دعوات جديدة للحوار في الجزائر وترقب لرد السلطة

05 فبراير 2021
جبهة القوى الاشتراكية: إما الحوار أو الهاوية (Getty)
+ الخط -

ما زالت كبرى القوى السياسية في الجزائر تطلق مزيدا من الدعوات للسلطة بضرورة إطلاق حوار سياسي، يسبق الذهاب إلى أية انتخابات نيابية أو محلية، لتجاوز بعض "الإكراهات السياسية" الراهنة، وضمان نجاح الاستحقاقات الانتخابية وتجنب مأزق المقاطعة الشعبية، كتلك التي شهدتها الجزائر خلال الاستفتاء على الدستور في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش في افتتاح دورة المجلس الوطني للحزب، اليوم الجمعة، إن الجبهة مقتنعة بأن "الحل يتمثل في حوار وطني شامل ومستقل بمخرجاته المدروسة، يوصلنا إلى تغيير جذري سلمي ومنظم لمنظومة الحكم، وهو الوحيد الذي سيمهد لميزان قوى حقيقي ومسؤول، وهذا الحوار لا بد من أن يجمع كل القوى المؤثرة في المشهد الوطني، وسط إرادة صادقة، وبعيدا عن الشعبوية والاستقطاب والانتقائية، بحيث تذوب فيه كل الأجندات في أجندة وطنية خالصة، وتنصهر كل المشاريع في مشروع وطني جامع". 

وأكد سكرتير الحزب، الذي يعد أقدم أحزاب المعارضة الجزائرية، أن الثورة الشعبية في 22 فبراير/شباط "لا تزال تمثل فرصة للجميع لإعادة النظر في المسارات السياسية ومآلاتها"، مشيرا إلى أن النظام "اجتهد منذ عقود في إخفاء الطابع السياسي للأزمة متعددة الأبعاد التي تعصف ببلادنا، ولكن كلما اجتهد في ذلك فإنه يعقد الأزمة ويدفع بالحلول بعيدا"، مشيرا إلى أن"مظاهر الأزمة السياسية وأزمة الشرعية بادية للعيان، والمؤشرات الاقتصادية الحمراء وانعكاساتها الاجتماعية الخطرة من احتقان شعبي وتذمر على كل المستويات"، مضيفًا: "مضى عهد تجريب الخدع السياسية وتقديم الحلول الوهمية، فاليوم إما أن نشرع في مباشرة مسار حل حقيقي تشارك فيه كل النخب الوطنية أو الذهاب نحو حافة الهاوية". 

وحذر المسؤول السياسي النظام مما وصفه "السباحة عكس خطاباته المشيدة بالحراك وفاعليه، وضد تيار الثورة الشعبية، والسعي لاستنساخ ممارساته وتشكيل توازناته، والاستمرار في توظيف حاشيته السياسية والاجتماعية تحت مسميات جديدة، ومواصلة تغذية الاستقطابات لهدف وحيد هو الإبقاء على الوضع القائم المهدد للدولة الوطنية".

من جهته، أعلن رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، عبد الرزاق مقري، أن حزبه جاهز للحوار ولإنجاز أية توافقات سياسية تسهم في الذهاب إلى مرحلة حل سياسي متوافق عليه. وقال مقري في تقدير موقف نشره: "نحن جاهزون في حركة مجتمع السلم، في أي وقت، للحوار الجاد والتوافق الوطني الصادق، ونحن جاهزون للتعاون مع من يعمل ويحترم الغير ولديه الاستعداد للتنازل، ولكن في نفس الوقت نحن جاهزون لرفع التحديات قياما بالواجب ثم ثقة بأنفسنا"، مشيرا إلى أن حزبه موافق على "إطلاق حوار حول كل القضايا لبناء مؤسسات شرعية وقوية وذات مصداقية". 

وجرت في الفترة الأخيرة اتصالات سياسية بين عدة أحزاب، إذ كانت قيادة حركة مجتمع السلم قد التقت بقيادة جبهة القوى الاشتراكية لمناقشة الوضع السياسي في البلاد والمقاربة الممكنة لتجاوز الراهن، فيما التقت قيادة الأخيرة مع الأمانة العامة للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في نفس السياق السياسي،كما ترد تحذيرات متصاعدة للسلطة بضرورة تنفيذ خطوات تهدئة وفتح مسار حوار سياسي يمكن من إعادة تجميع القوى الوطنية وحماية البلاد من حالة احتقان سياسي واجتماعي متصاعد، ولا يعرف ما إذا كانت السلطة ستأخذ بمجموع هذه التحذيرات، وتبادر فعليا إلى الحوار مع قادة العمل السياسي في البلاد، بعد عودة الرئيس عبد المجيد تبون من رحلته العلاجية في ألمانيا، أم أنها ستتجاوز هذه الدعوات وتصر على المضي في تنفيذ الأجندة الانتخابية المقررة. 

المساهمون