دانت فصائل فلسطينية وفعاليات وطنية في غزة، اليوم الثلاثاء، جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين في النقب والضفة الغربية، ودعت لاستراتيجية وطنية تضم الجميع قادرة على مواجهة التغول الإسرائيلي بحق الفلسطينيين أرضاً وشعباً.
واستشهد اليوم، الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي كل من سند الهربد في مدينة رهط بالنقب المحتل، ونادر ريان في مخيم بلاطة، وعلاء شحام في مخيم قلنديا، بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت الهيئة الوطنية لدعم وإسناد فلسطينيي الداخل المحتل إن "قيام قوات الاحتلال بعمليات الاغتيال يؤكد استمرارها بالعدوان على الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده وضربها عرض الحائط بالقانون الدولي من خلال القتل العمد وبدم بارد دون أي اكتراث بمنظومة حقوق الإنسان".
وأكدت الهيئة في بيان، أنّ "أبلغ رد على ذلك يكمن بتحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز التلاحم بين مكونات الشعب الفلسطيني السياسية والجغرافية لمواجهة التحديات المفروضة من قبل الاحتلال والتي ترمي إلى كي الوعي وشطب حقوقه الثابتة والمشروعة غير القابلة للتصرف".
وشددت على أنه "آن الأوان لقيام المجتمع الدولي بوقف سياسة الكيل بمكيالين، والعمل على فرض عقوبات على دولة الاحتلال التي تنكل بأبناء شعبنا عبر عمليات الاغتيال والاعتقال ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والتطهير العرقي والتمييز العنصري إلى جانب حصار قطاع غزة كما أكد تقرير أمنستي (منظمة العفو الدولية)".
وأشارت أيضاً إلى أنّ "ممارسات الاحتلال تؤكد ضرورة عدم الرهان على المفاوضات وتعزيز أشكال المقاومة الشعبية ذات الإجماع الوطني في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري، كما تكمن بالشروع الفوري بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتعزيز الوحدة على قاعدة ديمقراطية وتشاركية".
من جهتها، نعت حركة "حماس" الشهداء الثلاثة، وقالت إنّ "دماءَهم الطاهرة التي سالت اليوم، قد جسّدت ملحمة وطنية عنوانها وحدة شعبنا في طريق المقاومة والتحرير والعودة، لتبقى وقودًا يحرّك جذوة الانتفاضة في كلّ شبر من أرضنا، ويغذّي حالة الاشتباك الشعبي والمسلّح مع العدو الصهيوني".
وبعثت الحركة بتعازيها لأهالي نابلس والنقب وقلنديا "القابضين على زناد التضحية والصمود والمقاومة"، داعية "أبناء شعبنا وشبابنا الثائرين لمزيد من الاشتباك مع العدو رداً على جرائمه، ودفاعًا عن القدس والأقصى، وليكن تشييع ثلة شهدائنا الأبرار عنوانًا لغضب شعبي متواصل، حتّى انتزاع حقوقنا المشروعة وزوال الاحتلال".
من ناحيتها، قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إنّ "استمرار أبناء الشعب الفلسطيني في التصدّي لقوات الاحتلال في المُخيّمات والقرى والمدن الفلسطينيّة يدعو مكوّنات الشعب كافة للتكاتف والوحدة أكثر في وجه هذه العدوانية الإسرائيلية المُستمرة".
وأشارت "الجبهة الشعبية" في بيانها إلى أنّ "المقاومة الشاملة هي السبيل الأنجع في مقاومة العدو الصهيوني، وخاصّة أنه يثبت كل يوم بأنّ العدو يستهدف الوجود والمصير لشعبنا وحقوقه الوطنية وعلى كامل امتداد الجغرافيا الفلسطينيّة".
ودعت إلى ضرورة "الإقدام سريعًا على تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، والتوافق الوطني على استراتيجية وطنية شاملة، تستند إلى طبيعة وجوهر الصراع مع العدو الصهيوني، والبحث الجاد في آليات وسبل تشكيل جبهة مقاومة موحدة، فاعلة ومثمرة، وذلك لرد العدوان المتواصل ضد شعبنا وأرضنا".
بدورها، أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" أنّ "دم الشهداء يوحد شعبنا في تصويب البوصلة تجاه عدونا، وأن جريمة قتلهم مدعاة لإشعال نار المقاومة والمواجهة حتى تحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا".
وأشارت في بيان، إلى أنّ "هذه الجريمة البشعة التي استهدفت أبناء شعبنا على امتداد خريطة الوطن السليب، تكشف مجدداً عن الوجه الإرهابي لهذا الكيان المسخ، وتدلل على استمراره في استهدف أبناء شعبنا وقتلهم بدم بارد".
وحذّرت حركة "الجهاد" الاحتلال من "تداعيات هذه الجرائم البشعة والمستمرة، التي سوف تزيد من فاتورة المواجهة والحساب مع هؤلاء القتلة، والتي لن تمر مرور الكرام، وستكون لرجال المقاومة ومجاهديها كلمتهم في صد وردع هذه الممارسات الإرهابية".
ودعت الحركة إلى "إبقاء جذوة المقاومة مشتعلة في كل المدن والقرى والمخيمات في الضفة والداخل وعلى طرق التماس مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين"، مضيفة "لا خيار لنا إلا المواجهة، ولا مصير لنا إلا النصر والتحرير، وهزيمة حتمية لهذا المحتل الغاصب".