في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، الذي يصادف اليوم السبت، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي إلى إنقاذ المعتقلين لدى النظام، فيما ذكرت "الشبكة السورية لحقوق الانسان" أن حصيلة الذين قتلوا تحت التعذيب في سورية زادت عن 14 ألف شخص منذ مارس/ آذار 2011 حتى الشهر الحالي.
وقال الائتلاف في بيان، اليوم السبت، إن "جرائم التعذيب والقتل التي تمارس في معتقلات النظام بشكل ممنهج ومستمر منذ عام 2011 تمثل واحدة من أهم القضايا التي يجب أن يتولى المجتمع الدولي مسؤولية حلها بشكل فوري".
وأكد أنه "لا يمكن لأي إنسان سويّ أن يقبل باستمرار هذه الجريمة ويقرها أو يتسامح مع مرتكبيها".
وأشار البيان إلى أن "آلاف الشهادات وعشرات آلاف الصور التي جرى تسريبها لم تكشف إلا جزءاً يسيراً من الأهوال التي يعيشها المعتقلون في تلك الأقبية ليلاً نهاراً وعلى مدى سنوات متتالية. عشرات الآلاف من الشباب والشابات والرجال والنساء والشيوخ والأطفال ما يزالون معتقلين أو مختفين قسرياً".
ولفت إلى أن الناجين من سجون النظام يحتاجون إلى دعم على جميع المستويات من أجل مساعدتهم على تجاوز الأثر الجسدي والنفسي والاجتماعي للمعاناة الحادة التي تعرضوا لها، والتحديات التي قد ترافقهم مدى الحياة.
وطالب الائتلاف المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الملف، و"أن يقوم بما يلزم لضمان وصول المنظمات الحقوقية الدولية والصليب الأحمر الدولي إلى تلك الأقبية والسجون وإجراء زيارات فورية ودورية إليها للوقوف على ظروف الاحتجاز وتقديم التوصيات اللازمة استناداً إلى تلك الزيارات".
وجدد المطالبة بإحالة ملف الانتهاكات في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وملاحقة ومعاقبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
ضحايا التعذيب في سورية
وبهذه المناسبة، أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريراً، اليوم السبت، حول التعذيب في سورية.
ووثقت الشبكة مقتل 14537 شخصاً تحت التعذيب منذ مارس/ آذار 2011 حتى يونيو/ حزيران 2021 الحالي منهم 180 طفلاً و92 امرأة، والغالبية العظمى منهم قتلوا على يد قوات النظام.
وأوضح التقرير أن النظام مسؤول عن مقتل 14338 بينهم 173 طفلاً و74 امرأة، بينما تنظيم "داعش" مسؤول عن مقتل 32 بينهم طفل واحد و14 امرأة، أما هيئة تحرير الشام فمسؤولة عن مقتل 28 بينهم طفلان اثنان بسبب التعذيب.
وبحسب التقرير، فقد قتل 67 شخصاً بينهم طفل واحد وامرأتان تحت التعذيب على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) فيما قتل 47 بينهم طفل واحد وامرأة واحدة تحت التعذيب على يد فصائل في المعارضة المسلحة.
ووفقاً للشبكة فإن النظام قد اعتقل العدد الأكبر من المواطنين السوريين، ولا يزال لديه العدد الأكبر منهم ومن المختفين قسرياً، ويستمر التعذيب طيلة مدة اعتقال الشخص.
ورصد التقرير ممارسة النظام عمليات التعذيب في كثير من الأحيان على خلفية انتماء الضحية لمنطقة ما مناهضة له، كنوع من الانتقام الجماعي في مراكز احتجازه.
وقال مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، فضل عبد الغني في تعليق له ضمن التقرير: "إن الحجم الهائل من التعذيب الذي مورس على أعداد ضخمة من أفراد المجتمع السوري تصل إلى عشرات الآلاف، وبأساليب وحشية ومن قبل جميع أطراف النزاع، ولكن بشكل خاص من قبل النظام السوري، الذي استخدم مؤسسات في الدولة لخدمة التعذيب، كل هذا التعذيب تجاه أفراد المجتمع، ولَّد حالة من الاحتقان الشديد تجاه مرتكبي الانتهاكات، ممزوجة برغبة شديدة بالانتقام".
ورأى أن "استمرار النزاع السوري على الرغم من مضي عشر سنوات يجعل العديد من أفراد المجتمع الذين تعرضوا للتعذيب بمثابة قنابل موقوتة"، مشدداً على أنه "لا بدَّ للمجتمع الدولي من قيادة مسار عدالة انتقالية في أسرع وقت ممكن".