رأس العين السورية... اقتتال فصائل "الجيش الوطني" يؤرق الأهالي

13 أكتوبر 2020
الوضع برأس العين يثير الهلع وسط المدنيين (الأناضول)
+ الخط -

قرابة عام كامل مر على سيطرة "الجيش الوطني السوري" المعارض بدعم تركي على مدينة رأس العين في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، قرب الحدود مع تركيا، بعد طرد مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية منها، إلا أنّ أهالي المدينة لم يشعروا بالأمان نتيجة العوائق التي يقف على رأسها الخطر الداخلي المتمثل بعمليات الاقتتال المتكررة بين فصائل "الجيش الوطني"، فضلاً عن عمليات التفجير والألغام المزروعة من قبل المليشيات.

محمد، وهو من أهالي رأس العين، أكد في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ كل شيء متوفر في المدينة من ناحية الخدمات الصحية والتعليمية وذلك بسبب الدعم التركي الكبير لهذه الخدمات، إلا أنّ الأمان ما يزال غائباً عن المدينة، وذلك بسبب الاشتباكات المتكررة فيها من قبل فصائل من "الجيش الوطني السوري".

ولفت إلى أن "مشاجرة بالكلام بين عنصرين" تحولت إلى معركة بين فصيلين، مضيفاً أنّ المدينة شهدت، مساء الاثنين، حالة من التوتر والاشتباك الذي أثار الذعر لدى الأطفال، وجعلهم لا يعرفون كيف ينامون.

ووقع الاشتباك بين مجموعات من فصيل "جيش الشرقية" ومجموعات من فصيل "السلطان مراد" وذلك على خلفية شجار كلامي، إثر مرور عنصر من "جيش الشرقية" على حاجز الفصيل الآخر. وبعد منعه من المرور وتلقيه للضرب استنجد بفصيله ليتحول الشجار إلى اشتباك مسلح استخدمت فيه رشاشات ثقيلة.

وتسبب الاشتباك بحالة من الهلع والخوف، ولم يسفر عن وقوع خسائر بشرية ولم يتوقف إلا بعد وصول تهديدات من فصائل أخرى والجيش التركي بالتدخل.

وأكد مصدر من "الجيش الوطني"، لـ"العربي الجديد"، مفضلاً عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، أنّ هذه الاشتباكات تقع دائماً بسبب قيام عناصر بمحاولة سرقة منازل في المدينة وعند منعهم من المرور على الحاجز يصرون ويفتعلون الشّجار وعندما تتطور الأمور يستنجدون بفصيلهم لتتطور الأمور إلى إطلاق النار.

ولفتت مصادر "العربي الجديد" إلى أنّ بعض الاشتباكات تسببت بخسائر بشرية نتيجة استخدام قذائف صاروخية أيضاً، موضحة أن الجيش التركي يتدخل دائماً لفض الاشتباكات لكنه لا يقوم بضرب هذه الفصائل خشية الدخول معها في نزال داخل المدينة.

ومن أبرز الاشتباكات التي وقعت في رأس العين منذ السيطرة عليها تلك التي حدثت بين "الفرقة عشرين" و"لواء صقور الشمال" في يوليو/ تموز الماضي، وبين "أحرار الشرقية" و"الفرقة عشرين" مع "فرقة المعتصم" في إبريل/ نيسان الماضي، وبين "فرقة الحمزة" و"أحرار الشرقية"، و"فرقة الحمزة" و"الفرقة عشرين" عدة مرات سابقاً، كما وقع اشتباك عدة مرات بين "فرقة الحمزة" و"الجبهة الشامية".

وتعاني المدينة أيضاً من خروقات أمنية متكررة جلها تمثل بهجمات على المدنيين وفصائل "الجيش الوطني" عبر الألغام والعبوات الناسفة والسيارات الملغمة.

وفي هذا السياق، نشرت وسائل إعلام تركية مقطع فيديو يظهر مدرعة للجيش التركي تنقل تلاميذ قالت إنهم في رأس العين، حيث تنقلهم إلى المدرسة وتعيدهم منها خشية التعرض لانفجار ألغام أو عبوات ناسفة، في حين عزت مصادر محلية ذلك إلى نقص المواصلات في المدينة.

ويذكر أن جميع المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" تعاني من فلتان أمني كان آخر نتائجه تفجير شاحنة ملغمة في مدينة الباب بريف حلب الأمر الذي تسبب بمقتل وجرح قرابة 100 مدني.

المساهمون