ذي قار العراقية إلى الواجهة مجدداً: استقالة المحافظ إثر إصابة متظاهرين

23 ديسمبر 2021
أصيب 5 متظاهرين الأربعاء بجروح متفاوتة (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

قدّم محافظ ذي قار جنوبي العراق أحمد غني الخفاجي استقالته من منصبه، بعد يوم واحد فقط على تظاهرات شعبية تخللتها مواجهات مع عناصر الأمن، أوقعت إصابات بصفوف المحتجين، فيما أكدت مصادر أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قبل الاستقالة.

وشهدت المحافظة، أمس الأربعاء، إصابة نحو خمسة متظاهرين بجروح متفاوتة جراء إطلاق قوات الأمن النار، خلال تجمّع لهم طالبوا فيه بإسقاط التهم الموجهة إلى ناشطين بالحراك الشعبي، تتعلق بإتلاف ممتلكات عامة وقطع طرق خلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في العامين الماضيين.

وحاول المحافظ الخفاجي، يوم أمس، تهدئة الشارع ومنع الصدامات مع المتظاهرين، من خلال توجيه كتاب سري إلى قيادة عمليات سومر، دعاها فيه إلى التعامل بشكل سلمي مع التظاهرات الشعبية، وعدم استخدام السلاح والرصاص الحي في مواجهتهم.

ووفقاً لبيان للمكتب الإعلامي لمحافظ ذي قار، فإنّ "المحافظ أحمد غني الخفاجي أقدم على تقديم استقالته من المنصب إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حرصاً منه على المصلحة العامة، وتقديماً للأمن والاستقرار وحفظ مصالح مواطني هذه المحافظة"، مبيّناً أنّ المحافظ يقدّم "اعتذاره الخاص لأبناء ذي قار كافة عن أي تقصير".

إلى ذلك، نقلت وكالات أنباء عراقية محلية، عن مصادر مطلعة، أنّ "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وافق على الاستقالة"، مبيّنة أنه "يبحث تعيين محافظ جديد لذي قار، خلال اليومين المقبلين".

ويؤكد ناشطون أنّ استقالة المحافظ أو عدمها لا يعني لهم شيئاً، بقدر سعيهم إلى تحقيق مطالبهم المشروعة، لا سيما ما يتعلق بإسقاط التهم الكيدية عن الناشطين. وقال حسن الوائلي، وهو عضو في تنسيقية تظاهرات ذي قار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تظاهراتنا لن تتوقف باستقالة المحافظ. نريد الحصول على حقوقنا وعدم كيل التهم الكيدية لنا".

وأضاف: "لقد تعرّضنا لضغوط من قبل أطراف سياسية أرادت إنهاء تظاهراتنا، لكننا لن نتوقف، وسنواصل المطالبة بالحقوق عبر الطرق السلمية".

في هذه الأثناء، تعرّض مستشار محافظ ذي قار لشؤون جرحى التظاهرات علي مهدي، لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة. وقال، في تصريح صحافي، إنّ "مجهولين قدموا من إحدى بلدات المحافظة، وحاولوا زرع عبوة ناسفة أمام باب منزلي بمنطقة حي الحسين وسط الناصرية". وأوضح أنه "تم رصدهم بكاميرات المنزل، وإطلاق النار عليهم، ليلوذوا بالفرار".

وتشهد محافظة ذي قار، انتشاراً أمنياً واسعاً، لا سيما في مركزها الناصرية، وسط مخاوف من ارتباك أمني قد تتعرض له، في ظل توتر الأوضاع.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد وجّه بتشكيل لجنة خاصة، لمتابعة أحداث الناصرية، والتحقيق في أسبابها، ومحاسبة المسؤولين عن الإصابات بصفوف المتظاهرين.

المساهمون