دعوات دولية إلى وقف الحرب على غزة إثر اغتيال السنوار

18 أكتوبر 2024
صورة يحيى السنوار مرفوعة في صنعاء، 9 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعربت دول عديدة عن قلقها من تداعيات اغتيال يحيى السنوار، حيث دعت ألمانيا إلى وقف إطلاق النار، بينما عبرت روسيا عن قلقها من التأثيرات الإنسانية. رأت الولايات المتحدة وفرنسا في الاغتيال فرصة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.

- نعت إيران يحيى السنوار واعتبرته رمزًا للمقاومة، مشيدة بجهوده في تحرير فلسطين. كما نعى الأزهر الشريف شهداء المقاومة الفلسطينية، مؤكدًا على بطولتهم ورفض تصويرهم كإرهابيين.

- اعتبر الاتحاد الأوروبي أن السنوار كان عقبة أمام السلام، بينما رأت أستراليا في وفاته فرصة لإنهاء الحرب. دعا جوزيب بوريل إلى الإفراج عن الرهائن، وأكدت بيني وونغ على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية.

اتفقت معظم المواقف الدولية، الغربية منها خصوصاً، إثر إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار في قطاع غزة، على أن حادثة الاغتيال يجب أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في القطاع، وفيما عبّرت روسيا عن قلقها من تداعيات الاغتيال، أكدت إيران أن "روح المقاومة ستتعزز".

ألمانيا تحث على وقف إطلاق النار بعد استشهاد السنوار

آخر المواقف الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة كان من ألمانيا، حيث قال متحدثان باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة، إن اغتيال يحيى السنوار يجب أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح كل من تبقى من المحتجزين. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي دوري أن الوزيرة أنالينا بيربوك خلصت في اجتماع مع نظيرها الأميركي في وقت سابق من اليوم الجمعة إلى أن "هذا (استشهاد السنوار) يمكن أن يكون نقطة تحول للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة". وقال متحدث باسم الحكومة إنه لا يستطيع التعليق على من قد يخلف السنوار زعيماً لحماس، لكن "حقاً يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وحل لهذه القضايا".

الكرملين قلق

من جانبه، أعرب الكرملين الجمعة عن "القلق" من تداعيات اغتيال السنوار. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "الجانب الأهم في ما يخصنا هو التداعيات على المدنيين"، مضيفاً، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية سألته عن تعليق بلاده على استشهاد السنوار، أنّ "الكارثة الإنسانية في غزة ولبنان مسألة تهمّنا كثيراً".

إيران: روح المقاومة ستتعزز

في هذه الأثناء، نعى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قائد حركة حماس الشهيد يحيى السنوار، قائلاً إنه لم يكن يخاف الموت، بل كان يبحث عن الشهادة في غزة وقاتل حتى آخر رمقه كبطل، مضيفاً أن مصير السنوار سيكون ملهماً لجميع المقاتلين في المنطقة من الفلسطينيين وغيرهم.

وأكد عراقجي أن بلاده تحيي مع كثير من الناس في العالم معركة السنوار لأجل تحرير فلسطين، موضحاً أن قضية تحرير الأراضي المحتلة باتت اليوم حية أكثر من أي وقت مضى.

من جهتها، أعلنت الخارجية الإيرانية في بيان فور إعلان حماس استشهاد السنوار أنها تعزي وتبارك ذلك للشعب الفلسطيني العظيم والأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، واصفة السنوار بأنه بطل كبير على طريق تحرير فلسطين وأسير محرر وكاتب استشهد والسلاح بيده.

وأضافت أن السنوار "غصن من الشجرة الطيبة للمقاومة الشريفة ضد الاحتلال والظلم الصهيونيين، ناضل طوال عمره المبارك باعتزاز وشموخ لأجل استعادة الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني وتحريره من الاحتلال والنظام العنصري".

وقبل ذلك، كتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك على حسابها في منصة إكس أنّ السنوار "سيصبح نموذجاً للشباب والأطفال الذين سيواصلون الطريق نحو تحرير فلسطين. وما دام الاحتلال والعدوان مستمرّين ستستمر المقاومة".

الأزهر ينعى "شهداء المقاومة الأبطال"

في غضون ذلك، نعى الأزهر الشريف، الجمعة، شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال، بعد إعلان اغتيال رئيس حركة حماس. جاء ذلك في بيان نشره الأزهر، عبر حسابه الموثق في منصة إكس. وقال البيان: "ينعى الأزهر الشريف شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال، الذين طاولتهم يد صهيونية مجرمة". وأكد أن تلك اليد "الصهيونية عاثت في أرضنا العربية فساداً وإفساداً، فقتلت وخربت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغط في صمت كصمت الموتى في القبور، وقانون دولي لا تساوي قيمته ثمن المِداد الذي كُتبَ به".

