقق المجتمع الدولي بأكبر قدر من اليقظة بسلاسل الإمدادات الصناعية، للتأكد من أن الإنتاج والاستهلاك العالميين يحترمان السيادة الكونغولية في ما يخصّ الموارد، ولا يستغلان النزاعات والمعاناة الإنسانية".

وبدأ التقارب بين رواندا وبوروندي على هامش القمّة. وهذه أول زيارة لكاغامي إلى بوروندي منذ عام 2013.

وكانت العلاقة بين البلدين حتى الآن متوترة. واتّهمت بوروندي خصوصاً رواندا بإيواء مسؤولين عن محاولة انقلاب عام 2015.

وفي العام 2020، حضّ كاغامي نظيره إيفاريست نداييشيمي، الذي كان قد انُتخب قبل وقت قصير، على تطبيع العلاقات الدبلوماسية، لكن هذا الطلب رُفض آنذاك ووُصف بأنه بمثابة "نفاق".

(فرانس برس)

المساهمون