توالت الدعوات العربية والدولية الداعية إلى تغليب الحوار والدبلوماسية بين المغرب والجزائر في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الجزائرية، أمس الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بعد سلسلة أزمات سياسية وتوترات بين البلدين.
وعبّرت وزارة الخارجية السعودية عن أسف حكومة المملكة لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء في كل من المغرب والجزائر، معربة عن أملها في عودة العلاقات بين البلدين بأسرع وقت ممكن.
ودعت، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، "الأشقاء في البلدين إلى تغليب الحوار والدبلوماسية لإيجاد حلول للمسائل الخلافية بما يسهم في فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين الشقيقين، وبما يعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، ويعزز العمل العربي المشترك".
المملكة تعبر عن أسفها لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء المغرب والجزائر وتدعو إلى تغليب الحوار والدبلوماسية.https://t.co/0x3Sdx8d6z #واس_عام
— واس العام (@SPAregions) August 25, 2021
بدورها، دعت فرنسا إلى "الحوار" من أجل "الاستقرار" الإقليمي بعد إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".
وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية، في بيان، إنّ "فرنسا تبقى بالطبع متمسكة بتعميق العلاقات والحوار بين دول المنطقة، من أجل ترسيخ الاستقرار والازدهار فيها"، مضيفاً "الجزائر والمغرب بلدان صديقان وشريكان أساسيان لفرنسا".
والنزاع في الصحراء سبب رئيسي في توتر علاقات الجارين منذ عقود بسبب دعم الجزائر لـ"جبهة البوليساريو" التي تطالب بانفصال الإقليم الذي يعتبره المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحه حكماً ذاتياً تحت سيادته.
كذلك دعت منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، الجزائر والمغرب إلى اعتماد لغة الحوار، لحل ما قد يطرأ من اختلاف في وجهات النظر بين البلدين.
وجاء في بيان أصدرته المنظمة تعقيباً على قرار الجزائر، وفق ما أوردته "الأناضول"، "تابعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب".
وأضاف: "تدعو الأمانة العامة إلى تغليب المصالح العليا للبلدين الشقيقين ومبدأ حسن الجوار خاصة أن البلدين يجمعهما تاريخ ومصالح مشتركة وهما عضوان فاعلان في منظمة التعاون الإسلامي ومؤثران في العمل الإسلامي المشترك". كما دعت المنظمة، وفق البيان، إلى "اعتماد لغة الحوار لحل ما قد يطرأ من اختلاف في وجهات النظر".
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قد أعرب عن "أسفه البالغ" حيال ما آلت إليه العلاقات بين الجزائر والمغرب، ودعا البلدين إلى "ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد".
وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة، في بيان، مساء الثلاثاء، إن الجزائر والمغرب "بلدان رئيسيان في منظومة العمل العربي المشترك، وأن الأمل لا يزال معقوداً على استعادة الحد الأدنى من العلاقات بما يحافظ على استقرارهما ومصالحهما واستقرار المنطقة".
ووصفت وزارة الخارجية المغربية، ليل الثلاثاء، قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بـ"أحادي الجانب" و"غير المبرَّر تماماً"، معبِّرة عن "رفض المملكة القاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها" القرار.
وأعلنت الوزارة، في بيان لها، أنّ المغرب "يرفض رفضاً قاطعاً المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها"، مشددة على أنّ المملكة ستظل "من جهتها شريكاً صادقاً ومخلصاً للشعب الجزائري، وستواصل العمل بحكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية ومثمرة".
🔴المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من هذا اليوم. pic.twitter.com/F4eZ8srIjW
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) August 24, 2021
وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد أعلن، في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، ما يعني غلق السفارة الجزائرية في الرباط. وقال لعمامرة إن "استفزاز المملكة المغربية (للجزائر) بلغ ذروته"، مضيفاً أنّ "المغرب تخلى عن الالتزامات الأساسية للعلاقات مع الجزائر"، وأنه "بناءً على هذه العوامل فقد تقرر قطع العلاقات مع المملكة".
ويأتي القرار الجزائري بعد أيام قليلة على دعوة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ22 لجلوسه على العرش، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى "العمل معاً، في أقرب وقت يراه مناسباً، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها الشعبان، عبر سنوات من الكفاح المشترك"، باعتبار البلدين "أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان".