دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، إلى "خفض التصعيد" لـ"تجنب أزمة إنسانية" جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي دخل يومه الحادي عشر، فضلاً عن اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وانتقد غوتيريس، في كلمة له أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص بحث الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين، الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنّ ما سماه "الدفاع عن النفس" لا يبرر التنازل عن التزامات القانون الدولي الخاصة بالصراع المسلح، مشيرا إلى أن أكثر من 50 ألف فلسطيني لجأوا إلى مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جراء العدوان الأخير في غزة.
The unconscionable death, suffering & destruction of the past 10 days only push the prospect of sustained peace further into the future.
— António Guterres (@antonioguterres) May 20, 2021
An immediate ceasefire and a revitalized Middle East peace process are the only route to a just and lasting solution. pic.twitter.com/D2cv49tWPS
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الاجتماع الذي عقد بدعوة من المجموعة العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز: "شعرت بالرعب من التقارير التي تفيد بمقتل 9 أفراد من عائلة واحدة في مخيم الشاطئ للاجئين"، مضيفا أنه "علينا أن نمنع بأي ثمن حدوث أزمة إنسانية وأمنية عابرة للحدود لا يمكن احتواؤها".
وأشار إلى أنه "يجب أن يكون الصحافيون قادرين على القيام بعملهم الأساسي دون خوف من الاعتداء والمضايقة"، موضحا أن "الأحداث الأخيرة تأتي في سياق سنوات طويلة من الاحتلال"، وأن "عملية السلام هي الحل الوحيد".
انتقد غوتيريس الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنّ ما سماه "الدفاع عن النفس" لا يبرر التنازل عن التزامات القانون الدولي الخاصة بالصراع المسلح
وذكر غوتيريس أنه "على إسرائيل أن تتوقف عن هدم بيوت الفلسطينيين في القدس الشرقية".
بدوره، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن "إسرائيل لا تؤمن بحل الدولتين"، مضيفا أنها "تسعى لتهجير أهالي الشيخ جراح لمحو الوجود الفلسطيني في القدس".
وأكد أنه "لمن يقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، عن أي حق يتحدث وهي تضطهد شعبا بأكمله؟".
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى "توفير الحماية للشعب الفلسطيني بشكل عاجل"، مشددا على أن "الوضع الخطير في الأراضي المحتلة يستدعي تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية".
وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن "استهداف المباني السكنية والمؤسسات الصحافية والإنسانية انتهاك للقانون الدولي"، لافتا إلى أن "وتيرة التهويد والاستيطان زادت لدرجة يمكن وصفها بالتطهير العرقي".
وعبر عن دعم بلاده لـ"جميع الجهود المخلصة لخفض التصعيد في القدس وغزة".
بدوره، حمّل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمته، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التطورات الأخيرة.
وشدد الصفدي على أن "الاحتلال أساس الشر كله، وزواله هو السبيل الوحيد لإحلال السلام"، مبرزا أنه "يجب أن يتوقف التصعيد فورا، والذي تتحمل إسرائيل مسؤوليته".
وقال وزير الخارجية الأردني إن "الخيار يجب أن يكون واضحا، ووقت التحرك هو الآن"، موضحا أنه "دون أفق حقيقي لرفع الاحتلال وتحقيق السلام العادل لن ينتهي تصعيد حتى يتفجر مجددا، وسنواصل بذل كل جهد لزوال الاحتلال وتأمين حقوق الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أنه "خلال 11 يوما شرد العدوان 75 ألف فلسطيني في غزة".
شدد الصفدي على أن "الاحتلال أساس الشر كله، وزواله هو السبيل الوحيد لإحلال السلام"، مبرزا أنه "يجب أن يتوقف التصعيد فورا، والذي تتحمل إسرائيل مسؤوليته"
وبشأن القدس المحتلة، ذكر الوزير الأردني أن "هناك 700 ألف مستوطن في القدس حاليا، وهذا تقويض ممنهج لحل الدولتين"، موضحا أن "المقدسيين سكان محميون بالقانون الدولي، والدفاع عن سكان الشيخ جراح دفاع عن القانون".
وأكد أن "القدس مدينة السلام، وقد حولها الاحتلال إلى ساحة للقهر والتهجير والذل".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التركي مولو جاووش أوغلو أن "السكوت عن الظلم يشبه المشاركة في الجريمة المرتكبة، فالساكت عن الحق شيطان أخرس"، موضحا أن "الحصار الإسرائيلي لغزة حوّل القطاع إلى أكبر سجن مفتوح في العالم".
وذكر جاووش أوغلو أنه "حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي إجراءات قانونية وأخلاقية فعالة من أجل وقف الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين (..) علينا العمل لإنشاء آلية دولية لحماية المدنيين الفلسطينيين".
وأبرز أن "جهود حماية الفلسطينيين يجب أن تشمل الحماية الجسدية عبر تشكيل قوة دولية بمساهمات عسكرية ومالية من الدول المتطوعة".