يسجل شهر ديسمبر/ كانون الأول كأكثر أشهر السنة الذي شهد موت الشخصيات السياسية والعسكرية الجزائرية، التي لعبت أدواراً مهمة في تاريخ البلاد.
آخر هذه الشخصيات كان وزير الدفاع الجزائري وعضو المجلس الرئاسي السابق اللواء المتقاعد خالد نزار، الذي توفي أول من أمس الجمعة، وشيعت جنازته أمس السبت في العاصمة الجزائرية، عن عمر ناهز 86 عاماً، بحضور رسمي لكبار المسؤولين في الدولة والجيش، فضلاً عن شخصيات سياسية.
شخصية عسكرية جزائرية بارزة أخرى ومثيرة للجدل أيضاً توفيت في شهر ديسمبر/ كانون الأول، بعد أيام من تنظيم الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 ديسمبر 2019، حيث أعلن في 23 من الشهر ذاته عن وفاة مفاجئة لقائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الذي كان يدير البلاد من الخلف في واحدة من أعقد الفترات السياسية، وحين أعلن عن وفاته لم يكن قد مضى على تسلم الرئيس عبد المجيد تبون السلطة رسمياً سوى أربعة أيام، وكان آخر ظهور لقايد صالح أثناء مراسم تسلّم تبون السلطة، حيث جرى تكريمه خلال الحفل بوسام الاستحقاق الوطني.
كذلك، كان الرئيس الراحل هواري بومدين من أبرز الشخصيات السياسية الجزائرية التي توفيت في شهر ديسمبر، وتحديداً يوم 28 من هذا الشهر لعام 1978، بعد إصابته بمرض عجز الأطباء عن تحديده، وسط ترجيحات بأن وفاته كانت نتيجة لسم دس له، تسبب في ضعفه وهزاله. ووضعت وفاته المفاجئة البلاد في مرحلة عصيبة، بسبب صراعات على الحكم، وبقي الجزائريون يحيون رسمياً وشعبياً ذكرى وفاته، لكن هذه الفعاليات تراجعت إلى حد كبير في السنوات الأخيرة.
بعده بعامين، كان شهر ديسمبر، وتحديداً يوم 31 منه لعام 1980، يوم وفاة مؤسس جهاز المخابرات الجزائرية، عبد الحفيظ بوصوف، والذي عرف باستحداثه لجهاز التسليح والاتصالات (المالغ)، وهو مخابرات الثورة، وتطور بعد الاستقلال ليصبح جهاز الأمن العسكري (المخابرات الجزائرية). وعلى الرغم من دوره الكبير في المجهود الثوري، ثم انحيازه للجيش على حساب الحكومة المؤقتة (الجناح السياسي للثورة)، فإنه فضل التراجع إلى الخلف بعد الاستقلال، حيث لم تكن له أدوار فاعلة في مرحلة الاستقلال حتى وفاته.
وفي 23 ديسمبر 2015، أعلن عن وفاة الزعيم الثوري حسين آيت أحمد، عن عمر ناهز 89 سنة بعد معاناة مع المرض في سويسرا، وهو أحد أبرز قيادات ثورة الجزائر، والزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية، أول حزب سياسي معارض في البلاد بعد عام واحد من الاستقلال.
وبسبب معارضته، عاش آيت أحمد أغلب حياته في المنفى منذ عام 1964 وحتى عام 1989، الذي شهد عودته للجزائر بعد سقوط نظام الحزب الواحد، وحافظ على مواقفه المدافعة عن الخيار الديمقراطي حتى وفاته.
وفي 19 ديسمبر 2017، توفي الجنرال محمد عطايلية، أحد أشهر جنرالات الجيش الجزائري، وتنسب له عمليات قمع المتظاهرين في أحداث عنابة شرقي الجزائر عام 1965، رفضاً للانقلاب على الرئيس أحمد بن بلة.
وفي 18 ديسمبر 2020، أعلن عن وفاة القائد السابق لجهاز المخابرات الجزائرية (في الفترة بين عامي 1979 و1981)، ووزير الداخلية الأسبق نور الدين اليزيد زرهوني، عن عمر يناهز 83 سنة. وكان زرهوني أحد رموز فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ويرتبط اسمه بأزمة وأحداث الربيع الأمازيغي الأسود في إبريل 2001، حيث تحمّله الأحزاب والمنظمات مسؤولية مقتل 128 ضحية في تلك الأحداث.