دعوات في شمال أوروبا لتسليح أوكرانيا بدبابات ليوبارد-2

03 يناير 2023
الدبابة الألمانية ليوبارد-2 التي يدور النقاش حول تزويد كييف بها (شون غالوب/Getty)
+ الخط -

مع مطلع 2023 وقبل أسابيع من مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022، ترتفع أصوات سياسيين في دول الشمال الأوروبي من أجل إرسال المزيد من الأسلحة الحديثة لكييف.

وقدم برلمانيون في فنلندا والدنمارك مقترحات عاجلة لأجل مناقشة جدية "لإتاحة المجال أمام تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد-2 من الدول الأوروبية التي تمتلكها"، وفي رسالة مشتركة من سياسيي الحزبين الحاكمين في يسار ويسار الوسط في العاصمة الفنلندية هلسنكي، الخضر والاجتماعي الديمقراطي، حض موقعوها على ضرورة مناقشة "جهود مشتركة مع كوبنهاغن وغيرها من أجل تلك الغاية"، كما نقلت صحيفة "هوفدستادبلاديت" الفنلندية اليوم الثلاثاء. 

ويؤكد مؤيدو دعم أوكرانيا بوسائل قتالية غربية حديثة أن أوروبا "تحتاج إلى إضافة الدبابات والتدريب عليها ومنشآت صيانة، كضرورة لزيادة جرعة الدعم الغربي المتباطئ للجيش الأوكراني". وأثار نقاش إرسال دبابات ليوبارد في وقت سابق سجالاً أوروبياً بعد تأكيد ألمانيا، المنتجة لهذا النوع من الدبابات، رفضها إرسال بعض دباباتها المخزنة كتبرع للجيش الأوكراني. وعاد النقاش حولها خلال الأيام الماضية في برلين، إثر مطالبات من أحزاب سياسية داعمة لتزويد كييف بنحو 350 من الدبابات الحديثة، في سياق نقاش ساخن حول شحنات الأسلحة التي يتوجب على برلين إرسالها إلى كييف. 

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك أكثر حماسة من مستشارها أولاف شولتز، الذي رفض قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد مرة أخرى إرسال الدبابات إلى كييف، بشأن "تفهم رغبة أوكرانيا في الحصول على دبابات ليوبارد-2"، وكذلك تبدي رئيسة لجنة الدفاع الألمانية ماري أغنيس ستراك زيمرمان، من الحزب الليبرالي، تأييدها لدعم أوكرانيا بالدبابات الثقيلة، قائلة للصحافة المحلية إنه "يتوقع شركاؤنا أن تفي ألمانيا بمسؤولياتها. يجب ألا نتخلى عن أوكرانيا، إنهم بحاجة إلى دبابات". 

ويأتي النقاش الاسكندنافي في سياق أوروبي يشعر بقلق من "نفاذ مخزونات الجيش الأوكراني"، ويعتبر السياسيون المؤيدون لإرسال المزيد من العتاد الحربي إلى أوكرانيا أنه توجد في مخازن الجيوش الأوروبية "في ألمانيا وهولندا والسويد والدنمارك وإسبانيا والنرويج وبولندا وفنلندا، من بين دول أخرى، الكثير من الدبابات الغربية التي تتفوق على تلك الروسية من الحقبة السوفييتية"، كما نقلت صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية اليوم عن مشرعين من أحزاب مختلفة.

ويتسلح الداعون لإرسال المزيد من العتاد الغربي بفكرة "الحفاظ على زخم أوكراني يواجه الاحتلال الروسي". ويقرأ المحلل العسكري في مركز الدراسات العسكرية بجامعة كوبنهاغن ينس وينزل كريستوفرسن بأن هذه المناقشات جزء من "التحديات التي تواجه الغرب وأوكرانيا في الحرب، في سياق معركة الإمدادات التي تتصاعد بين روسيا وأوكرانيا، ودبابات ليوبارد تلعب دوراً حاسماً في مسار الحرب". 

ويبدي بعض الأوروبيين قلقاً من أن الروس "يستخدمون في المقام الأول المعدات التي ينتجونها بأنفسهم، وهذا يعني أن إمداداتهم أكثر أماناً واستمرارية بكثير من إمدادات الأوكرانيين". وبحسب كريستوفرسن، يتعين على الدول الغربية مناقشة أفضل السبل لتمكين أوكرانيا من الحصول على المعدات الغربية".

وتطالب كييف بدعمها بأسلحة غربية من مخازن الجيوش الأوروبية، ولكن مسألة التزويد "الأحادي" ليست فكرة محبذة لبعض الدول الصغيرة، كحالة الدنمارك وفنلندا والسويد، التي تنشر مثل تلك الدبابات حالياً في إستونيا، بل يطالبون بضرورة اتخاذ قرار أوروبي جماعي "وبذلك يصعب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يرد كما لو كان الدعم فرديا".  

في كل الأحوال، أصبحت فكرة تقديم دعم أكبر لأوكرانيا تنتشر حتى في صفوف أحزاب اليسار الاشتراكي التي كانت مترددة في بدايات الغزو الروسي، إذ يؤيد "حزب الشعب الاشتراكي" في الدنمارك مطالب زملائه الفنلنديين من الخضر والاجتماعي الديمقراطي، وفقاً لما ذكرت مقررة الشؤون الدفاعية والأمنية عنه في البرلمان فالنتينا بيرتلسن، بل حتى أقصى اليسار الدنماركي في حزب "اللائحة الموحدة" يعرب أيضاً عن انفتاحه على فكرة دعم كييف بدبابات ليبوارد التي تملكها الدنمارك.

كما أن وزير دفاع الدنمارك الجديد ياكوب إلمان ينسن، من حزب فينسترا الليبرالي، يؤيد مواصلة دعم كييف، وأن تكون الدبابات الحديثة على طاولة البحث، وفي صفوف أقصى اليمين الدنماركي (حزب الشعب الدنماركي)، يبدو أن مسألة دعم كييف بالدبابات تلقى استحساناً "ليس فقط بدبابات ليوبارد، بل يجب تمكينهم من طائرات ومروحيات حديثة لطرد الروس من أوكرانيا، وذلك في مصلحة الغرب لإنهاء الحرب سريعاً"، بحسب مقرر القضايا الدفاعية فيه أليكس أهرندتسين. 

المساهمون