وأضاف الأزهر، أنّ "شهداء المقاومة الفلسطينية كانوا مقاومين بحق، أرهبوا عدوهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين كما يحاول العدو تصويرهم كذبًا وخداعًا، بل كانوا مرابطين مقاومين متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردون كيد العدو وعدوانه، مدافعين عن أرضهم وقضيتهم وقضيتنا؛ قضية العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".

واشنطن عن اغتيال السنوار: فرصة لوضع حد للحرب

من جانبها، رأت الولايات المتحدة في اغتيال السنوار، فرصة فريدة وتعتزم "مضاعفة الجهود" من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في في قطاع غزة. وأعلن الرئيس جو بايدن الخميس أنه "حان الوقت للمضي قدمًا" نحو وقف إطلاق النار، مهنئًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باغتيال السنوار. وقال إنه سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل خلال "أربعة أو خمسة أيام" للضغط على السلطات الإسرائيلية بهذا الصدد. من جانبها، رأت المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض نائبة الرئيس كامالا هاريس أن اغتيال السنوار يوجد "فرصة لوضع حد أخيراً للحرب في غزة".

في السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة دعت إسرائيل و"حماس" وحزب الله إلى اغتنام فرص التغيير بعد اغتيال السنوار. وقال أوستن حين سُئل عن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال "سنرى كيف تتطور الأمور".

وأضاف: "لكن من الواضح أن هناك فرصاً لتغيير الاتجاه، ونأمل أن تستغل الأطراف هذا، سواء في لبنان أو في غزة".

فرنسا: نقطة تحول

وجاء الموقف الفرنسي موافقًا للموقف الأميركي، حيث اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس أن استشهاد السنوار يمثّل "نقطة تحوّل" وفرصة يجب اغتنامها من أجل "وقف الحرب". وقال ماكرون على منصة إكس "هذا اليوم هو نقطة تحول وفي الوقت نفسه نجاح عسكري لإسرائيل. يجب اغتنام هذه الفرصة حتى يتم تحرير جميع الرهائن وإنهاء الحرب أخيرًا".

أستراليا: وفاة السنوار فرصة لإنهاء الحرب في غزة

في السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إن قتل زعيم حركة حماس الفلسطينية يحيى السنوار فرصة لإنهاء الحرب في غزة. وقالت وونغ أمام الصحافيين في أديلايد اليوم الجمعة: "كان السنوار إرهابيًّا سبّب معاناة لا توصف لكثير من الناس"، مشيرة إلى أنه سبّب "أسوأ خسارة في أرواح اليهود في يوم واحد منذ الهولوكوست. وفاة السنوار فرصة لإنهاء هذه الحرب". وأضافت وونغ: "ندعو مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار، وندعو مرة أخرى إلى عودة جميع الرهائن إلى ديارهم، وندعو مرة أخرى إلى تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة".

بوريل: السنوار كان عقبة

من جانبه، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس أنّ يحيى السنوار "كان عقبة أمام وقف إطلاق النار المُلح والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن". وأضاف عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي "يحيى السنوار كان إرهابياً، مدرجاً في قائمة الاتحاد الأوروبي (للإرهابيين)، ومسؤولاً عن الهجوم الشنيع في السابع من أكتوبر"، على حد وصفه.

وقبل ذلك، قال مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، الذي طلب في مايو/ أيار إصدار مذكرة اعتقال بحق يحيى السنوار إنه "على علم بالتقارير" عن وفاته. وفي رد مكتوب على أسئلة من وكالة أسوشييتد برس، قال المكتب الخميس، "وفقاً للممارسة المعتادة، سيتخذ المكتب الإجراءات ذات الصلة إذا تلقى معلومات كافية تؤكد وفاته".

أما المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني فقد دحض الخميس، الادعاءات المتداولة في إسرائيل ووسائل التواصل الاجتماعي بأن أحد موظفي الوكالة قُتل مع رئيس حركة حماس يحيى السنوار، في قطاع غزة. وأضاف لازاريني، في منشور على حسابه عبر منصة إكس: "مجدداً، تستخدم (إسرائيل) معلومات غير مؤكدة لتشويه سمعة موظفي أونروا". وأوضح لازاريني، أن "الموظف المعني على قيد الحياة، وهو يعيش حالياً في مصر، إذ سافر مع عائلته في إبريل/ نيسان الماضي، عبر معبر رفح". وأضاف: "حان الوقت لوضع حد لحملات التضليل (الإسرائيلية)".

(رويترز، الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)