دول مجموعة السبع تدين "التصعيد" الروسي.. وموسكو تستعد للرد على الانتقادات

22 سبتمبر 2022
قوبل إعلان التعبئة بتظاهرات عفوية في روسيا (Getty)
+ الخط -

أدان وزراء خارجية مجموعة السبع "تصعيد" موسكو الصراع في أوكرانيا، وتوعدوا بفرض "عقوبات جديدة" عقب إعلان روسيا تعبئة جزئية، فيما يتوقع أن تدافع روسيا عن نفسها الخميس في اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي.

وشجب الوزراء "تصعيد روسيا المتعمد، بما في ذلك التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط والخطاب النووي غير المسؤول"، في بيان نُشر ليلة الأربعاء بعد اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا اليوم الخميس، إن الحديث عن صراع نووي "غير مقبول"، وإن أي ضم من قبل أي دولة لأراضي دولة أخرى عبر التهديد أو استخدام القوة يعد انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

كما ندد وزراء ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، وكذلك وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بـ"الاستفتاءات الوهمية على أراضي أوكرانيا ذات السيادة"، التي أعلنت عنها السلطات الموالية لروسيا في منطقة دونباس المحتلة. واعتبروا أن التصويت "لا يمكن أن يكون حراً أو نزيها" بوجود القوات الروسية.

وأكد البيان أنّ مجموعة السبع "ستفرض عقوبات جديدة محدّدة الأهداف" و"ستواصل الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا"، وقال بوريل: "سندرس ونعتمد إجراءات تقييدية جديدة على الصعيدين الشخصي والقطاعي". كذلك أكد الوزراء مجدداً التزامهم "بإنهاء الاستعدادات" لوضع سقف لأسعار النفط المستورد من روسيا.

روسيا ستدافع عن نفسها

يشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، في اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي، بعد تعرّض بلاده لانتقادات حادة عقب إعلانها تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط لتعزيز قواتها في أوكرانيا، والتهديد باللجوء إلى الأسلحة النووية، ويترأس لافروف وفد بلاده في نيويورك، في غياب الرئيس فلاديمير بوتين، للرد على وابل الانتقادات.

وأوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي ستترأس الاجتماع، أن الاجتماع سيناقش "الإفلات من العقاب على الجرائم" المرتكبة في أوكرانيا، كما يُتوقع أن يتحدث أيضاً المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

وكثّفت الدول الغربية، الأربعاء، هجومها على موسكو بعد إعلان فلاديمير بوتين تعبئة جزئية تشمل 300 ألف من جنود الاحتياط، بهدف مواصلة الهجوم على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/شباط.

كما أعلن الرئيس الروسي في خطاب للأمة أنه مستعد لاستخدام "كل الوسائل" في مواجهة الغرب، متهماً اياه بالرغبة بـ"تدمير" روسيا ومؤكداً في حديثه عن استعدادات روسيا أن "هذه ليست خدعة".

تظاهرات في روسيا

في جميع أنحاء روسيا، قوبل إعلان التعبئة بتظاهرات عفوية واعتُقل 1332 شخصاً على الأقل أمس الأربعاء، وتعتبر هذه الاحتجاجات هي الأكبر في البلاد، منذ تلك التي أعقبت إعلان الهجوم على أوكرانيا.

وأكد المتظاهر في سانت بطرسبورغ فاسيلي فيدوروف، وهو طالب وضع شعاراً يرمز إلى السلام على صدره، أن "الجميع خائف"، مضيفاً: "أؤيد السلام وأرفض إطلاق النار، لكن الخروج خطير جداً حالياً، وإلا لوُجِد عدد أكبر من الناس".

وفي علامة على قلق عدد كبير من الروس، غصت مواقع شركات الطيران بالزوار بعد خطاب بوتين.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب في الأمم المتحدة، إن "هذه الحرب تقضي على حق أوكرانيا في الوجود، بكل بساطة"، وأضاف أن روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، "انتهكت بوقاحة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة"، من خلال الاستيلاء على أجزاء من أراضي جارتها.

فيما وُصفت التعبئة الروسية في أوروبا بأنها "اعتراف بالضعف"، بعد أن تعرض جيش موسكو لانتكاسات في الأسابيع الأخيرة في مواجهة الهجمات المضادة الأوكرانية في منطقتي خاركيف (في الشمال الشرقي) وخيرسون (في الجنوب).

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو بُثّ الأربعاء خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده ارتُكبت جريمة بحقها، و"نُطالب بعقوبة عادلة".

تبادل أسرى

وأعلنت كييف في اليوم نفسه عن أكبر عملية تبادل للأسرى مع موسكو منذ بداية الصراع، شملت ما مجموعه 215 أسيراً عسكرياً أوكرانياً، بينهم قادة في مجال الدفاع كانوا في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول.واستعادت روسيا من جانبها 55 أسيراً، أكدت كييف أن من بينهم النائب الأوكراني السابق فيكتور ميدفيدتشوك، المقرب من فلاديمير بوتين، والمتهم بالخيانة العظمى في أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، عودة 55 جندياً روسياً إلى روسيا، من دون ذكر فيكتور ميدفيدتشوك.

واتهم الجيش الروسي كييف مرة أخرى "بمواصلة استفزازاتها" بهدف "التهديد بكارثة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية"، المحطة الأكبر في أوروبا، والتي تقع في جنوب أوكرانيا، وتحتلها القوات الروسية منذ أسابيع الغزو الأولى.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المدفعية الأوكرانية أطلقت الأربعاء 13 قذيفة على مدينة إنيرغودار (حيث تقع المحطة) والمنطقة المجاورة لها، مؤكدة أن "الوضع الإشعاعي" في الموقع "طبيعي".

يُذكر أن قصفا متكررا استهدف محطة زابوريجيا النووية في الأشهر الأخيرة، وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بالقصف وبممارسة ابتزاز نووي.

ميدانياً، تُنذر التعبئة المعلنة بتصاعد العنف في مطلع الشهر الثامن من الصراع، وحتى قبل الإعلان عن هذه التعبئة الجزئية، شكل الإعلان، الثلاثاء، عن "استفتاءات" الضم في المناطق التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا، في الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر/أيلول، إشارة إلى حدوث تصعيد.

وتنص العقيدة العسكرية الروسية على إمكان اللجوء إلى السلاح النووي إذا تعرضت أراضٍ تعتبرها موسكو روسية لهجوم، وهو ما يمكن أن يشمل المناطق التي ضمتها روسيا.

وستجرى هذه الاستفتاءات، التي وصفتها كييف وحلفاؤها الغربيون بأنها "صورية" ومن دون قيمة قانونية، في منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين تشكلان حوض دونباس في شرق أوكرانيا، وكذلك في منطقتي خيرسون وزابوريجيا المحتلتين في الجنوب.

 

(فرانس برس، رويترز)

 

المساهمون