أعلن البيت الأبيض، السبت، العثور على خمس صفحات إضافيّة من الوثائق السرّية في منزل عائلة الرئيس جو بايدن في ديلاوير، وتُضاف الصفحات إلى وثائق أخرى عُثر عليها في مكتب بايدن في أوقات سابقة، في قضية أشغلت الإعلام الأميركي والعالمي، خصوصاً وأنها حملت بعداً سياسياً داخل أميركا وخارجها.
في هذا السياق، ترصد صحيفة "ذا هيل" خمسة أسئلة لم تتم الإجابة عنها بعد بخصوص هذه القضية.
- لماذا لم يتم الإعلان عن الوثائق فوراً بعد اكتشافها؟
تقول الصحيفة، إن الجدول الزمني للإعلان عن الوثائق كان أكثر الأشياء غموضاً في القضية، وفيه بُعد سياسي واضح، إذ تم الكشف عن الدفعة الأولى من الوثائق يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني، في مكتب بايدن القديم في جامعة بنسلفانيا في واشنطن، ويبدو أن هذا قد عجل في عملية البحث في مواقع أخرى، مما أدى إلى كشف وثائق أخرى بحلول 20 ديسمبر/كانون الأول.
بحسب ادعاء الصحيفة، فإن الوثائق كانت مكتشفة قبل 10 أسابيع من الإعلان الفعلي، أي أن قضية الوثائق بقيت مخفية عن الجمهور لما يقارب الـ10 أسابيع، وتم نشرها تمامًا قبل 6 أيام من الانتخابات النصفية الأميركية.
استغل الجمهوريون، بمن فيهم رئيس اللجنة القضائية الجديد في مجلس النواب، جيم جوردان، هذه النقطة، وأصروا على أن للشعب الأميركي الحق في معرفة القضية عندما كانوا على وشك الإدلاء بأصواتهم.
- متى عرف بايدن نفسه بالقضية؟
قال بايدن إنه فوجئ بمعرفة أنه تم الكشف عن المزيد من الوثائق، ويزعم بايدن أيضاً أنه لا يعرف بالضبط ما تحتويه تلك الوثائق، ويقول إن محاميه نصحه بعدم السؤال.
لكن السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير، التي تعرضت لضغوط متواصلة من الصحافيين في عدة إحاطات هذا الأسبوع، قالت إن بايدن "ظل على اطلاع مع مستشاره طوال هذه العملية".
ويبدو أن بايدن كان، على الأقل، على علم بما كان يجري مع الوثائق، ومن المؤكد أن الرئيس سيواجه المزيد من الأسئلة قريباً حول التفاصيل.
- ما الذي تحويه الوثائق؟
حتى الآن، استمد المدافعون عن بايدن من حقيقة أن الأمر برمته يبدو أنه يركز على عدد متواضع من الوثائق.
وذكرت شبكة "سي بي إس" نيوز، في وقت مبكر من يوم السبت، أن "العدد الإجمالي للوثائق المعروفة التي تم وضع علامة عليها على أنها سرية هو حوالي 20". جاء هذا العدد قبل الذي كشف عن خمس صفحات إضافية.
وذكرت شبكة "سي أن أن"، يوم الثلاثاء، أن بعض الوثائق من المكتب تضمنت معلومات استخبارية ومواد إعلامية حول "مواضيع من بينها أوكرانيا وإيران والمملكة المتحدة".
وفي حال كان هذا محتوى الوثائق، فمن الممكن أن يتعرض بايدن إلى اتهامات تتعلق بالأمن القومي للولايات المتحدة أو حلفائها مثل المملكة المتحدة، وستكون هذه مرحلة صعبة على بايدن.
- ما مدى اتساع تحقيق المستشار الخاص؟
عين المدعي العام ميريك جارلاند روبرت هور، مستشاراً خاصاً للنظر في الأمر، قال جارلاند إن الاستعانة بمستشار خاص ضروري لطمأنة الأميركيين بشأن استقامة التحقيق.
لكن الرؤساء يكرهون المستشارين الخاصين، وعادة ما يتم منحهم سلطات واسعة النطاق للغاية.
على سبيل توضيح صلاحيات المستشار الخاص، فقد استمر تحقيق مستشار خاص في مزاعم التواطؤ بين روسيا وحملة الرئيس السابق ترامب لعام 2016، من عام 2017 إلى 2019، وشملت الفترة إصدار حوالي 2800 أمر استدعاء.
لكن هناك دائماً احتمال أن يكشف المستشار الخاص، الذي رشحه ترامب ليكون المدعي العام الأميركي لماريلاند، عن معلومات جديدة ومضرة.
- هل سيدرك الناخبون الفرق بين قضية بايدن وقضية ترامب؟
لم يضيع الجمهوريون أي وقت في استخدام مسألة بايدن في محاولة لتحييد الانتقادات الموجهة إلى ترامب لسلوكه فيما يتعلق بالوثائق التي تم تمييزها على أنها سرية.
يخضع الطرفان الآن للتحقيق بسبب تعاملهما مع الوثائق السرية، لكن هناك فرق كبير واحد على الأقل. في حالة بايدن، أعيدت الوثائق على الفور إلى الأرشيف الوطني فور اكتشافها، بينما كان مصير الوثائق في حالة ترامب، خاضعاً لمعركة طويلة.
خلال الخمسة عشر شهراً الماضية، يبدو أنه كانت هناك مناسبتان قال فيهما فريق ترامب أو ألمح إلى أنه كان يسلم جميع المستندات ذات الصلة، بينما لم يفعل ذلك في الواقع.
هذه السلسلة من الأحداث التي يعتقد العديد من الخبراء القانونيين أنها تعرض ترامب لخطر حقيقي بتهم عرقلة المستشار الخاص في قضيته، جاك سميث.
في حالة بايدن، لم يتم اكتشاف أي شيء يمكن مقارنته، حتى الآن، لكن من الناحية السياسية، سيعتمد الكثير على ما إذا كان بإمكان البيت الأبيض إقناع الجمهور الأميركي بأن بايدن أو موظفيه ارتكبوا خطأً غير مقصود، في حين أن ترامب كان متورطًا في شيء أكثر شناعة.